• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من مؤثرات وقتية إلى منبهات مستقبلية

هدى المفرجي / الأثنين 24 نيسان 2023 / ثقافة / 1896
شارك الموضوع :

إن الإسلام دين يخاطب العقل والوجدان، ولا يهمل شيئاً من الجوانب الإنسانية على حساب جوانب أخرى

أفكر في الحال الذي صرنا إليه نلعب مع الأقدار لعبة البهلوان، هي تلقي بين أيدينا بماهية صعبة التحديد ونحن نتقاذفها بين كفينا لا نعرف التعامل معها، أشبه بقطعة من القدر عصية على التوجيه كقطعة ثلج سرعان ما تتسامى نتفحصها لندرس تكوينها فتتضاءل، لا نشعر بتبخرها، تتسامى بخبث متقصدة استغفالنا، لكننا لو حاولنا قليلا فسرعان ما نكتشف لعبتها، ليجدر بنا توجيهها إلى الطريق القويم قبل أن تختفي في العدم، أو تصير سحابة في السماء، ففي الوقت الذي أشعر به أنني لا أعلم مايجب علي فعله تراودني أحاديث مبتورة لا أتذكرها كاملة لأنني كنت أزيح ناظري وتركيزي حين كانت هي لب الحديث وأتململ من المتحدث بلهجة منزعجة قائلة في سري: (مواعظ مرة أخرى)، إن لم يكن جميعنا فأغلبنا جرب شعور أن يتهرب من النصح والموعظة وينزعج منها.

تراودني قصة لأحد الملحدين الذين لا يؤمنون بالله أنه قد تحدى علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أحدهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله! وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، ثم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم، فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه، فتبسم العالم وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!

لتكون موعظة للملحد ومنبه له أن انتبه، فقد تكون الموعظة كلمة عابرة أو مشهدا تراه بعينك أو تسجله عدسة الكاميرا أو قصة تقرؤها أو موقف يتعرض له الإنسان في حياته يهزه حتى يكون أحد طرفين إما أن يكون أثرا يلازمه فينفعه أو تنتهي يقظته بمجرد انتهاء الموقف الذي استمع فيه لكلمات الواعظ بل ربما لا يتأثر بشيء.

الإسلام بين العقل والوجدان

إن الإسلام دين يخاطب العقل والوجدان، ولا يهمل شيئاً من الجوانب الإنسانية على حساب جوانب أخرى فهناك أساليب تخاطب العقل بقصد تأهيله إلى إدراك المعارف الموصلة إلى الله، فيقول الله سبحانه وتعالى في خطاب للعقل: (وَضربَ لنا مثَلا وَنسيَ خَلقه قَالَ مَنْ يُحيي العظَامَ وَهِيَ رمِيمٌ)، وكذلك جعل التأمل وإثارة الشعور أساليب لمخاطبة الوجدان لكي تسمو الروح وتكتسب القدرة على التذوق الرفيع الذي يوصلها إلى حب الله، يقول الله سبحانه وتعالى في خطاب للروح: (أَمّن يُجيبُ الْمُضطَر إِذا دعاهُ ويَكشِفُ السوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأرضِ أإلَٰهٌ معَ اللَّهِ ۚقَلِيلًا ما تَذَكّرونَ)، فإن الخطاب هنا موجه إلى الروح فيحرضها على التأمل في وحدانية الله، ويرسم لها معالم العشق الإلهي، فالإنسان بطبعه يتفاعل مع محيطه، ويمكن أن يتأثر به سلباً أو إيجاباً، والموعظة هنا تشكل عاملاً خارجياً يأخذ بيده ليساعده وتتأكد ضرورتها عند الغفلة وخمود الواعظ الداخلي، حيث يصبح لها الدور الأساسي في النجاة، وقد أكد القرآن الكريم على أسلوب الموعظة فقال: (ادعُ إِلَى سَبيلِ رَبكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظةِ الْحسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتي هِيَ أَحسَنُ إِن رَبكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَل عَن سَبِيلهِ وَهوَ أعلَمُ بِالمُهتَدِينَ)، وقد وردت كلمة موعظة في القرآن الكريم في موارد متعددة، منها على سبيل المثال، قوله تعالى: (فَأَعرِض عَنهُم وَعِظهُم)، أي وحذرهم وخوفهم ومعنى الموعظة من وعظ، وهو النصح والتذكير بالعواقب، وهو تذكير الإنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب.

فالمواعظ  تتحول من مؤثرات وقتية إلى منبهات مركوزة في القلب فحين ينطق الواعظ كلمات تلامس القلب والروح ستترك بصمتها شيئا فشيئا حتى يأتي الوقت الذي تثمر فيه حتى ندرك ثمار هذه البذور التي تلقى وتنمو حين تتوافر البيئة الطبيعية أو يستحضرها القلب في حال الحاجة، فيذكر أن أحد كبار العلماء في صباه عرضت له فكرة نغصت عليه حياته تتعلق بذات الله تعالى قال فدفعتها بقول الله تعالى {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهوَ السمِيعُ البصِيرُ}، هذه الجملة القرآنية الكريمة حفظها وبقيت مستكنة في قلبه حتى أصلحت من شأنه لما جاء وقت الخطر وصححت مساره لما ظهر ما يدعوه للإنحراف.

فكلما استمع الإنسان لموعظة كلما أعطى نفسه فرصة للتطهر وأعطى قلبه فرصة ليتزود بوقود الإيمان، فبالموعظة الحسنة يُعلم الجاهل، ويُذكر الغافل، ويرد الشارد، ويوقظ أصحاب الضمائر، وتوجل القلوب المؤمنة، بل إن المواعظ كما يقول ابن رجب: "سياط تضرب القلوب، فتؤثر في القلوب كتأثير السياط في البدن، والضرب لا يؤثر بعد انقضائه كتأثره في حال وجوده، لكن يبقى أثر التأليم بحسب قوته وضعفه، فكلما قوي الضرب كانت مدة بقاء الألم أكثر".

الانسان
الدين
الايمان
الاخلاق
العراق
السلوك
السلام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    شراء الالعاب فن لا تتقنه الامهات

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ذكرى أليمة

    النشر : الثلاثاء 27 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    ماهي دعامة الدين في فكر الامام الصادق؟

    النشر : الثلاثاء 10 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    إملك دواء لكل داء

    النشر : الأحد 24 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الغربة.. ندم وألم

    النشر : الأثنين 05 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    ما هي أفضل المكسرات لزيادة البروتين في نظامك الغذائي؟

    النشر : الخميس 07 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1041 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 414 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 355 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 344 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 340 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3477 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1111 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1088 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1086 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1041 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1010 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • الخميس 19 حزيران 2025
    الإستجارة في عائلتي
    • الخميس 19 حزيران 2025
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • الخميس 19 حزيران 2025
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • الخميس 19 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة