اعتادت العوائل العربية والعراقية على وجه التحديد أن تحتسي الشاي في أغلب المناسبات الاجتماعية ومنها مأتم الحزن ولا يقل احتساءه في التجمعات العامة وأوقات أخرى مثل بعد وجبات الطعام أو خلالها.
بهذا الجانب كان لـ (بشرى حياة) هذه الجولة الاستطلاعية:
تحسين المزاج
تؤكد الحاجة أم عماد (متقاعدة) في عقدها السبعين بكل ثقة أن مزاجها يتحسن لمجرد احتساء الشاي وهي لا تملك وقت محدد لذلك فهي من المدمنات على ارتشافه طوال النهار.
وتشاركه الرأي السيدة اسراء عبد الحسين (ربة بيت) فإنها لو أصيبت بالصداع تعمد إلى احتساء الشاي بدل أخذ مسكن لألم الرأس.
الشاي والتعود
فيما قالت أم مؤمل بأنها غيرت نظام احتساءها للشاي بسبب المرض فقد منعها طبيبها المختص، وهي تشعر بحزن بالغ لذلك إلا أنها اعتادت الأمر تدريجيا.
مبينةً بالقول أن احتساء الشاي يرتبط بالتعود فقد اعتادت على تحضير الشاي بعد وجبات الطعام لوالدتها (رحمها الله) الأمر الذي كان يدفعها على احتساءه معها.
مسترسلة بحديثها باندهاش بالغ بأن هناك سر في أوراق الشاي تجعل المرء ينجذب إليه ويعتاد احتسائه بنهم واستمتاع.
السكري والشاي
بينما الحاجة أم ياس قالت: إن السكري حال دون تناولها العديد من الأطعمة والمشروبات الغازية والمحلاة ومنها الشاي عزيز قلبها على حد قولها فهي من العاشقات له وتعده الشراب الرئيسي لكل مناسبة وإن كان الأمر بيدها لقدمته في المناسبات السعيدة Hيضا.
وتابعت قائلة: أنا لم أكترث لنصائح الطبيب فقد ابتعت قطع من السكر المحلى الخاصة لمرضى السكري من الصيدلية لأحتسي شرابي المفضل (الشاي).
التأقلم والاستغناء
فيما قال السيد أبو ليث (موظف) في عقده الأربعين، بعدما ازداد وزني خضعت لبرنامج حمية قاسي كان من بينها عدم احتساء الشاي فالسكريات هي أولى مسببات السمنة مع اتباع تمارين رياضية، كان الأمر صعبا في بدايته ثم بدأت بالتأقلم والاستغناء عنه بشكل نهائي.
وأضاف: بعد أن وصلت إلى الوزن المثالي والمناسب عاودت احتساء الشاي ولكن مرة واحدة لا غير.
منافس الشاي
كما حدثنا المحامي سلام الحسناوي قائلا: إن الشاي شراب مميز وله أولوية في أغلب المناسبات كما يفضله العديد من الناس خصوصا في التجمعات الاجتماعية التي تضم الأهل والأصدقاء وهو مشروب أساسي في وجبة الإفطار لدى أغلب العوائل العراقية، لذا ليس من السهل تخطي هذا الشراب أو استبداله وعلى الرغم من منافسة القهوة له مازال يحتل الصدارة.
كما لا تقل رغبة النساء عن الرجال في احتساء الشاي فالجميع سواسية، ويفضله المدخنين أكثر من كلا الجنسين.
مشروب الشاي
تعود لفظ كلمة الشاي للغة الفارسية (تشاي أو جاي) وهي كلمة مشتقة من أصول صينية (تشا) وهي اسم الشجرة أو الشجيرة التي يستخرج منها الأوراق لتحضير مشروب الشاي.
واول من زرع واستخدم الشاي هم الصينيون، وجاءت بعدهم اليابان والهند ثم تركيا والتي أسهمت في انتشاره الواسع في المشرق وكذلك إلى باكستان وسيلان وإندونيسيا، وانتشر مشروب الشاي فيما بعد سريعاً إلى دول عديدة وأصبح شراب مفضل لدى مختلف سكان المعمورة، وتعد اليوم الهند وسيلان أكثر البلدان المصدرة للشاي بعد الصين وأذربيجان وجورجيا.
زراعة الشاي
يعد نبات الشاي دغلة أو جنبة معمرة تعيش حتى (70) سنة جذعها ضخم وقصير تعلو إلى نحو (2م) أوراقها خضراء داكنة اللون بيضوية الشكل متطاولة (5ـ10سم) ذات عنق قصير حوافها مسننة يزداد عددها في أعلى الفروع والطرود ويقل في أسفلها وقوامها رخو وخشنة الملمس وتصبح جرداء ملساء ولماعة بعد جفافها، ويختلف حجمها بحسب الأنواع.
وتكون أزهار الشاي صغيرة عنقودية عطرة الرائحة لونها سكري وثمرته ذات ثلاثة فصوص، تنضج بذورها الثلاث بعد مضي نحو أربعة شهور على موعد الإزهار.
تبدأ جنبة الشاي بالإنتاج الورقي الاقتصادي في عمر بين (3 و7) سنوات بحسب الأصناف والخدمات الزراعية، ويباشر بالقطفة الأولى للأوراق بعد مضي (3) سنوات على موعد زراعته.
أنواع الشاي
هناك ثلاثة أنواع للشاي منها (الشاي الأسود، الشاي الأخضر، الشاي الألونج) وتدخل بعض أصناف الشاي بمجموعة من العمليات الخاصة لتحويلها إلى الشاي الرائج تجارياً، كما يستهلك الشاي الأسود غالبا في معظم البلدان العربية ومنها العراق.
خبيرة التغذية
وتنقل لنا خبيرة التغذية بشرى رسن بعض النصائح الطبية بهذا الجانب قائلة: يعد الشاي بأنواعه كافة مفيداً ومدراً للبول، وقد استعمل قديماً في علاج الربو والزكام ولتسهيل الهضم وتنشيط الجهاز العصبي والقلب، وذلك بحسب طريقة تحضيره والنوع المختار للاستهلاك البشري.
وتبين من الدراسات الحديثة أنه يحتوي على أملاح الفينول المتعددة التي تؤثر مباشرة في الحماية من الإصابة بسرطان الفم، وعلى مواد أخرى تحد من سرطاني الرئة والقولون، وكذلك على مادة فلافونوييد التي يوازي تأثيرها تأثير الفيتامين (C) ومادة الكامتشن التي تقاوم الفيروسات والالتهابات وتسوّس الأسنان وتضبط وظائف الكلية والشرايين.
ويقي الشاي الأخضر من الإصابات القلبية الناجمة عن ترسبات الدهون في الأوردة، ومن الشيخوخة المبكرة.
وغالبا ما ينصح الخبراء بعدم الافراط باحتسائه لأنه يحتوي على مكونات ضارة بالصحة مثل الكافيين الذي أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن له علاقة بمرض السكري.
فالإدمان على شربه يؤدي أحيانا إلى الإمساك المزمن وفقدان الشهية وبطء الهضم المعدي وعسر الهضم، لذا يستحسن الإعتدال في شرب الشاي وتحضيره بشكل صحي من خلال تخميره في الماء الساخن للحفاظ على مكوناته المفيدة.
اضافةتعليق
التعليقات