• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شيروفوبيا: تاريخ انقضاء السعادة

زهراء وحيدي / السبت 31 كانون الأول 2022 / ثقافة / 1459
شارك الموضوع :

يؤسفني أن أقول بأن المصدر الأساسي لهذه الأحاسيس والمشاعر التي يعيشها الإنسان هي عدم حسن الظن بالله

في إحدى الجلسات الحميمة التي جمعتني مع قريبتي سارة التي جاءت للتو من أوربا بعد اغتراب طال أكثر من ٢٥ سنة.

كنت متشوقة جدا لرؤيتها، إذ كانت لها رؤية مختلفة عنا فهذا البعد عن المجتمع العربي لهذه الفترة الطويلة جعلها أكثر ابتعادا عن العادات أو التقاليد التي ترعرعنا عليها هنا.

اللطيف جدا أنها اندمجت سريعا مع العائلة، كنا نخوض معها أحاديث هادئة وحميمية، وتبادلنا الكثير من الكلام الممتع حتى بدأت أصوات ضحكاتنا تتعالى في أرجاء البيت فقالت فاطمة بنت خالتي وملامح القلق تبدو على محياها "اللهم اجعلها ضحكة خير"..

نظرت إليها سارة وقالت بصوت خافت: هل تعانين من شيروفوبيا؟، فأجابت فاطمة: هل تقصدين الرهاب الاجتماعي لا كفانا الله شرها، لماذا؟!

فردت عليها سارة: إذن لماذا شعرتِ بالقلق ونحن في حالة جيدة ومستمتعين بوقتنا؟

قالت فاطمة: لا شيء فقط خفت أن تنقلب فرحتنا علينا، فالأفراح لا تدوم لأمثالنا.

استغربت سارة من هذا الكلام ولم تستوعب ما قالته فاطمة، إلاّ أن خديجة تداركت الموضوع وغيرت مسار الحديث بالسؤال الذي وجهته لسارة عن اسم الكريم الذي تستخدمه لبشرتها.

فعلا تغير مجرى الحديث، ولكني بقيت أفكر في هذا الأمر فما قالته ساره فعلا منطقي، إذ ليس هنالك أي دليل علمي يفسر حالة فاطمة سوى أنها تعاني من الشيروفوبيا والتي تعتبر حالة نفسية يقوم فيها المريض بتجنب التجارب أو المواقف السعيدة. ولكن إذا أردنا أن نطلق على هذا الأمر رهاب أو شيروفوبيا فكم شخص في المجتمع العربي يعاني من هذا المرض؟

مع بالغ الأسف هذا الأمر نابع من الخوف من المستقبل، ومن فكرة أن السعادة لا تدوم هي فكرة متجذرة في عقول الناس، يؤسفني أن أقول بأن المصدر الأساسي لهذه الأحاسيس والمشاعر التي يعيشها الإنسان هي عدم حسن الظن بالله.

فالإنسان الذي يحسن الظن بالله لن ينتظر من الله إلّا الخير، فاللحظات السعيدة التي يهبها الله للإنسان من المستحيل أن تنتهي ما دام الانسان يحسن الظن بالله، فالله تعالى أكرم من أن يعكر صفو حياتنا ليعطينا شيئا ويأخذه بعد ذلك. (حاشا لله)

فقط الذي يسوء الظن هو الذي يعتقد بأن الله سيزيل عنه هذه اللحظات وأنه سيستبدلها شرا وفعلا يحصل له ذلك، إذ يقول الإمام الرضا (عليه السلام): أحسن الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا"[1] إنها قاعدة إلهية، فعلى حسب ظنك بالله يكون رزقك، إن كان خير فخيرا، وإن كان شر فشرا...

ومع بالغ الأسف أن هذه المعتقدات السيئة انتشرت في عقول الناس وتوارثتها الأجيال فيما بينها فباتت السعادة على أثر هذه الأفكار أشبه بعلبة جبنة لها تاريخ انقضاء ومن الممكن أن تنتهي صلاحيتها في أي وقت وتكون غير قابلة للاستخدام!.

هذه الأفكار نابعة من قلة الايمان بالله تعالى وقد يحاسب الانسان عليها، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "والذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه"[2].

 


[1] الكافي: ٢ / ٧٢ / ٢.

[2] البحار: ٧٠ / ٣٦٦ / ١٤ وص ٣٨٥ / ٤٦.

السعادة
الايمان
صحة نفسية
الايجابية
السلبية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    من مدرسة الباقر الى الثريا

    النشر : السبت 10 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الكاكاو.. عندما تجتمع الفائدة واللذة

    النشر : السبت 15 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    تعرف على فوائد السبانخ التي لا تُحصى

    النشر : الأربعاء 23 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    تدريبات في تعلم التفكير بنوعيه الإبداعي والناقد

    النشر : السبت 20 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    التسامح.. فضيلة أخلاقية أم تفريط للحقوق؟

    النشر : الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف تعرف أنك مصاب بالصرير الليلي؟

    النشر : السبت 28 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1235 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 445 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 419 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 418 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1331 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1235 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 775 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة