يصاب الإنسان بالهلع النفسي عندما تنتابه نوبات متكررة من القلق الحاد والشديد ويشعر أنه على حافة الموت أو يكاد يفقد عقله ويصاب بالجنون وأنه قد يفقد السيطرة على نفسه.
وهي تأتي على هيئة نوبات مفاجئة من القلق الحاد مع خفقان شديد في القلب وآلام في الصدر ويشعر المريض وكأنه يختنق مع دوار في الرأس، وتختلط عليه الأمور ويظهر كل شيء من حوله وكأنه قد تغير، فلم تعد الأشياء والأشكال كما كانت وأحياناً يحس وكأنه لم يعد هو نفسه، وأن هناك تغيرات قد حدثت له بالإضافة إلى التعرق والرجفة.
ومن أهم الأعراض النفسية التي تصاحب النوبة هو خوف شديد من:
- الموت.
- أن المريض سيفقد صوابه ويصبح مجنونا.
- أنه سيأتي بأفعال لا يمكنه التحكم فيها.
وتستمر هذه النوبة لأقل من ساعة وتكون غير متوقعة، فهي تحدث فجأة ثم تبدأ في التحسن تدريجيا وتختفي، وقد يصاب بها الشخص عدة مرات كل أسبوع دون أن يكون لها سبب عضوي.
وأعراض الهلع النفسي تشبه إلى حد كبير أعراض النوبات القلبية أو الربو الحاد ولكن إذا أجريت الفحوصات والأبحاث الطبية، فإنه يتضح أنه لا يوجد أساس عضوي لهذه الحالة وأن الحالة نفسية.
التشخيص:
ولتشخيص الحالة لابد من تكرارها أربع مرات في شهر واحد، هذا النوع المتوسط الشدة، أما النوع الشديد فيجب أن تتكرر أربع مرات في الأسبوع ولمدة أربعة أسابيع متتالية.
هذا ويجب ألا يكون هناك سبب واضح ومفهوم للإصابة بهذه النوبة، كالتعرض لموقف خطير يهدد أمن أو حياة المصاب.
كذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع أو من القلق المزمن أو من الاثنين معا، يزداد شعورهم بالخوف من الأماكن المتسعة أو الوجود في أماكن مزدحمة يصعب عليه فيها طلب المساعدة، وأحيانا يشعر بالخجل.
ومع تكرار نوبات الهلع يخشى المريض الخروج من المنزل، وإذا استدعى الأمر خروجه من المنزل فهو يحتاج دائما إلى مرافق.
ويتجنب المريض الوجود في الأماكن المزدحمة مثل الميادين والشوارع المزدحمة كما أنه يكون غير قادر على ركوب الأتوبيسات أو القطارات.
ويعاني الشخص المصاب بالهلع النفسى بين النوبة والأخرى من العصبية الزائدة والتوتر والإحساس بالقلق والانقباض والخوف من حدوث نوبات أخرى، وأحيانا يصاب المريض بالاكتئاب نتيجة حالته المرضية وتدهور حياته العملية والاجتماعية.
والأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع تكون حياتهم دائما مليئة بالمشاكل سواء العائلية أو الوظيفية.
وقد وجد أيضاً أن هناك عاملاً وراثياً يظهر بشكل واضح في مرض الهلع. وهذا العامل يصل تأثيره إلى نفس التأثير الذي يسببه العامل الوراثي في مرض الاكتئاب.
كما أن المرضى وذويهم غالبا ما يعانى نسبة ملحوظة منهم من مرض الاكتئاب أو الإدمان على الكحول، كما أن نسبة منهم يعانون من تدلي الصمام التاجي.
والأشخاص المعرضون لنوبات الهلع هذه، معظمهم من ذوي الشخصيات الضعيفة والتي لا تعرف ما تريد، بل أحيانا ما تختلط عليهم الأمور فيما يخص نوعية الجنس الذي ينتمون إليه.
غالبا ما يبدأ مرض الهلع فى أواخر العشرينيات من العمر، تزايد في الإناث عنها في الرجال والنسبة هي ٣ : ١.
٥٠٪ من المرضى تتحسن حالتهم خاصة الذين كانوا ناجحين في أعمالهم وحياتهم قبل المرض.
بينما يتحول۲۰ % منهم إلى مدمنين للكحوليات والمخدرات رغبة منهم في السيطرة على معاناتهم النفسية.
ويصاب ٧٥% منهم بحالات اكتئاب نتيجة لتدهور حياتهم وعدم قدرتهم على التأقلم مع حياتهم العملية والأسرية.
اضافةتعليق
التعليقات