• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماهي إلا كلمة!

دنيا عبد الكريم / الأربعاء 28 تموز 2021 / ثقافة / 5834
شارك الموضوع :

فما أعظم الكلمة.. وما أعظم أثرها فينا.. فهي التي تبني وهي التي تهدم

إحدى الكتب أخبرتني أننا نرتبطُ معاً بشبكةٍ خفيةٍ من القصص، لطالما أحببت هذه العبارة ولطالما وقفت أمامها كثيراً، أؤمن أن كل من نراهم ونسمعهم ونتعامل معهم يوميا يرتبطون معنا بشيء ما، ما أقصده ليس ارتباط المشاعر الإنسانية ولا ارتباط كوننا بشر.

ما أقصده ارتباط من نوع آخر، شيءٌ ما يحتوينا كلنا وكأننا جميعا في هالة مغلقة، نتشارك جميعا بنفس القصص دون أن نعلم دون أن نُدرك حتى أننا حقاً متشابهون ولكن بأزياء وألوان مختلفة، لا فرق بيننا، فلو تجردنا من أسماءنا وألقابنا وكل تلك الأشياء التي نُقّيم بها أنفسنا سنعودُ جميعا سوياً متشابهون بالفطرةِ الإنسانية، بالشيء الذي ميزنا الله تعالى به عن باقي مخلوقاته، بالعقل وبالفكر والكلمة، ارتباطنا هذا هو لنعيش ونتعايش، لنشعر بمن حولنا لنأنس بهم، لنرى أنفسنا مساهمين في قصصهم، بل ونصنعها أحياناً معهم، لنروي ونصنع قصصاً، وكل شيء يبدأ بكلمة.

فالكلمةُ هي المفتاحُ لكل شيء، فإرادة الإنسان تتعلق بكلمة وكرامته تتعلق بكلمة، نجاحاته وفشله، بل وحتى حياته أحيانا تقررها كلمة.

هذه الكلمة هي التي تُخبرني من أنت.

فالكلمة مصير.

هناك نص من مسرحية (الحسين ثائراً) يتحدث فيه الشاعر عبد الرحمان الشرقاوي عن عظمة الكلمة وكيف أن  كلمة الحسين بن علي عليه أفضل الصلاة والسلام غيرت مجرى أمة وكتبت تأريخا..

وهذا النص:

((نحن لا نطلب إلا كلمة

فلتقل: ”بايعت” واذهب بسلام لجموع الفقراء

فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقنا للدماء

فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة..

كبرت الكلمة!

وهل البيعة إلا كلمة؟

ما دين المرء سوى كلمة

ما شرف الرجل سوى كلمة

ما شرف الله سوى كلمة

أتعرف ما معنى الكلمة…؟

مفتاح الجنة في كلمة

دخول النار على كلمة

وقضاء الله هو الكلمة

الكلمة لو تعرف حرمة

زاد مذخور

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان بين نبي وبغي

بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور

ودليل تتبعه الأمة

عيسى ما كان سوى كلمة

أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين

فساروا يهدون العالم!

الكلمة زلزلت الظالم

الكلمة حصن الحرية

إن الكلمة مسؤولية

إن الرجل هو الكلمة

شرف الرجل هو الكلمة

شرف الله هو الكلمة.

فيالعظمة كلمتك سيدي أبا عبد الله، تلك الكلمة التي صنعت مجدا وعزا شامخا، تلك الكلمة التي صنعت آلاف العبر والمعاني السامية، إنها كلمتك سيدي وزاد الفقراء، كلمتك أزالت حجاب الخوف والخنوع عن الإنسانية المحجوبة في غياهب الظلم والخداع.

فكلمة الحسين كافية لأن تُعطي للكرامة والإباء نبضاً سرمدياً لن ينتهي..

وحتى نعطي الكلمة حقها كاملاً فلا بد أن نذكر كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ونتفكر بها ونعيش ببركتها، فكل كلمة منه كنز لا يقدر بثمن، وأسلوب حياة لطالما ينتشلنا من غفلة أيامنا وتداعيات زماننا.

يقول أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه): ((لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِه، وقَلْبُ الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِه)).

والمراد بالقلب هنا هو مكنون نفس الإنسان وعقله ومايضمر فيهما وليس قلبه بالمعنى الحرفي.

أي أننا يجب أن نُدرك بأن مصنع الكلمة هو العقل واللسان وأن تلك الكلمات لا تتلاشى بل تخرج وتستقر في قلب أحدهم حتما، فإما تضيئهُ وإما تطفئهُ!.

ففي كل حالاتنا علينا أن نعي كلماتنا ونزنها جيدا، وأنه لتوفيق إلهي أن نتروى في أحكامنا وكلماتنا ومواقفنا إزاء الآخرين رفقاً منا بأنفسنا والآخرين.

ويقول عليه السلام: ((الْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، فَإذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَة سَلَبَتْ نِعْمَةً وَجَلَبَتْ نِقْمَةً))، فتلك الكلمة هي في قبضتك حتى تقرر أن تتفوه بها فإما تحسن اختيارها وتختار موضعها الصحيح لتكون نعمة وإما أن تخرج منك بلا حساب وبلا مسؤولية هكذا ضمن ثرثرة سريعة أو ضمن نميمة لا جدوى منها فتكون نقمة في إدخالك في شرك المحظور.

إن من يقف أمامك ويحدثك، كلمته هي من تحدد قيمته عندك، هي من تخبرك من الذي أمامك، فيقول أمير المؤمنين: ((تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ)).

فما أعظم الكلمة.. وما أعظم أثرها فينا..!.

فهي التي تبني وهي التي تهدم...!.

ونحن على أعتاب غديرك الصافي، ونبعه العلوي، عيد الغدير الأغر ، نقفُ صفاً سيدي، كمن ينتظر دوره لرحلة عظيمة، فخُذ بأيدينا ونحن التائهون، خذ بقلوبنا ونحن الهائمون، خذ بأرواحنا إلى روضك النقي ونحن المتعبون، خذنا إليك، دُلنا إليك، علنا نسعد، علنا نصحو، علنا نحيا من جديد، علَ رماد أحلامنا يصبح صالحاً أن نغرسَ فيه بذرة  الأمل، علَ ما ندور ونُطحن فيه من دوامة الكلمات البائسة يختفي، علَ هذا العالم يكشفُ عن وجه أفضل..

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟

    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    آخر القراءات

    كيف تستطيع أن تساعد الطبيب في علاج آلام ظهرك؟

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    "ملتي فيتامين".. هل تقلل حقاً من خطر الوفاة المبكرة؟

    النشر : الأثنين 01 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ممهدات في الدرب.. بنت الهدى نموذجا

    النشر : الأحد 12 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    ملتقى المودة للحوار يناقش: الثورة الفكرية في النهضة الحسينية

    النشر : الخميس 10 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    محرم.. شهر الضيافة الحسينية

    النشر : الخميس 13 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    طرق مفيدة لتوسيع الحذاء الضيق: حذاء سندريلا

    النشر : الخميس 25 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 533 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 392 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 384 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 373 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 371 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1373 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1184 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1118 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 822 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 658 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين
    • منذ 23 ساعة
    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة
    • منذ 23 ساعة
    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟
    • منذ 23 ساعة
    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة