العنوان: انتهزوا الفرص
تأليف: والدة سماحة السيد مصطفى الشيرازي
الناشر: هيئة ابي الفضل العباس (ع) الثقافية
عدد الصفحات: 113
لقد رأى أحد الوجهاء في المنام المرحوم السيد محمد جواد الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) وكأنه يوصي بكتابة كتاب تحت عنوان (انتهزوا الفرص)، ولعله مقتبس من قول أمير المؤمنين (عليه السلام): الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير. فقررت والدة السيد أن تكتب عن فرص العمر عبر استلهام الدروس من الآيات والروايات والأقوال المأثورة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، عسى أن تكون مشجعة لنا ومحرضة على استغلال ساعات عمرنا بل لحظاته في العلم النافع والعمل الصالح والتقوى والورع والأخلاق الفاضلة وهداية الناس.
قال رسول الله (ص) لأبي ذر (رضوان الله عليه):
يا أباذر إغتنم خمساً قبل خمس:
شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك
وفراغك قبل شغلك
وحياتك قبل موتك.
يقدم هذا الكتاب شرحاً وافياً للأمور الخمسة التي أشار لها النبي (ص) في هذا الحديث الشريف وهي الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة.
ويبدأ الفصل الأول بفرصة الشباب قبل الهرم، وهي مرحلة وفترة القوة بين الضعفين: ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، كما أشار الى ذلك القرآن الكريم، ومرحلة الشباب مرحلة استثنائية عابرة، فليصمم الشاب اذاَ أن يجعل قوته ونشاطه في طاعة الله عزو وجل لأن الله يحب الشاب المطيع له.
ويشير الكتاب الى اهمية استثمار هذه الطاقة الهائلة الى سبيل التقدم والنجاح والتكامل الروحي والمعنوي والدنيوي والاخروي، وذلك عبر:
1_ تزكية النفس وسمو الروح والتقوى والورع.
2_ التكامل العلمي.
وتناول هذا الفصل عدة مشكلات أهمها مشكلة (الخلأ الفكري) وهو أمر خطير، ويعاني كثير من الشباب من عدم وجود فكرة معينة بناءة أو هدف واضح في حياته، وأهم الحلول هو العمل بقانون: البناء والبدائل الصالحة.
أما الفصل الثاني فيتناول فرصة الصحة والعافية قبل المرض والسقم، وهي من أكبر النعم التي أنعم الله بها علينا، فينبغي على الانسان أن ينتهز فرصة الصحة ويستخدمها لكل ما يرضي رب العالمين وأهل البيت (عليهم السلام) من خدمة الاسلام ونصرتهم وخدمة الناس؛ والصحة هي خير معين على ذلك.
وإن شكران نعمة السلامة هي أداء الوظيفة والعمل بما أراد الله تعالى منا لكي ننجح في الدنيا والاخرة.
وفي الفصل الثالث يسلط الكتاب الضوء على فرصة الغنى قبل الفقر إذ ان مال الانسان وديعة عنده، وسوف يأتي يوم تسترد فيه الوديعة، لأن الأمر دائر بين شقين: إما أن المال يفارق صاحبه، أو صاحب المال يفارق ماله، وعليه: أفليس من الأفضل أن يتزود الانسان من هذه الوديعة بالانفاق في الأعمال الصالحة؟
ويبين الكتاب كيف يكون الانفاق طريق لخدمة العقيدة وانقاذ المسلمين، ويشرح في صفحاته أقسام الانفاق وأنواعه وخصائصه ومنافعه الكثيرة.
وينتقل الكتاب الى الفصل الرابع وهو فرصة الفراغ قبل الانشغال، فالوقت هو الحياة ولذا فإن من ضيع وقته فقد ضيع حياته، والكثير منا يعاني مشكلة عدم القدرة على تنظيم الوقت، وبالتالي نقع تحت ضغط كبير قد يفقدنا قدرتنا على التركيز وحسن التصرف، ولكن اذا كان لدينا حسن إدارة الوقت والتنظيم في الساعات وكان لنا جدول يومي لترتيب الاعمال فإن هذه المشكلة ستنحل ببساطة.
ونتعلم في هذا الفصل فوائد تنظيم وادارة الوقت والسعادة والنجاح الذي يأتي تباعا من بعد ذلك، ويقدم نقاط مهمة في كيفية برمجة وهندسة اوقاتنا، والاهم من كل ذلك بماذا نملأ أوقاتنا؟.
ويأتي الفصل الخامس والاخير وهو فرصة الحياة قبل الموت، فكل انسان يمر وسيمر بعوالم و يتحدث هذا الفصل عن عالم الموت لأنه المستقبل والمصير الاول الذي سنواجهه فهو الحقيقة الحاضرة الغائبة.
إن بعض الناس يخافون أن يتكلموا عن الموت وعن المصير الذي ينتظرنا جميعا، ولكنه حقيقة لا مفر منها، فإنها الحقيقة التي تحدد مصيرنا النهائي، فهلا نعتبر؟
ويطرح الكتاب تساؤلات هامة قد تتبادر الى الكثير من الاذهان مثل: لماذا خلق الله تعالى الموت؟ والاجابات تقدمها روايات أهل البيت وقصص كثيرة نعرف فيها بعض من فلسفة الموت.
ونطالع في هذا الكتاب كيفية الاستعداد للموت، والامور التي نتبعها في مراحل التغيير والاصلاح في الحياة، واخيرا كيف يحاسب الانسان نفسه وهو أمر يومي ولازم.
كتاب مفيد وممتع تضم صفحاته قصص و تجارب وعِبر تعضدها آيات القرآن الكريم وروايات أهل البيت، حيث تتناول جميعها موضوع مهم وخطير يواجهنا كلنا ألا وهو انتهاز الفرص، وبالتأكيد لن تضيع الساعات.... اذا كنت تهتم بالدقائق.
اضافةتعليق
التعليقات