تعد الصناعات اليدوية، من أهم الصناعات التي تُظهر حضارة وثقافة الشعوب كما إنها أحد أهم السبل لدعم محدودي الدخل، ويشتهر العراق بالكثير من الصناعات اليدوية وأهمها (الندافة والحدادة والخراطة والسجاد اليدوي والنجارة وصياغة الذهب والفضة وصناعة الجلود، والخياطة، والحياكة اليدوية.. وغير ذلك).
ولكن في تسعينيات القرن الماضي وبسبب الظروف الصعبة التي مر بها العراق ومنها الحصار اضطر أصحاب الحرف اليدوية إلى ترك عملهم.
كيف عادت الحرف اليدوية للظهور؟
أوضحت السيدة رقية محمد مديرة مشغل النوارس لتعلم الخياطة والحياكة أسباب ازدهار الأعمال اليدوية النسائية قائلة: بسبب الحروب المتعاقبة وكذلك اهمال الحكومة وفساد المؤسسات أدى كل هذا إلى انتشار البطالة والفقر في العراق فلجأت الكثير من الفتيات والنسوة إلى إحياء الأعمال اليدوية مثل الحياكة والتطريز وما يسمى بالكروشية من أجل الفائدة كمردود مادي وما شجع هذه المهن للظهور وازدهارها مرة ثانية هو توفر المواد الأولية والأدوات والمعدات في الأسواق بعد رفع الحصار والانفتاح على العالم ويضاف لها انتشار تعلم الحياكة والتطريز عبر الفيديوهات في الانترنت وكذلك خدمة التوصيل سهلت في نقل الأعمال لأصحابها وكل هذه الأسباب ساهمت بتشجيع الفتيات والنساء على الأعمال اليدوية.
أم جود وهي فتاة عشرينية تقوم بعمل النقوش على القماش والطباعة الحرارية على الملابس والأكواب والصحون، والطباعة الليزرية على المحفظات والساعات ويعد دخل بسيط لكنه عوضها عن الوظيفة الحكومية التي أصابها اليأس من الحصول عليها على الرغم من حصولها على شهادة البكالوريوس للإدارة والاقتصاد منذ خمس سنوات، حيث قالت: بالتأكيد حين توفرت المواد الأولية المختلفة بألوانها وأحجامها وبأسعار مناسبة سهلت العمل علينا كثيرا حيث نشتريها من أسواق الجملة في المحافظات أو من (الشورجة).
وهناك أسباب شجعت الفتيات على العمل مثل إقامة بعض المؤسسات الخيرية بتقديم ورشات تدريبية، وكذلك أتاحت الفرصة للترويج لتلك الصناعات في وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك, انستغرام, التليجرام) من خلال إطلاق صفحات بأسماء مختلفة وعرض هذه الأعمال وكذلك إطلاق برامج تعليمية على اليوتيوب لتلك الصناعات.
كما أن توفر خدمة التوصيل المنزلي ساهمت وبشكل كبير في تشجيع الكثير من السيدات للعمل, حيث تقوم بإيصال البضائع من البائع للمشتري وبأسعار مناسبة.
سلبيات وايجابيات البيع عن طريق التوصيل المنزلي
تم طرح هذا السؤال على أصحاب الصفحات العامة في مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك فأجابت عنه السيدة جيلان صاحبة صفحة جيلان للفنون: إن وسيلة التوصيل المنزلي سهلت في فتح مشروعي الصغير حيث أقوم بتجهيز كوشات ورسم على الزجاج وعمل ألعاب بعجينة السيراميك وأعمل وأنا في منزلي وحولي أطفالي دون الحاجة لروتين الدوام والدوائر أما سلبيات هذا العمل هو تأخر توصيل الطلبيات أحيانا أو عدم إجابة الزبون على الهاتف عند توصيل البضاعة فيتم ارجاعها لنا مع خسارة سعر التوصيل..
أما السيدة هدى صاحبة صفحة سنابل ألماس للفنون فقد أجابت: إن حالتنا المادية كانت ضعيفة ومع عدم توفر فرص عمل في القطاع الحكومي وصعوبته في القطاع الخاص جعلني أتجه إلى تعلم الكروشيه (الحياكة) من خلال التسجيل في دورات مختصة في هذا الشأن ومع توفر خدمة التوصيل أصبح عملي أكثر سهولة حيث إنني أشتري بضاعتي للعمل عليها عن طريق التوصيل وأبيع بضاعتي التي أصنعها فأقوم بحياكة الكوشات والشالات حسب الطلب عن طريق التوصيل وهذا مما ساعد على استحصال رزقي أما سلبيات هذا العمل هو تأخر استلام أموالي من شركة التوصيل.
تعتبر الأعمال اليدوية مصدر دخل ممتاز للكثير من النساء، خصوصاً أن إنجازها يُعتبر من المواهب التي لا يتقنها الكثيرون، ولكنها تتطلب مهارةً جيدة وجهد وتركيز كبير لأجل إنجازها، وعلى الجهات المعنية تشجيع الفتيات من خلال تدريبهن وتطوير مهاراتهن، وتوفير أماكن لعرض صناعتهن.
اضافةتعليق
التعليقات