في النجف الأشرف وعلى قاعة حسينية أم البنين (عليها السلام) أقامت مؤسسة أنصار الحجة (عجل الله فرجه الشريف) حفلاً بمناسبة ولادة بقية الله الأعظم الامام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) بأجواء روحانية ولمسات ايمانية تجذب القلوب نحو المنتظر.
حيث شمل الحفل عدة فقرات، وخير ما ابتدأ فيه تلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت: العلوية أم علي المشعشعي. ثم زيارة آل ياسين تلتها أم مصطفى الشيرازي.
ثم كلمة من العلوية أم عباس الشيرازي حيث ابتدأت كلامها قائلة: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد، يا حجة الله ادركنا، علاقة الآباء والأبناء علاقة طرفية ولكن علاقة الأبوين تفوق بكثير على أولادهما.
وذكرت في قصة النبيين يعقوب ويوسف على نبينا وآله وعليهما السلام، بكى كل واحد منهما في فراق الثاني بحيث عدّا من البكائین الخمس، لكن بلغ حزن يعقوب على يوسف *حزن سبعين ثكلى بأولادها حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم.
ورد في صفات الإمام المعصوم: الإمام الأنيس الرفيق والوالد الشفيق والأخ الشقيق والأم البَرَّة بالولد الصغیر.
کیف يكون إرتباط الإمام وصلته وعلقته بشيعته ومحبيه؟
قال امير المؤمنين صلوات الله عليه: "إنا لنفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم ونمرض لمرضكم وندعوا لكم".
ويقول الإمام الصادق عليه السلام: "إني لأدعوا الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة".
وورد في التوقيع الشريف من الناحية المقدسة: إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم هذا هو شأن الإمام وارتباطه بنا، (يشاركنا في الأفراح والأحزان والمرض، يدعوا لنا ويستغفر لذنوبنا، يرعانا ولاينسانا و...).
ولكن كيف هو إرتباطنا وصلتنا به؟
كم نذكره؟ كم ندعوا له؟ وكم ننتظره؟ و...!! حقا كم البون شاسعا!!
فيجب علينا تقوية إرتباطنا وعلاقتنا بإمامنا وكذا تعميم الثقافة المهدوية في الحياة والمجتمع وإيصالها إلى الأجيال القادمة؛ فمنذ الصغر نربيهم ونعرفهم بعطف الإمام وحنانه ورحمته ونزرع في قلوبهم حبه وحب خدمته وإنتظاره والتمهيد لظهوره إن شاء الله.
ثم كان الإنتقال إلى فقرة أخرى وهي العرض المسرحي خيال الظل بعنوان (سنبقى ننتظر) إعداد الفكرة: العلوية أم علي هادي الشيرازي. التنفيذ والإشراف: أم رضا اخوند وأم أحمد الشيرازي.
بدأ العرض المسرحي بتقديم مقدمة ومن ثم استعراض في الظلال وبعد ذلك تتمة المقدمة.
التي بدأت بتقديم ساعة في الظلال تدق والتي توحي بالانتظار بدأت المقدمة كلامها قائلة:
ننتظر وننتظر ونعيش، ونحن نلاحق عقارب الساعة، ونكتشف أننا نحيا على انتظارات لا تنتهي إلا بنهايتنا..
ثم بدأ العرض، الظلال التي روت قصة امرأة قضت حياتها في الانتظار ..في انتظار طفلها الذي وهبها الله تعالى بعد عشر سنوات، حين نذرته لنصرة صاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف
مضت الأيام وشاءت الأقدار فراق الأم وابنها وانتظاره حتى يرجع من الحشد الشعبي
وتلك اللحظة التي لاقت فيها ابنها قائلة:
قضيت حياتي في الانتظار ..
ولكن انتظارنا لمولانا لم ينته بعد..
تابعت المقدمة كلامها قائلة:
عندما استعرضت صور البشر، وجدت أن حياتنا مشبوكة بالانتظار، وأننا لا نستطيع أن نكف عنها مهما فعلنا وحاولنا..
ولكن، لمن يكون ولماذا؟
ماذا نختار؟
من ننتظر؟!
تروي تاريخنا المشرق عن شخصيات قضت حياتها مترقبة ظهوره المبارك، مستعدة أيما استعداد لنصرته..
أما أنا .. أما نحن.. أما أنت
فكيف استعدادك وانتظارك؟
وختمت كلامها قائلة: يقودنا انتظارنا إلى الشوق والحنين وكلما زاد الاشتياق زاد التهيؤ والاستعداد.
عن محمد ابن الفضيل عن الامام الرضا عليه السلام:
قال سألته عن شىء من الفرج. فقال: أليس انتظار الفرج من الفرج؟
إن الله عزوجل يقول: فانتظروا اني معكم من المنتظرين.
والحقيقة أننا مهما كرهنا الانتظار أحيانا، إلا أن الانتظار نفسه قد يكون سببا في سعادتنا، وقدرتنا على العيش والاستمرار، حينما يرتبط ويمتزج هو والأمل ويكونان معا قوة تدفعنا لنرى في الغد ضوءا وحياة.
وللمهدي فرج.. فعجل يا فرج الله .. عجل يا فرج الله.. ولمن ينتظر لقاء..
ولمن ينتظر شفاء.. ولمن ينتظر نجاحا.. ولمن ينتظر عودة.. ولمن ينتظر صباحا تتحقق فيه آمال كثيرة..
أقول.. لأننا لا نملك إلا الانتظار، لننتظر ولا نكف عن الانتظار، إنه أمل وحياة.
وتم قراءة بعض الموشحات والمواليد للامام صاحب العصر والزمان. فكانت أسماء وألقاب الامام عليه السلام. . من تأليف الكاتبة: زينب المؤيد.
وختاما كان لابد من فقرة الأسئلة المعنوية ومشاركة الحضور، وتقديم الهدايا للمشتركات فكانت لوحة تذكارية محلاة باسم الامام الحجة، وقلادة للصغار والكبار كتب عليها اسم الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف. ومع بروشور للأطفال.
والجدير بالذكر أن هذه المؤسسة قدمت البرنامج بجهود نسوية من التأليف والعمل فكان فريق العمل المختص بتقديم البرامج لهذا البرنامج ٢٠ امراة علوية قدمن رسالة الانتظار بطريقة حديثة تواكب العصر، وختاما لابد من قراءة دعاء الحجة والسلام عليه بقلوب مؤمنة بفرجه.
اضافةتعليق
التعليقات