عامٌ مرّ على ذاك الحادث الأليم، والقلوب حرى تشتعل بنار الفراق، و أي فراق أصعب من فراق انسان يملك القلب الطيب واﻷخلاق الحسنة، عالم فاضل خسرته البشرية، ثلمة في الاسلام لا تسد، فليس من احد يحل مكانه. فلذا كان الموت أصعب المصائب لصعوبة تحمل فراق اﻷخيار.
نعم، هو في جنة عالية مستأنس بجوار افضل الخلق النبي اﻷعظم محمد وآله اﻷطهار صلوات الله عليهم. لكن نحن من نتألم لفقد شخصية فذة، كان وجودها رحمة لنا، عالم مربي يعكس بنوره على من يحيط به ويتعامل معه. خسرنا بفقده جيلا من اﻷخيار.
خلف من بعده ألما عظيما في قلب أم فقدت ابنا ليس ككل اﻷبناء، ابنا تمثل به بر الابناء للآباء، عطوف حنون عالم بواجبه لا يخل بأدائه ابدا بل يزيد عليه ولا ينقص.
و زوجة ليس كألمها أحد، فقدت أنيسها و معينها في الحياة، احتارت مع ذريته الطيبة، كيف تخفي ألم فقدها، ما تقول لهؤلاء الصغار الذين يشتاقون لوالدهم ويسألون عنه، وهي تحترق بنار الشوق كما هم، واﻷلم يعتصر قلبها، تصبرهم و تحكي لهم عن حال عيال سيد الشهداء الحسين عليه السلام، والذي كان والدهم مواظب لزيارته التي تتزاحم عليها الاملاك، وقد رحل عنهم وهو عائد من زيارته فأبى أن يفارقه فارتحل إليه. وهو سعيد بجواره يدعو لكم و يوصيكم بزيارته وخدمته.
ابن طيب، زوج حنون، والد رؤوم، تجسدت به صفات الخير كان يضفي عطرا بكل مكان وعلى كل من يقابله، أهله، أرحامه، أصدقائه، تلامذته، الكل ينعاه ويذكر حسن خلقه و طيب روحه العطرة بحب محمد وعترته الطاهرة حيث ورث خلق أجداده العظام.
حقا أيها السيد الجواد خلفت في قلوب محبيك ألما كبيرا و عز فراقك.
لكن نقول هنيئا لك مجاورة الكرام حيا كنت معهم وحللت طيبا بجوارهم. أنت حي بما تركت من علم و أثر طيب. إنما غاب شخصك فقط، رحلت جسدا ولم يرحل أثرك.
اضافةتعليق
التعليقات