نعلم ان جميعنا نتمتع بالحواس الخمسة، والتي تتضمن السمع والبصر والتذوق والشم واللمس، ولكن لايعلم الجميع ان لدينا حاسة اضافية تسمى الحس الداخلي، والتي يمكن ان تصنف انها الحاسة السادسة.
أن الحاسه السادسة أو قوة الادراك هي قوة خفية، فقدراتنا بالوضع الطبيعي تكون قادرة على التعامل مع الامور المحسوسة فقط، فهي لاتتضمن القدرة على فهم السبب والنتيجة والعلاقة الخفية وراء العديد من الاحداث والتي تعتبر أبعد من فهم العقل الطبيعي ، وهو اشبه بقولنا أن الحاسة السادسة عبارة عن الادراك خارج الحواس الخمسة، أي استبصار الهاجس والحدس فهي مرادفة للقدرة العالية على الاحساس وادراك الامور.
ويربط الكثيرون مصطلح الحاسة السادسة بالقصص الخيالية والاساطير والمنامات احياناً.
ان تفسير الاشارات الداخلية التي يقدمها جسمنا والتي تنظم عمل الوظائف الحيوية لدينا مثل الجوع والعطش ودرجة حرارة الجسم وضربات القلب وغيرها حواس داخلية تتيح لنا الشعور بأجسامنا.
ورغم ملاحظتنا لهذهِ العملية كثيراً إلا أنهُ شعور بالغ الاهمية لأنه يضمن ان كل نظام داخل جسمنا يعمل على النحو الامثل حيث تتم هذهِ العملية عن طريق تنبيهنا الى الوقت الذي قد يكون فيه جسمنا غير متوازن مثل الحاجة الى شرب الماء عند العطش.
تقول الكاتبة ناتالي سابيرو في تقرير نشرتهُ صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن الحاسة السادسة شيء مدهش لأغلب الناس فهي عبارة عن معلومات تُفرض علينا من دون وعي ولايمكن تفسيرها تفسيراً منطقياً.
وترى اختصاصية علم النفس الاكلينيكي جان سيود فاكشين أن الامر ليس فيه أي جانب روحاني إذ يعتمد الحدس على التجميع السريع لكمية كبيرة من المعلومات الحسية في لحظة معينة وهو نوع من المسح يكون بحدود 360 درجة في مستوى ادنى من الوعي.
وتضيف فاكشين: يتطلب الحس قدرة كبيرة على التقاط بعض الاشارات الضعيفة الموجودة في بيئتنا، هذا الادراك الحسي الواسع للغاية الذي ينتقل بسرعة عالية في دماغنا يمكن أن يرتبط ايضاً بعناصر تم حفظها بالفعل لتكتسب فجأة معنى محدداً، وغالباً مانرفض هذهِ القناعة العميقة التي تظهر فجأة لأنهُ يستحيل علينا تفسيرها، على عكس الاستدلال والاستنتاج أو التفسير المدروس الذي يأخذ مسارات أبطأ في الدماغ.
وتضيف أيضاً علينا العمل على أن نكون أكثر انتباهاً لمايخبرنا به الجسد على الاقل لبضع دقائق في اليوم، حيث تعد خطوة أولى اساسية للارتباط بوجه افضل بالعالم من حولنا.
كما أشار علماء الطب النفسي أن الحاسة السادسة موجودة لدى كل شخص وان كانت خاملة عند البعض ونشطة عند البعض الآخر، وذلك يتوقف على عوامل عدة منها صفاء الذهن وهدوء الاعصاب واعتدال المزاج.
واكدت دراسات لدكتورة الطب النفسي جيرترود أن الحاسة السادسة تنشط في الشخص ذاته وتصاب بالخمول احياناً اخرى والسبب هو أن مظاهر الادراك الحسي الخارق ترتبط وفق الارتباط بمحيط نفسي آخر قوامه صفاء الذهن وهدوء الاعصاب واعتدال المزاج وعناصر نفسية وشخصية.
اضافةتعليق
التعليقات