يعتبر الحديث موهبة من الله سبحانه، ومن رحمته أن هذه الموهبة تُعد من المواهب التي يستطيع الإنسان تنميتها. وفن الحديث يعد ضرورة لكل فرد تتطلب طبيعة حياته التعامل مع الآخرين على اختلاف ثقافاتهم وشخصياتهم...
يقول الامام علي ابن الحسين(ع): القول الحسن يثري المال، وينمّي الرزق، وينسئ في الأجل، ويحبب الى الأهل، ويدخل الجنة.
ففن الحديث هو حسن اختيار الكلمة التي تسهم بتوضيح المعنى الموجود في ذهن من يتحدث، والمراد توصيله لمن ينصت إليه بأسلوب لا يحتمل الفهم المغلوط. إن الكلمة هي مادة الحديث (التعبير) والمادة قد تكون في متناول كل انسان، واختلاف الصياغة الفنية وطريقة النطق بها هي التي تعطيها قيمتها وأثرها على المستمع.
ومهارة الحديث تتطلب الاهتمام بمحتوى ومضمون الحديث مع مراعاة الفروق الفردية بين الأفراد ومراعاة العوامل المحيطة التي تساعد على إحداث التأثير المطلوب على الآخرين وللحصول على حوار بنّاء بين المتحاورين مثل حسن اختيار الوقت المناسب ومدى ملائمة بيئة الحوار والتي تؤثر سلباً وايجاباً على تواصلهما معاً مثل درجة حرارة المكان وبرودته ومستوى شعور الفرد بالارتياح في جلسته، ومقدار الضوضاء في مكان الحوار..
مقومات الحديث البناء
الوضوح: أهم صفات الحديث المؤثر في الآخرين.
الاختصار: إن أكثر الأشياء التي تثير ضجر المستمع وتصيبه بالملل بجانب عدم الوضوح هو الإطالة المتعمدة التي لافائدة منها أثناء طرح الموضوع.
البساطة: هي أصل الجمال في كل ما يحيط بنا في هذا الكون،... فإن بساطة طرح الموضوع باستخدام حصيلة لغوية ومجموعة من الأمثلة التي تتناسب مع من تتحدث إليه من العوامل المؤثرة جداً.
استخدام الألفاظ والتعبيرات المناسبة: إن حسن استخدام وصياغة الكلمات في وصف ما تقصده جيداً من أهم مميزات الحديث الجيد البناء وهذا لا يتأتى إلا إذا امتلكت حصيلة لغوية هائلة تعينك على الوصف الدقيق لما تعنيه و دون إحداث أي لبس في ذهن من يستمع إليك..
سمات المتحدث المؤثر
حتى يكون لحديثك أهمية وتستطيع أن تجذب آذان الآخرين إليك أثناء حديثك إليهم، عليك أن تنمي السمات التالية:
الموضوعية: وتعني قدرتك على طرح الموضوع مجال الحديث من جميع جوانبه بحيادية تامة وإبراز نقاط الضعف والقوة في كل جانب مهما كانت آراؤك الخاصة ومواقفك، وعما إذا كنت مؤيداً لهذا الجانب أو ذاك واترك الحكم النهائي لاختيار أي الجوانب يذهب المستمع إليك فيه دون التأثير عليه.
الصدق: ويعني أن يعكس الحديث حقيقة مشاعر المتحدث: أفكاره وآراءه، كما يعني أن تتطابق أحوال المتحدث مع أفعاله و تصرفاته.
الاتزان الانفعالي: وذلك بأن يتحكم الفرد في انفعالاته الصادرة عنه ويظهرها بالقدر الذي يتناسب مع الموقف، و إذا انفعلت أثناء الحديث، فاحرص على أن تتدارك الموقف سريعاً...
كفاية المعلومات عن موضوع الحديث: إن كنت تتحدث عن موضوع محدد فمن المهم أن تكون لديك معلومات أكثر بكثير من موضوع الحديث؛ لتتمكن من الخوض فيه بسهولة ويسر وتحوز على ثقة من تحاوره.
القدرة على الاسترسال في الحوار: في حالة نفاد كل ما يريد المتحدث قوله هناك عدة طرق للاسترسال، ومنها التطرق لموضوعات جديدة تهم المستمعين أو إلى حديث الساعة وهكذا الحوار يتواصل بانسيابية و دون عناء أو تفكير طويل.
الأدب واللطف: الكلمات المختارة بعناية ولا تسبب الضيق أو الحرج أو الحساسية لدى من يستمع إليها تخلق جواً من الحوار الودي، يكسب المتحدث من خلاله رضا وحب واهتمام مستمعيه..
قال أمير المؤمنين عليه السلام:أصلح المسيء بحسن فعالك، ودل على الخير بجميل مقالك.
الذوق: إن الذوق أثناء التواصل مع من يحيطون بنا وعندما نبدي آرائنا المختلفة من الأمور المهمة التي تعمل على استمرارية العلاقة وحسن التواصل فيما بيننا. وهو بالدرجة الأولى يرتبط بحسن اختيار الكلمات الرقيقة والأسلوب الراقي عند طرح الفكرة التي تعمل على استمرارية الحوار دون أن تبتره فجأة.
المظهر الجيد
الابتسامة: بوابتك لقلوب الآخرين.
أمور احرص عليها أثناء حديثك:
*إبداء الاهتمام بمن تتحدث إليهم.
*حسن الانصات.
- أثناء الحديث تجنب الآتي:
الابتعاد عن الذاتية
الاستئثار بالحديث
الأسئلة المحرجة
كثرة الاشارة بالأيدي
التكرار والمبالغة
الحوارات العقيمة
-وعلى المنصت أن يتجنب الآتي:
مقاطعة المتحدث
تصحيح المعلومة
الجدال غير المفيد
فن إدارة الحديث
*كل حديث يحتاج إلى مقدمة وهي الفقرة الأولى من الحديث والتي لها دور في جذب انتباه مستمعك أكثر، فابدأ بـ (أولاً.. أهم نقطة.. لأبدأ بـ..)، الحديث عن البداية ثم النهاية، واستخدم انتقالات واضحة (وأخيرا أو ختاما) حيث الانتقال من نقطة إلى أخرى، حتى يتابعك المستمع ولا ينصرف عنك من خلال عينيه، وإن لم تستخدم هذه الانتقالات ستجد أن المستمع قد انصرف عنك.
*قوة الكلمة: يتميز المحدثون المهرة بأنهم على درجة عالية من الوعي بالكلمات التي يستخدمونها ومدى تأثيرها على المتلقين فهم يتحدثون بقوة الكلمة. فهناك كلمات إيجابية تشعرنا بالثقة والأمان، وكلمات سلبية تشعرنا بالاحباط وعدم الارتياح، وكلمات جاذبة للانتباه.
*نظم أفكارك.
*آراؤك ليست حقائق.
كيف تنهي الحديث بنجاح؟
- دائما أنهِ الحديث بإعادة التأكيد على أهم النقاط أو المعلومات التي تريدها ثماراً لهذا الحوار، وتذكر أن مايعلق في الأذهان دائماً هو البدايات والنهايات.
آداب نقد الآخرين دون أن تسبب لهم الحرج
*اجعل النقد غير شخصي بنقد التصرف وليس الشخص.
*ينبغي توفير الخصوصية أي أن يتم بسرية (منفرداً) وليس أمام الآخرين.
*قدم لنقدك بكلمة رقيقة.
* اطرح الحلول والبدائل للتصحيح.
* اختم النقد بطريقة ودية.
نقاط تحقق بها فاعلية الحديث
*اعلم أن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.
*حافظ على ابتسامتك وهدوء أعصابك فذلك يؤدي إلى تقبل المستمع لرسالتك.
*خاطب المستمع على قدر ثقافته لاستمرار عملية الاتصال.
*إعطاء ملخص في البداية عن مضمون الحديث.
*تجنب استخدام ألفاظ تحمل أكثر من معنى أو مصطلحات فنية قد يجهلها المستمع أو كلمات أجنبية غير ضرورية.
* تفهم الحالة النفسية والمزاجية للمستمع.
* تأكد من توفير المناخ المناسب لعملية الاتصال ومثال على ذلك توقيت الحديث ومكانه.
* اعرف ان المستمع ينصت دائما لما يريد أن يسمعه.
* كن منصتا قبل أن تكون متحدثا.
* كن أنت ولا تقلد أحداً.
اضافةتعليق
التعليقات