مع قرائتك للعنوان ودخولك إلى المقال يبدو أنك تطمح بأن تكون شخصا عاديا في المجتمع، ولكن السؤال الذي لا يخطر على بالك يا عزيزي إذا كنت تطمح بأن تكون شخصا عاديا، برأيك ماذا تكون الآن؟
فلو كان العنوان كيف أكون شخصا مميزا، لأدرجناك في خانة الأشخاص العاديين الذين يطمحون بأنك يكونوا أفضل ويصلوا إلى التميز..
ولكن بما إنك تطمح بأن تكون شخصا عاديا فهل أنت الآن تدرج في خانة الفشل؟، أو خانة الناس الأقل عادية؟ أو خانة الصنف المهمش الذي لا يدري ما يكون؟!
أمن المهم أن تدرك بأن الفقرة الأهم التي تسبق العمل وتقييم الذات هي فقرة الثقة بالنفس التي تخلق لك نفسية مهيئة للتقدم والتميز.
فلو كنت واثقا بنفسك وبقدراتك لأدركت قيمتك الحقيقية والهدف الذي خلقت من أجله وعملت كثيرا من أجل تطويرها وصقلتها جيدا لتصل إلى التميز!
فالطريقة الوحيدة التي يمكن أن نرد بها فضل الله من خلقتنا هي عبادته وتطوير النفس والتعلم المستمر والاستفادة من هذا العلم ونشره، فزكاة العلم نشره.. وبهذه الطريقة ينتشر العلم ولا يحتكر في شخصيات معينة.
فالشخص المتميز يمكن بعلمه وقدراته أن يحول عشرة أشخاص عاديين إلى شخصيات متميزة، والعشرة تتحول إلى مئة والمئة إلى ألف وهكذا حتى يتحول المجتمع من مجتمع عادي وذي تفكير محدود إلى مجتمع متميز وراقي فكريا وعمليا.
فالشعوب التي تطمح إلى التطور والارتقاء تمتلك شخصيات متميزة وفعالة، وشرط أن تكون الشخصيات (فعالة) هو أمر مهم جدا، إذ إن احتكار التميز في شخصية واحدة وعدم انتشاره ونموه في المجتمع لن يطور من المنظومة الاجتماعية، بل يبقى مقيدا بشخص واحد، وعندما يموت هذا الشخص يموت معه تميزه وابداعه.
ولكن لو استمرت عملية صناعة الشخصيات المتميزة لبقي الابداع والتميز منتقلا من جيل إلى جيل بطريقة أوتوماتيكية وسهلة.
وعملية صناعة الشخصيات المتميزة تتطلب العمل والتواصل من الطرفين، من القائد المتميز والشخصيات الطامحة إلى التميز.
وتبقى مهمة القائد هو نشر الأفكار والعلم من خلال منصات التعليم أو إقامة الورشات أو تأهيل الشخصيات الاعتيادية من خلال معسكرات فكرية وجسدية لتقويم السلوك العلمي في المجتمع وبناء الشخصية القوية.
أما الشخصيات الطامحة للعلم والتميز يمكنها التواصل والاستمرار مع المراكز المختصة بصناعة الانسان المتميز والعمل على بناء الشخصية ودخول الدورات التي تقوّم المفاهيم العامة وتعزز التعليم وتطور المهارات الخاصة، بالإضافة إلى قراءة الكتب والمطالعة ومتابعة الأحداث الحاصلة، إذ إن ضمان التميز هو الاستمرارية بالتطوير.. إذ إن صانع الورق هو شخص تميز عن غيره بالماضي ولكنه اليوم ليس بشخصية مميزة، بل إن الشخصية المميزة في هذا العصر هو صانع الكيبورد!
إذن الانسان المميز لن يكون مميزاً غداً ما لم يواكب التطور ويرفع من سقف علمه ويحافظ على استمراريته وابداعه.
اضافةتعليق
التعليقات