تنوعت الصناعات الحربية بشتى أنواعا وأشكالها حتى صارت لا تشمل الأسحلة والجيوش بل تم صناعة حروب بيولوجية، حروب تستهدف فئة العلماء والمفكرين لإخماد شعلة أفكارهم عن العالم، أما صناعة الجهل فهي حرب تكتيكية نعايشها منذ أربع عقود وها هي نتائجها قد أثمرت بخروج العراق مـن مؤشر دافوس لجودة التعليم كما أن العراق تصدر أسوأ الدول ليس فقط في التعليم بل أسوأ اقتصادات الشرق الأوسط وأسوأ الدول من حيث البنى التحتية كما أن الشعب العراقي من أتعس الشعوب حول العالم وحامل الجواز العراقي يُعد ارهابياً في بعض الدول.
بعد أن كان العراق في عهد الملكية أفضل الدول وأعظمها في الشرق الأوسط من حيث الاقتصاد والتربية والتعليم والبحث العلمي وانعدام نسبة الأمية وانخفاض البطالة وغيرها.
فلنستذكر بعض مواصفات السنوات الذهبية للتعليم حسب ما ذكره موقع واي باك ميشن :- 1970 - 1984
كان نظام التعليم في العراق واحد من أفضل النظم في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن، وأشيد به من قبل منظمات وأنظمه. بحلول عام 1984، تحققت إنجازات كبيرة، والتي تشمل:-
• ارتفاع معدلات الالتحاق الإجمالية أكثر من 100 ٪.
• المساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق الكامل تقريبا.
• انخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 إلى أقل من 10 ٪.
• بلغ الإنفاق في مجال التعليم 6 ٪ من الناتج القومي الإجمالي و20 ٪ من مجموع ميزانية الحكومة العراقية.
• وكان متوسط الإنفاق الحكومي على التعليم للطالب الواحد 620 $.
تدهور وضع التعليم في العراق ما بعد فترة حرب الخليج الأولى، فقلة نسبة المشاركين في منظومة التعليم، كذلك قلة نسبة الدعم الحكومي لهذا القطاع. ونظراً لتلك الأسباب توجه العديد من الأطفال العراقيين إلى مجال العمل. بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق.
ومنذ عام 2003 وسقوط النظام السابق، وزعزعة الاستقرار في الحرب وازدياد وتيرة الصراع الطائفي أثر ذلك كله على نظام التعليم. وتضررت بشدة المدارس حيث 2751 مدرسة تتطلب إعادة التأهيل و2400 مدرسة شهدت أعمال نهب وتخريب. واضطرت عدد من المدارس في المناطق الخطرة لإغلاق لفترات طويلة.
حسب آخر الإحصاءات الدولية، فإن نسبة القادرين على القراءة والكتابة بالبلد قد وصلت إلى أقل مستوياتها في تاريخ العراق الحديث، فبلغت في العقد الأخير أكثر من 6 ملايين عراقي بالغ يعاني من الأمية التامة نتيجة للحروب التي أتت على البلاد والحصار الاقتصادي الذي دام أكثر من 13 عام، وذلك حسب ما ذكرت منظمة محو الأمية العالمية.
ويبدو أن جائحة كورنا ستزيد تفاقم هذه النسبة بسبب انعدام وجود أي نظام تعليمي الكتروني يمكن اتباعه من قبل الطلاب في هذه الظروف الراهنة بسبب تردي الأوضاع المعيشية لمعظم الطلبة إلى أسوأ ما يمكن وهذا ما قد يجعل نسبة لا يمكن غض البصر عنها إلى ترك الدراسة والالتحاق بسوق العمل.
على الرغم من التحديات المستمرة التي لا نهاية لها، لا يزال نظام التعليم في العراق يعمل لكن يحتاج إلى اجراء أمور مهمة وبأسرع وقت من جملتها:
1- التركيز على تعليم الفتيات.
2- إصلاح المناهج.
3- توفير مصادر التعلم.
4- توظيف 120 ألف معلم لسد النقص الحاصل في المدارس.
5- إعادة تأهيل 3600 مدرسة فحوالي 70 ٪ من المدارس تفتقر إلى المياه النظيفة والمراحيض.
6- التركيز على أهمية صناعة بنية تحتية قوية للتعليم الالكتروني لمواجهة جائحة كورنا والمحافظة على ما بقي من الطلاب قبل تركهم الدراسة. وغيرها من الأمور التفصيلية الكثيرة جداً التي لا يسعنا ذكرها.
فلابد من النهوض بالتعليم من خلال تخصيص نسبة لا تقل عن 20% من ميزانية العراق وصرف هذه المبالغ للتغير الفعلي فالتعليم هو أساس تقدم كل مجتمع وتطوره والاهتمام بالفئة الشابة من خلال إتاحة الفرصة لهم لأنهم الطاقات الفاعلة والتي بإمكانها تغيير هذا الواقع المرير الذي نعيشه.
اضافةتعليق
التعليقات