من الألقاب التي أطلقت على السيدة زينب الحوراء(عليها السلام) هي إنها [نجمة سماء النبالة](١)، ومن أوجه الشبه التي يمكن أن نفهمها بين السيدة وهذا اللقب، نجد إن النجمة إن ظهرت في السماء زينتها، وجعلتها أكثر جمالاً ونوراً، وإن لم تظهر بقية السماء صافية تزينها بزينة خفية.
وهكذا السيدة (عليها السلام) صاحبة العباءة النورانية السماوية كانت نوراً بظهورها، وخروجها من بيتها وإلتحاقها بقافلة سيد الشهداء لتؤدي دورها التوعوي في بث أهداف نهضته بعد إستشهاده (عليه السلام)، ولتكمل من بعده مسيرة إصلاح نفوس مجتمع كانت أخطر أحواله كما وصفهم الامام(عليه السلام) بقوله: [إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ...](٢)، فألقت عليهم الحجة، وحفظت الإمامة من بعده، وأنارت الطريق للأجيال القادمة، فعرفتنا بالحق وحفظ بدورها هذا ليصل إلينا بوجهه المحمدي الأصيل.
وهي ببقائها في دارها مخدرة كانت أيضا نورا ومصدرا للتوعية، على مستوى تعليم النسوة وإنارة عقولهن بمعارف القرآن الكريم، وتفقيه النسوة بدين الله تعالى، فبثت من نورها المكنون في خدرها المصون إلى بيوتات المسلمين علماً، وكل خلق كريماً؛ ففخر المخدرات هي.. هي بخروجها للمجتمع وببقائها في دارها، بظهورها وبخفائها، بقت نورا يقتبس منه الجميع.
كما إن جمال النجمة يبقى خفيا ولا يُمكن أن تصل له ولحقيقة جارحة العين لبعدها عنها تارة، ولبديع صنعها وجلالها تارة أخرى، فنحن نحب جمالها بالمقدار الذي تصل إليه أبصارنا، وتستوعبه أفئدتنا بمقدار طهرها.
وهكذا السيدة (عليها السلام) كانت جماليات شخصيتها الظاهرية بمقدار ما [معروف] فهي لبوة حيدة الكرار وبنت البتول (عليهما السلام)، ولكن شخصها كان [مكنون] فهي درة بيت النبوة والإمامة.
ولو تأملنا بالنجمة لوجدنا أن جمالها وقيمتها بالنور المعنوي الذي ينعكس لنا عندما نراها في السماء لا تقاس بجمالها الظاهري/ الصوري، وهكذا سيدتنا النجمة (عليها السلام) توصل لنا هذا المعنى بأن قيمة النساء بجمالهن المعنوي، فمن سعت لتنمي وتجمل باطنها بالارتباط بمصدر النور الحقيقي، فإنها ستكون جميلة الباطن والظاهر، وإن كان جمالها الظاهري بسيط، فلابد أن ينعكس من باطنها عليه، فجمال النجمة الظاهري إنما هو إنعكاس لنورها الذي وهبه لها خالقها.
وهكذا كانت السيدة (عليها السلام) عالية بعلو النجمة في السماء لأنها كانت مرتبطة برب السماء وبأهل السماء ونهج السماء.
وهذا درس زينبي لكل من شغف قلبها بما يسمى بالنجومية والتميز وحب الظهور، فمفهوم النجمة في عالم اليوم يطلق على تلك المرأة [النجمة] لكن بخصائص وسمات أرضية لا بخصائص سماوية نبيلة، فحري بكل النساء أن يخترن الاقتداء بسيدة النساء بعد أمها الزهراء(عليهما السلام).
اضافةتعليق
التعليقات