ناقش نادي أصدقاء الكتاب للشهر الحالي كتاب: حوار مع الآخر، للكاتب السيد محمد النقيب..
في مقدمة لبيان أهمية الحوار والتعايش في الاسلام وقبل الولوج في الكتاب نُشير إلى إنَّ الحوار والتعايش في المفهوم الإسلامي يستند على وجود أرضية مشتركة بين الأطراف والبحث عن الحقيقة الموجودة في ثنايا المفاهيم والمصطلحات.
وقد أكدت روايات أهل البيت عليهم السلام، في التعايش إذ يقول الإمام الباقر عليه السلام: «صلاح شأن الناس التعايش»، وإن شخصاً دعا بحضور الإمام السجاد عليه السلام قائلاً: اللهم أغنني عن خلقك، فلما سمع الإمام كلامه ردّ عليه قائلاً: «ليس هكذا الناس بالناس، ولكن قل: اللهم اغنني عن شرار خلقك»، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل: «رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل أحد بر وفاجر».
أما في الكتاب يبين الكاتب حيث يقول:
قالت العدلية: إن للإفعال قيماً ذاتية عند العقل مع قطع النظر عن حكم الشارع فمنها هو حسنٌ في نفسه ومنها ماهو قبيح في نفسه ومنها ماليس له هذان الوصفان.
والشارع لا يأمر إلا بما هو حسن ولا ينهى إلا بما هو قبيح، فالصدق في نفسه حسن ولحسنه أمر الله تعالى به لا أنه أمر الله تعالى به فصار حسناً والكذب في نفسه قبيح ولذلك نهى الله تعالى عنه لا أنه نهى عنه فصار قبيحاً.
فالكلمة الطيبة والحكمة والموعظة بحد ذاتها لها حسنٌ في نفسها والسب والشتم وكيل التهم للآخرين بحد ذاتها لها قبح في نفسها، وعلى هذا جرت سيرة العقلاء في محاوراتهم ومحادثاتهم
بمختلف المواضيع العقدية والسياسية على الوسطية والاعتدال في الطرح والبيان لأن الغرض هو أيصال المعلومة بشكل واضح إلى الطرف الآخر ومن سلك طريق التهجم والسب فقد خرج عن المنطق العقلائي أيضاً.
الايآت المباركة وروايات المعصومين عليهم السلام أيضاً رسمت لنا طريقاً ومنهاجاً واضحاً يوجهنا بأمان وسلام في طريق الدعوة والحوار والاعلام.
وقد ذكر في الكتاب بعض الشواهد من الآيات الشريفة ولعله من خلالها يمكن أن نتعرف على بعض حدود الدعوة والحوار كـ قوله تعالى "إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن أهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل".
وكذا بعض الآيات الشريفة التي ترشدنا إلى بعض الاساليب في الدعوة والحوار كـ قوله تعالى "أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين".
وكذا الآيات التي تكشف لنا مكر وخداع العدو في تضليله الاعلامي كـ قوله تعالى "وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدعِ ربه أني اخافُ أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد".
وكذلك يعرج الكاتب في الختام إلى الالتزام بنزاهة الكلام، إذ يجب الالتزام بنزاهة الكلام لفظاً وكنايةً أو ما أشبه ذلك.
فإن النزيه ينجذب الناس حوله أكثر مما ينجذبون نحو الذين أعتادوا على السب والتهريج وكيل التهم للآخرين ولذا جاء في القرآن الكريم "ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علمً" وقال الامام علي عليه السلام "أني أكره لكم أن تكونوا سبابين".
لقد كان التزام المسلمين بالمباديء سبباً في قوتهم وعظمتهم، ولو أستطاع المسلمون أن يعرضوا هذه المباديء والقيم عرضاً مناسباً للغرب لأسلم الغربيون جميعاً، لكن المشكلة في طريقة وأسلوب العرض أو أقتران العرض بشيء من العنف.
فالعنف يوجب فرار الناس من مستخدميه حتى لو كانوا أصحاب الحق فقد قال سبحانه وتعالى:
"يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتعبوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين".
فالاعلام إذا إتسم بالعنف والتصعيد وعدم أنصاف الآخرين وتجريح مشاعرهم بالتهجم على معتقداتهم لايقل خطورة من الهجوم العسكري لقوات الاحتلال الغاشم، لأنها تمزق صفوف المجتمع الواحد وتجعلهم فرقاً وشيعاً يقتل بعضهم بعضا فيحترق اليابس والأخضر على حد سواء.
فيجب أن نقف وقفة بطولية مشرفة أمام مسببي الفتن الداخلية وقاطعي أواصر اللحمة الوطنية لايقافهم عند حدهم ليعيش المجتمع في أمن وأمان وسلام أسوة بعلمائنا الأعلام الذين كانوا صمام الأمان أمام قوى العدوان والاحتلال..
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات