ما زالت المجتمعات البشرية تعاني من مشكلة الفقر وهي اليوم تعد الأشد فتكاً وضرراً بالشعوب الفقيرة والمحرومة بل حتى الدول المتقدمة والتي تعتبر رمزاً للغنى والرفاهية لا تخلو أيضاً من هذه المشكلة وذلك بسبب السياسات الخاطئة التي تنتهجها الأنظمة المتسلطة على رقاب الشعوب والتي لا تسير وفق المنهج الإلهي الذي ارتضاه الله للإنسان بل تعمل وتسير وفق ما ترسمه هي وتراه صحيحاً لتأمين مصالحها وتمريرا لسياستها التوسعية غير آبهة بمصلحة الشعوب..
انطلاقا من ذلك إنعقد الاجتماع الشهري لنادي أصدقاء الكتاب لمناقشة الكتاب المختار لهذا الشهر الذي يحمل عنوان: ملامح النظرية الاسلامية في الغنى والثروة والفقر والفاقة وهو عبارة عن سلسلة محاضرات ألقاها سماحة آية الله العظمى السيد مرتضى الشيرازي (دام ظله) في الحوزة العلمية المباركة في النجف الأشرف.
ويقع الكتاب ضمن فصلين:
يتطرق الفصل الاول إلى البصائر التي يمكن استخدامها من الآيات المباركات مثلاً: (هو أنشأكم من الارض واستعمركم فيها) و(خلق لكم مافي الارض جميعاً) و( لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض).. مُشيراً الى أهم البصائر التي يمكن أنَّ نتوصل اليها من خلال قراءة مُعمقة لهذه الآيات..
كما يتحدث الفصل الثاني عن موقف الشريعة الاسلامية من الفقر والغنى وذلك لوجود طائفتين من الروايات تبدوان في الوهلة الاولى متضادتين؛ طائفة تمدح الفقر وتذم الغنى وطائفة أخرى تمدح الغنى وتذم الفقر، وبعد استعراض نماذج من الطائفتين، تطرق سماحته الى فقه الحديث فيها وذكر إنَّ هنالك وجوهاً سبعة يمكن عبرها الجمع بين الطائفتين، مبرهناً بذلك أنه لاتضاد ولاتدافع بين الطائفتين، وموضحاً بذلك وجه الحكمة في اختلاف الروايات والمعادلة السليمة ضمن المنظومة الفكرية الاسلامية العامة.
وكان من تلك الوجوه السبعة قوله: (تتكامل لدينا الصورة في موقفنا تجاه الثروة والغنى وكيف يجب ان نوجه الناس بمعرفة هذه الوجوه ومثال ذلك فأن الموقف هو:
١- أن ننظر الى الدنيا والمال والشهرة والرياسة وأشباهها كما ننظر الى الميتة القذرة المنتنة، وكما ننظر إلى عفطة عنز منكرة، وأن نخاف منها ومن فتنتها ومزالقها أشد الخوف ونحذرها أشد الحذر.
٢- ولكن في الوقت نفسه علينا أن نشجع الناس ليكونوا أغنياء وأثرياء طريقياً، أي ان يسعوا للحصول على المال بل والمال الكثير لكي يبذلوه وعلى نطاق واسع أيضاً في سبيل الله تعالى..
فهذا الثنائي المزيج من الكُره الموضوعي والذاتي للأموال، ومن الرغبة الشديدة في الوصول إلى الغنى والثروة طريقياً لأجل عون العباد وأعمار البلاد وبناء المؤسسات الدينية وشبه ذلك، هو الذي يصنع الأنسان المتكامل.
وقد احتوى الكتاب على نظريات مبسطة وعميقة في نفس الوقت يسهل للقارئ فهمها والعمل بها.
وقد أبدين المشتركات إعجابهنَّ بشمولية الكتاب وعُمقه وطريقة تناوله لهذه المُشكلة المُتفاقمة،
وكيف أنَّ الكتاب يعتبر من الكُتب القليلة التي تُقدم المشكلة مع حلها بالطريقة العملية التي يمكن العمل بها وكيف يمكن لكل شخص منا ان يكون بموقف الواعي والراضي والطامح غير الآيس العامل على حل هذه المشكلة..
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات