• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الهدية.. سُنة نبوية ورابطة أخوية

فاطمة الركابي / الأحد 01 تشرين الثاني 2020 / ثقافة / 2966
شارك الموضوع :

إنَ نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) يؤكد على عدمِ تركِ هذه السنة لما لها من أثرٍ نفسي في المتلقي

عادةً نَحنُ نُهدي مَن نحب، مَن لهُ فضلٌ علينا، مَن يعيش مناسبةً خاصةً جميلةً، ومن نَصلهُ ونتقربُ إليه، وهذا مستوى طيب ولكنهُ طبيعي في النفسِ البشرية، قد لا يحتاجُ إلى تنبيهٍ أو تذكير للقيام به.

إذ إنَ نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) يؤكد على عدمِ تركِ هذه السنة لما لها من أثرٍ نفسي في المتلقي، وفي المُعطي أيضا، إن عَرفنا الآثار الباطنية وليس فقط الظاهرية، فسَتَطيبُ نية الإهداء وسنرى آثارها جليةً أكثر في علاقاتنا، كما في قوله (صلى الله عليه وآله): [الهديةُ تورثُ المودة، وتُجَدر الأخوة، وتُذهبُ الضغينة، تهادوا تحابوا](١).

فهي ضرورية من ناحيةِ ترسيخِ المودة في قلوبِ بعضنا البعض، وتحيطُ روابطُ الأخوة هذه فتصونها وتحفظها من الانقطاعِ أو الضعف، بل وتُذهبُ حالة التثاقل والبلادة في علاقاتنا فتجعلها متجددة، ذات حياة دائمة.

كما إنَ هذهِ الآثار -غالباً- لا تأتي من حجم الهدية أو غلاءِ ثمنها، بل تأتي من صدقِ نية المُعطي، واللحظةُ الأنسب التي نختارها لتقديمها، وإن كانت هديةً ماديةً بسيطةً، متواضعةً، رمزية، كيف إذا كانت من صنعنا نحن؟ فهذا ما يَجلبُ المحبة أكثر، فأن تقضي وقتاً وتبذل جهداً في صنعِ شيء لأحدهم هذا يوصلُ لهُ رسالةً مفادها "إنك تستحقُ أن أعطيكَ أثمنَ ما عندي وهو وقتي وجهدي وطاقتي" والنفسُ البشرية تأنسُ وتُحِبُ أن تشعر أنها مهمةٌ ولها خصوصية وأهمية عند الآخرين.

أما قوله (صلى الله عليه وآله): [تهادوا، فإن الهديةَ تَسل السخائم، وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد] (١)، هنا -كما يبدو – يدور الحديث عن فعل الإهداء لمن بيننا وبينهُ خصومات، اختلافات، مَظلمة بل حتى الأحقاد والعداوة! وهذا يحتاجُ إلى نفسٍ عالية وصدر رحب وواسع ليبادرَ بفعلِ ذلك.

قد يتردد أحدنا في أن يَهدي لمن بينهما خصومات أو عداوات، أو يَخافُ من ردةِ فعله كرفضها مثلاً، لذا الهدايا المعنوية ابتداءً نافعةٌ هنا، إذ إنَ الهدايا ليست بالضرورة أن تكون أشياء مادية، فقد تكون هدايا معنوية وخاصة في مثل هذه المواطن.

فأن نهدي من لا يَميلُ إليهِ قلبنا (دعاء، ركعتان، تلاوة بعض آيات القرآن، استغفار أو ذكر للرحمن) بصدقِ نية وتوجه، فهذا له من الأثر العظيم علينا نفسياً -ما لا يعلمه إلا الله تعالى- فإننا سنعيش حالة العفو والمسامحة للطرفِ الآخر فيما بيننا وبين الله تعالى، ونُخلِص قلوبنا من ثقل الحقد والعداوة الذي قد نَحمله تجاه ذلك الشخص.

وبالمقابل فإن تأليف القلوب هو بيد الله تعالى الذي قال في محكم كتابه: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(الانفال:63)، فتعالى أكرم من أن لا يجازينا على نيتنا الصادقة في أن تُعاد تلك العلاقات لتكون مبنية على التآلف والمحبة لا النفور والخصومة، فيُلين الله تعالى القلوب، ويصلح الأمور بيننا، فهذا وعد إلهي كما في قوله تعالى: {إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء:35)، فهذه قاعدة لا تنطبق في العلاقات الزوجية المضطربة فقط لتستقر من جديد بل في كل العلاقات الإنسانية، وهي خاضعة للعمل لا التجربة، فلنتهادى لإفشاء المحبة بين بعضنا البعض، امتثالاً لوصايا نبينا وطلباً للقرب منه.

________

(١) ميزان الحكمة: ج ٤، ص ٣٤٥٠.

الاخلاق
الايمان
السلوك
النبي محمد
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    عصر البخلاء

    النشر : السبت 11 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    جيل بأكمله أكثر عرضة للإصابة بـ 17 نوعا من السرطان!

    النشر : الأثنين 12 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الذكاء الاصطناعي.. هل يساهم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟

    النشر : الأثنين 03 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    نور على الدرب!

    النشر : الثلاثاء 16 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    مسرح الدمى.. اطلالة فنُّ أخاذ

    النشر : الخميس 02 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    سر السعادة

    النشر : الأربعاء 24 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 841 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 448 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 433 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 422 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 362 مشاهدات

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    • 340 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1268 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1191 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1121 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 841 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 676 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 665 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • الخميس 10 تموز 2025
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • الخميس 10 تموز 2025
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • الخميس 10 تموز 2025
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • الخميس 10 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة