ملامح وشعائر رمضان بفوانيسه التي ينطلق بها المحبين لتعليقها اختلفت هذا العام فلم تكن كما سبقتها من السنوات بأعدادها وألوانها الزاهية إذ افتقد الكثير من محبي هذه الطقوس ممارستها ولم يتوقف الأمر على هذا فحسب بل أمست جائحة كورونا تزعزع عادات أخرى في رمضان عن عروش محبيها..
حول هذا الموضوع (بشرى حياة) أجرت جولة استطلاعية شارك بها المواطنين آراءهم:
فوانيس رمضان
الشاب مرتضى خضير أعرب عن استيائه ازاء استغنائه عن أجمل شعائر الشهر المبارك وهي نشر الفوانيس الرمضانية في شوارع المدينة كما يفتقد جمعاتهم الشبابية ما بعد الافطار.
بينما الحاج أبو هاشم افتقد الطقوس العبادية في الذهاب إلى الحرم المطهر كعادته كل يوم وأداء صلاة الجماعة كل ليلة جمعة, وحضور المحفل القرآني في الحائر الحسيني للمشاركة بالتلاوة للختمة الرمضانية.
ليالي موحشة
كما بانت ملامح الحزن على محيا السيدة المسنة أم ذو الفقار وهي تسرد لنا السبب قائلة: كل عام نتبادل الزيارات مع أخواتي وأقربائي كما لبناتي وأولادي وأحفادي جمعات جميلة بعد أو قبل الافطار, فقد اضطررنا هذا العام عن التخلي عن هذه العادات المحببة إلى قلبي.
وأضافت: كما للسفرة الرمضانية نكهة خاصة نتبادلها نحن الجيران فيما بيننا إذ بات الجميع يقفل بابه قبل ساعة من الافطار وتصبح الشوارع والأزقة مقفرة وذلك للالتزام بقرار حظر التجوال.
ختمت حديثها بحزن بليغ: أمست ليالي رمضان هذا العام موحشة, أسأل الله أن تنتهي هذه المحنة وتعود ليالينا الجميلة في رمضان القادم إن شاء الله.
من جانب آخر تحدثت أم رفل/ ربة بيت: لا ننكر هناك بعض العادات التي نزاولها كل عام في الشهر الفضيل قد استغنينا عنها هذا العام نتيجة الوضع الصحي المتدهور وذلك من أجل سلامتنا ولربما هذا الأمر به حكمة من العلي القدير وهي استثمار أي وقت فراغ لدينا في التقرب إليه بقراءة القرآن وغيرها من الطقوس العبادية التي نتأمل بها قدرته العظيمة إذ أرى أن الاعتكاف في البيوت فرصة للاختلاء مع الله ومناجاته.
غياب المسحراتي
واستهلت أم فاطمة حديثها بهذه الجملة قائلة: "لا يحلو رمضان إلا بصوت الدمام.."
(الدمام) آلة طبل كبيرة يضرب عليها المسحراتي لايقاظ الصائمين لتناول السحور وعلى رغم الحداثة التي نواكبها إلا أن المسحراتي مازال يتمتع بشعبية دارجة، حيث ينتظره بعض الناس بشغف وخصوصا كبار السن إذ يذكرهم بأيام زمان في ليالي رمضان.
وأضافت أم فاطمة: لقد غاب هذا العام عنا الحاج أبو فراس وأبنائه وهم جيراننا في الحي، إذ كانوا يتناوبون فيما بينهم في أوقات السحر ليضربوا على الطبل والبوق من كل عام في رمضان، أشعر بوحشة كبيرة إزاء غيابهم لسبب الظروف الصحية التي نمر بها.
فرصة ربانية
شهر اختصه الله بفضائل عظيمة ومكارم جليلة, لنجدد به نيتنا الخالصة إليه فيكون شعارنا التقوى في أيامه المباركة لنغتنم هذه الفرصة الربانية التي هيأها الله لنا نسأله فيها الغفران والاحسان وأن لا يخرجنا من دنياه إلا وهو راضٍ عنا.
اضافةتعليق
التعليقات