الكتاب: احياء عاشوراء
اسم المؤلف: سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي
دار النشر: مؤسسة أم أبيها
عدد الصفحات: 320
قال الرسول الأكرم (ص): إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد أبداً.
إنّ لفقد الأحبة والمقربين لوعة ومرارة في نفس كل شخص، فمن يفقد عزيزا عليه يتجرع ألما وغصّة في الايام الاولى من فقده، وقد تصيبه حالة من الكآبة وعدم التوازن، يعزف فيها عن الطعام والشراب والنوم، لكن مع مرور الأسابيع والشهور يندمل الجرح وتهدأ النفوس وتزول الاحزان شيئا فشيئا وتعود الاشياء الى طبيعتها السابقة. فأعظم المصائب وأشدّ البلايا وقعا على الانسان تفتر حدتها وتخفّ وطأتها بفضل عامل الزمن ونعمة النسيان.
لكن مصيبة واحدة لم تبرد لوعتها ولم ينطفئ لهيبها برغم تقادم السنين ومضيّ الاعوام والقرون، ألا وهي مصيبة أبي عبد الله الحسين(عليه السلام).
إنّ الدور الاستثنائي الذي قام به الامام الحسين في يوم عاشوراء استحقّ عليه ثوابا استثنائيا من الله تعالى.
وهذا الاستثناء _كما نطالع في هذا الكتاب_ قد تجلّى على نحوين:
النحو الأول: الاستثناء في الجانب التشريعي، ومثاله: الجزع فإنه مكروه، حسبما ورد ي الروايات، إلا على الامام الحسين.
النحو الثاني: الاستثناء التكويني، ومثاله الاستشفاء بتربته، فإنّ أكل التراب محرّم شرعا ومضرّ من الناحية الصحية، لكنّ الأمر يختلف مع تربة سيد الشهداء (ع) فهو حلال حُكما، وشفاء لمن يستعمله بمقدار.
هذا الكتاب عبارة عن محاضرات صدرت سابقا، جُمعت ورُتبّت في صفحات تعبق ولاءاً وتأخذ بيدك ويسعى لأن يكبر هذا الحب الحسيني الذي يسكن قلوب المؤمنين.
يبدأ الفصل الأول بعنوان: عاشوراء دروس وعبر، وهي مجموعة محاضرات أفاض بها سماحة السيد المرجع خلال عدّة أعوام، ويبيّن فيها المفاهيم الجديدة التي يستلهمها محبو الامام في كل مرّة، فعاشوراء مدرسة خالدة ونور هذه الملحمة العظيمة بقي مضيئا عبر العصور، فترى المؤمنين يتزوّدون من فيضها الغني لدنياهم وأخراهم.
ومن دروس تلك المدرسة العظيمة: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، الثقة بالله، معاملة العدو بالحسنى...
وأمّا الفصل الثاني فجاء تحت عنوان: عبرات الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، وبين جموع المعزّين أشار آية الله العظمى الى حالة امام زماننا في مثل هذه الأيام الفجيعة، فألقى الضوء على زيارة الناحية المقدسة وكيف كان الامام يصف حالة جواد الحسين مثلا بعد المصيبة وما آل اليه الأمر من حال النساء.
وأيضا في دعاء الندبة وكيف أنّ لوعة الامام الحجة لم تسكن الى الان، ولم تهدأ ندبته على جدّه الحسين كما وصف نفسه الشريفة حين يخاطبه: لأندبنّك صباحا ومساءً.
ومن هنا يأتي دورنا تجاه الشعائر لنستفد من بركات سيد الشهداء (ع) بقدر الامكان.
والفصل الثالث كان: من معطيات التضحية الحسينية، ويشرح فيها سماحة السيد الامتيازات الاستثنائية والمتميزة التي حباها الله للحسين ولم يعطها لأحد قط، ومن هنا تأتي مسؤولية دم الحسين ومسؤوليتنا تجاه قضية الامام، واستثنائية الجزاء للإحياء والزيارة.
وتتوالى الفصول التي تفيض صفحاتها عِبرة وعبرة من اقامة الدين من خلال الامام والمقام الرفيع والمآثر الخالدة الى عظمة زيارة الامام الحسين والشعائر الحسينية وسر خلودها، والى مسؤولية العلماء والمثّقفين ونهايةّ ب عالمية القضية الحسينية حيث تأثّر كل شيئ بهذا المصاب من نار جهنّم الى البحار والمحيطات والأرض...
في هذا الكتاب القيّم أسرار وخفايا وقصص وكرامات كثيرة تكشف لنا جانب من قضية عاشوراء الخالدة أبد الدهر ومن ثمّ وصايا لإحياء هذه الفاجعة الأليمة بما يناسب فداحتها سواء بالشعائر أو بطريق حياتنا ومعاملاتنا اليومية والاهم من ذلك هو ربط قضية عاشوراء بطريقنا الى الله وكسب رضاه ووسيلتنا العظمى في ذلك سيد الشهداء واحياء أمره وشعائره.
اضافةتعليق
التعليقات