اليوم وبينما نتفرج انا وابنتي على احدى برامج التلفاز وكانت ليلة رأس السنة الميلادية وكانت احدى المحطات العراقية تبث برنامج عبارة عن شخص يرتدي شخصية «سانتا كلوز» ويوزع هدايا على الاطفال وهم بعز فرحهم وكانت الاجواء ممتعة عندما ترى فرحة الاطفال بالهدايا.
سألتني ابنتي ماما من هذا الشخص؟
اجبتها بكل طلاقة انها شخصية البابا نويل أو "سانتا كلوز".
ومن يكون هذا؟
هو شخصية خيالية ترتبط بعيد الميلاد توجد عند المسيحيين، معروفة غالباً بأنها رجل عجوز سعيد دائما وسمين جداً وضحوك يرتدي ستره يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض.
وتوزيع الهدايا جزء من الطقوس الدينية بمناسبة الميلاد المجيد.
سكتت ابنتي وبدأت تنظر الى التلفاز بكل شغف وتتفرج على حركات الشخصية وتسألني عن كل حركة لماذا يرتدي هذا اللون ولماذ لحيته طويله ووو... واخيرا قالت لي: امي انا احب سانتا كلوز جدا وياله من رجل عظيم. ولماذا لايأتي في عيدنا البابا نويل ويجلب لنا الهدايا؟ واكملت بحسرة لماذا لايوجد لدينا البابا نويل كما موجود في عيد المسيحين كم احبه هذا الرجل.
هنا انتبهت الى كلام ابنتي ووقعه الكبير على المجتمع.. موضوعي ليس طائفي او ماشابه
بل موضوع الحفاظ على حضارتنا الاسلامية.. لايوجد اي مشكلة بالاحتفال في اعياد الميلاد او رأس السنة الميلادية او اي مناسبة اخرى ولكن المشكلة بطريقة واجواء الاحتفال التي ليست اجواءنا وبصورة مباشرة او غير مباشرة نحن نمسخ شخصيتنا العربية الاسلامية وننفل ثقافة ليست ثقافتنا ونجعلها السائدة في مجتمعنا والحديث المتداولبين اولادنا وشباب المستقبل.
لماذا لا نجعل من شخصية البابا نويل او سانتا كلوز شخصية اسلامية تحمل القيم الدينية والاخلاقية توزع الهدايا باعيادنا.
لماذا لا توزع هدايا في عيد الفطر أو الأضحى أو عيد الغدير الاغر على أطفالنا بشخصية عربية أو اسلامية تحمل ملامح الشخصية العربية الاسلامية..
لكي ننقل لأطفالنا وأشبال المستقبل حضارتهم ونحببهم بدينهم وأعيادهم وطقوسهم، لماذا ننقل لهم حضارة الغرب بقصد أو دون قصد، ونغمر حضارتنا بالتراب ونجعل من أطفالنا يتعلقون بتلك الطقوس بدلا من طقوسهم الجميلة.
علينا أن نعمل جاهدين لفتح صفحات حضارتنا الاسلامية أمام اطفالنا بصور جميلة نأخذ الطرق ونطبقها على شخصياتنا العربية الاسلامية.
ما الضير من جعل شخصية البابا نويل شخصية عربية والتاريخ العربي ممتلئ بأجمل الشخصيات العربية والاسلامية التي تنحني لها الهامات لسيرتهم الذاتية المشرفة التي تجعل من أطفالنا وأحبتنا الصغار يفتخرون بهم..
وعندما يسألنا أطفالنا نرد بكل فخر واعتزاز ونسرد بقصصه واخلاقه ونقول لأولادنا هذا هو تأريخنا وهذه هي هويتنا فلا نتكلم عن شخصية وهمية وليست عربية وأصولها غير اسلامية.
على الجهات المعنية والمهتمة بشؤون الطفل أن يعملوا جاهدين لجعل بهجة الأعياد بأجواء عربية تحمل نكهة الأخلاق الاسلامية والطقوس العربية.
اضافةتعليق
التعليقات