الانتصار حالة من النشوة التي يشعر فيها الفرد نتيجة تغلبه على أمر ما، وهذا الأمر غالبا ما يكون صعبا ويحتاج إلى كمية من الصبر تتوسطها حالة من الجزع والشعور بالانهيار ثم الوقوف من جديد، حتى يتحقق الأمر ليسجل انتصارا في تاريخ الفرد.
التظاهرات في العراق، هذه الجملة هي الشغل الشاغل للأخبار ومواقع التواصل، وحولها تتعدد وجهات النظر وتختلف الرؤى والتحليلات التي ترنو اصلاحا وضدها تلك التي تريد تشويهها، تحوم فوق سماء العراق مجموعة من الخطط التي تبرأ منها الليل نفسه، تحاول أن تكسر هذه الثورة الشبابية ضد حكم أثبت فشله بامتياز، فراحتْ الحكومة تتبرأ من الحكومة في موقف يزيدهم تفاخرا بالضعف!.
والشعب هو هابيل الذي لا يمتلك إلا إصراره وهم يمتلكون تسعة وتسعين من النعاج! فمن طرق الترويع إلى الاغتيال والتعذيب والاستهداف وغيرها يحاولوا أن يسرقوا من الشعب إصراره بالقتل، وهذا ما لا يستطيعون فعله.
الشعب مُصِرٌ على أن ينتصر عليهم، لكن أي انتصار يريده الشعب حتى يعلنه أمام العالم يخبرهم به، هل هو استقالة شخص معين؟ أم حل البرلمان أو حتى اعدام كل المقصرين؟
لو تم كل هذا هل سيرضى الشعب أو يقتنع بعد أن قدم كوكبة من الشهداء ونزف للدماء وإن رضى هل سيتركونه راضيا قانعا بما لديه؟ هذه الأسئلة مفتوحة الإجابة، كلٌّ يكتب اجابته وفق الرؤية التي يراها، ولنخصص أكثر كلٌّ حسب انتمائه، نعم هنا تكمن الكارثة، الانتماء ماذا يعني الانتماء، بعد البحث وجدتُ أن الانتماء هو الانساب إلى شيء ما، ثم يصل بالتعريف إلى الثقة أن تكون لديك ثقة بالانتماء، وهذا ما نحتاج إلى أن نتجرد منه ولا ننتسب في هذه الأوضاع إلا إلى العقل.
بعد هذه العبارة ستتولد مجموعة من الاعتراضات، العقل لا يسعف وهو قاصر وكيف لا ننتمي ونحن ضمن مجموعة من الانتماءات الدينية والسياسية والعرقية، لنخرس هذه الأسئلة في داخلنا ولنقف على حياد أولا حتى عندما نختار انتماء معين ونهدي ثقتنا لأحدهم نتحمل تبعاتها.
الان لننتمي إلى العقل والعدالة ولترى ماذا يحكمان؟
الوطن يحتاج ويعطي الان نحن في صدد طلب وطن يعني نطالب بعودته الينا، في حال العودة هل نحن على استعداد تام لاستقبال الوطن إذا ما عاد بالسلامة، ومادام غائب ونريده أن يعود أليس من الأجدر أن نهيئ له احتياجه، هل نعرف حاجته، لو بحثنا عن واجبات المواطن تجاه وطنه وجدنا مجموعة من الأمور:
1_الولاء للوطن: من أهمّ الواجبات هي الولاء للوطن ويعني أن تكون المشاعر والأعمال خالصةً للوطن ولمصلحته وألّا يُفضّلَ أي شيء آخر عليه، ومُقابل الولاء الخيانة، فلا تجوز خيانة الوطن وتدميره بأيّة وسيلة من وسائل الخيانة، كمنشور يريد أن يزج أبناءه في بحر من الدماء بلا دراسة واعية، أو كترويج لفكرة تصب لمصلحة خارجية، أو كلمة لا تمت بصلة للحقيقة، لا أعلم عن شعور الوطن وهو سيأتي ليحاسب افراده على كل ذلك!.
2_ الحب هذا الشعور متوفر والحمد لله وجدنا مجموعة من التضحيات في ساحات الاعتصام ووصلوا المواطنين إلى التضحية بدمائهم من أجله لكن نحتاج إلى تعزيزه أكثر فمن يحب لا يؤذي محبوبه هو ينزعج كثيرا من أن نحرق بيوته العامة ويفرح بما يراه من عمارة وعناية.
3_ التضحية من أجله وهذه وجدناها في كثير من الأشخاص ممن ضحوا بالدم والمال وتقديم الخدمات، لكن يبقى الوطن طامعا بما تبقى من افراده ليساعدوا ويعاضدوا الفئة الأخرى حتى يرانا في حالة من التعاون التام.
4_العمل على ارتقاءه: ماذا يحتاج الوطن ليرتقي، يحتاج إلى ثقافة أبناءه ووعيهم بقوانينه، والمحافظة على نظافته العامة ونظافة أفكار أبنائه من الانجرار وراء الأفكار الدخيلة التي لا تريد اصلاحا، لأن وعي مواطنيه بما يريده سيجعلهم يعرفون كيف يقودون الأحداث لصالحهم، وهذا سيخلصهم ممن يريد ضررا به.
هذه مجموعة من الواجبات التي من الواجب على كل فرد التزامها من الضروري أن نقدمها للوطن حتى نطلبه كونها الأرضية التي منها نستطيع أن نقدم أفراد قادرين على خدمته ما إذا تسلّموا منصبا ما وما دمنا وفرنا مواطنين صالحين يعرفون ما عليهم، لا أعتقد أننا سنحتاج إلى الانتماء إلى حزب أو جهة أو ندافع عن جهة دون أخرى أو نصرح بأن هذه الجهة أفضل من الأخرى لأن المواطن بعد ادراكه لما عليه من واجبات سيرفض تدخل أي جهة للتدخل في خصوصياته وبالتالي تكون ضربة موجهة إلى جميع الأذرع التي تحاول أن تتدخل في شؤون البلد.
بعد ذلك ننتقل إلى قيادة البلد والتخلص من المنتمين إلى كل الأحزاب والسياسات الخارجية بدون أن ندافع عن أحد منهم لأننا على اتفاق أن نكون على حياد في الحكم من دون الانحياز إلى جهة معينة، الجميع من ساسوا هذا البلد هم مشتركون في خرابه وبالتالي الجميع من المفترض أن ينعزلوا ويحاسبوا أيضا حتى نخرج إلى البلد بمرشحين جدد على علم تام وتطبيق أيضا لما اسلفناه سابقا من بناء مواطن يعرف واجباته، وهكذا سنكون بنينا مواطن وقادة للوطن وعندها سيعود الوطن ونعلن انتصارنا الحقيقي.
اضافةتعليق
التعليقات