غالب الأحيان تشد انتباهنا الأحداث الكبيرة، التغييرات الضخمة ولكن لا نركز على التفاصيل الصغيرة ولكن ماذا لو عرفنا أن هذه الصغائر هي الأساس ، قرأت في مقال ماو مقطع أنال اعجابي :
للأشياء الصغيرة دور أكبر مما نظن. الأشياء الصغيرة هي الجواب دوماً مهما تنوعت الأسئلة، وإدراكها إدراك للكل، فالعناية بشيء تبدأ من أشياءه الصغيرة وتنتهي إليها، فالأشياء الكبيرة في النهاية لا تملك إلا أن تأتي على رَتمها ووقعها. والكل يأخذ روحه من أجزاءه، لذا من لامس الأجزاء الصغيرة من شيء فقد لامس جوهره.
قال أحد الحكماء "كل الأشياء العظيمة التي حدثت في العالم إنما حدثت على طريقة النمل شيئاً فشيئاً!، الأجمل من هذا الكذب الذي عشناه لسنوات، الحب من النظرة الأولى فهذه الجملة مرفوضة تماما في يومنا هذا حيث تؤكد الدراسات أن هذه الأحاسيس ومانجربه في البدايات هو ليس حبا على الاطلاق إنما هيجانات وافراز هورمونات تجعل الانسان في حالة من السعادة المؤقتة ولكن ما يجب أن يحدث هي تلك اللحظات الصادقة التي يقبل العقل والقلب بالمنطق جودة هذه العلاقة و جودة الاهتمامات.
إذن الحب ليس كما يظن البعض تلك القلائد الماسية والسيارات الفاخرة مع أنها تضيف على الحب جمالا ولكن الحب الاهتمام الصادق بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة منها .
في الحقيقة عند الرجوع الى سبب الشجار والمشاكل نرى بأن أساسها عدم الاهتمام بتلك التفاصيل الصغيرة التي تعني الكثير للطرفين شاءا أم أبيا فلمسة يد وكلمة شكرا والنظر في وجه الشريك عند التكلم من تلك التفاصيل الصغيرة التي فقدانها تسبب زلازل كبيرة في العلاقة عاجلا أم آجلا.
فربما ما نراه من حياة الآخرين ونغبطهم على تلك اللحظات السعيدة تكون بعد آلاف التضحيات والتنازلات وآلاف التعاملات الجميلة اليومية التي انتهت إلى احترام الطرفين وهذه السعادة العميقة التي ظهرت أمام الجميع وبالعكس يكون الشجار بسبب الحرمان بين الزوجين، إذن كل هذه اللحظات التي نعيشها هي كفيلة بتغيير المسار، فالشيء الذي يقضي على القاتل ليس كبيرا وضخما في معظم الحالات بل إنه زر قميص جزء من الأظفر ، شعيرة و…
لذلك هذه الأجزاء الصغيرة التي لا نهتم بها تصنع الكل، الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة الحسنة تأخذ بأيدينا نحو الكمال، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة السيئة تفتح لنا أبواب المتاهات إلى جهنم وبئس المصير.
روي إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بحطب، فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، قال: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب، فإن لكل شئ طالبا، ألا وإن طالبها يكتب * (ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين).
هذا الحطب سيكون الكذب والنميمة وعدم المسؤولية أو ربما يكون عدم الاهتمام بالواجبات التي علينا أن نؤديها في الحياة تجاه الآخرين الأقرب فالأقرب ونتركها ، كل شيء يبدأ من فكرة، من نظرة، من حركة، من ذرة لذلك لا يمكن الاستهانة بأي شيء!.
اضافةتعليق
التعليقات