العقل الهبة الإلهية والنعمة الربانية قد يتعبه ويشقيه ولا يشعر بطعم الحياة ولا بلذاتها كونه يفكر في كل شيء ويحلله فيعد ذلك البيت من أشهر أبيات الشاعر المتنبي ويعنى به:-
أن ذو العقل الذي يفكر بطريقة سوية وسليمة سوف يشقى نتيجة كثرة تفكيره ولكنه شقاء بنعيم نتيجة ما سوف يصل إليه من تحقيق أهدافه بسبب طريقة تفكيره السليمة والسديدة.
أما أخو الجهالة والمقصود به هو العابث الذي يعيش في لهو فإنه يظن أنه ينعم بالراحة إلا أنه يعيش في شقاء نتيجة جهله مما يجعله يستمر في تأخره وتخلفه.
لكن الأمور كانت بسيطة أكثر من أيامنا هذه، كان الجهل ببعض الأمور للبسطاء يجعلهم يعيشون رغد العيش، لأنهم لم يكونوا يتطلعون لما هو أفضل، كانوا يستسلمون لواقعهم ويرضون بقدرهم.
ونحن نتأمل حالنا اليوم نجد الأغلبية العظمى لم تعد تشعر بذلك النعيم (نعيم الجهل)، وقد ازداد الشعور بالشقاوة بسبب الأزمات والمشاكل التي تواجهنا في حياتنا وحرياتها المسلوبة، وهذا مايحدث الآن!.
فلم يبقى للجهل مكاناً حينما أراد الشعب نهضه بطريقةٍ سلمية، حينما أستيقظ من سباته العظيم وطوال تلك السنين هو يعي بذلك، لكن فزع من نومه ونهض ليعيد مافات منه وبدأت صراخاته تتعالى فوق كل مباني الحياة، وبدأ السير نحو هدفه ولطريقه الصحيح يتجه لينهي ذلك الظلام والظلم الذي تعرض له وكان مقيداً بسلاسل الفساد والطمع الذي طغى على كل قيادي لزم زمام الأمور.
ها هو وطني ينهض ليشعل شمعة الحياة بنور رصاصات العدو ليتصدى لها واخذها كلعبة لهوو ويتلقاها وهو ضاحكٍ متبسم، قد سقطوا الكثير في أرضه وعطروها بعطر الشهادة الذي بات في كل مكان بزفة يزف أبنائه بكلمات: "يمه ذكريني من تمر زفة شباب"، هكذا كان الشباب يردد لصديقة الشهيد وينزف دموعه عليه.
فالوطن لبى ونحن له واقفون لنصمد أمامهم ولنقف يدا بيد لنخلص الوطن من ذلك الطغيان ولنرفع راياته في أيدينا ولننهي الظلم والظلام ولنعلن لبناء وطن جديد ولنعود لنهضته بيد شبابنا الواعي والمثقف فهم جنود الوطن ولنستمر بترديد هيهات من الذلة بعد الآن..
فلابد من الخروج من النفق المظلم الذي صار يلف كثيراً من امالنا وطموحاتنا بغد أفضل لا ظلم فيه ويظل وطننا شامخاً عالياً وراياته الخفاقة.
اضافةتعليق
التعليقات