اطلقت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية المخيم المهدوي الالكتروني وذلك تزامنا مع ميلاد منقذ البشرية الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ولغرس الأمل في نفوس المنتظرين ولتقوية الجوانب الإيمانية والعقائدية، عبر باقة متنوعة من المحاضرات الإلكترونية المتخصصة ولمدة خمسة أيام، ابتدأ من يوم الثلاثاء المصادف 13 شعبان 1441هـ الموافق 7/ 4/ 2020 م لمدة خمسة أيام وبمعدل ساعتين في اليوم، واستقبلت الجمعية الأعمار المحددة التي سبق وأعلنت عنها وهي من (13 إلى 30) سنة.
ويعد المخيم المهدوي الالكتروني هو الأول من نوعه على مستوى المحافظة من حيث الاقبال على التسجيل وتم اضافة المشتركات إلى قناة خاصة للمخيم ونشر المواد بالتسلسل مع فواصل ومسابقات جميلة ومفيدة.
وشمل المخيم المهدوي برامج متنوعة دينية ثقافية اجتماعية ترفيهية، حيث كان المخيم من ضمن البرامج الالكترونية التي انطلقت في الآونة الأخيرة.
وسبق اطلاق المخيم المهدوي تحضير مكثف وجلسات عصف أفكار بين أعضاء الفريق لعدة أيام قبل انطلاقه وكان هاجس فريق المودة هو تحقيق التكامل في العمل من خلال اطلاق مخيم متوازن يحقق الفائدة والمنفعة في الوقت نفسه يقدم المعلومة المفيدة.
المعرفة والاستعداد
تحدثنا ضمياء العوادي (مدرسة) حول الدروس التي قدمتها للمخيم والتي كانت تعرض عن طريق ( بور بونت) حول معرفة الامام والاستعداد النفسي..
معرفة الامام (الحُب على قدر المعرفة) بمعنى إنك متى ما تحققت في داخلك معرفة ودراية بالشيء الذي تحبه وكُنت على اطلاع بالكثير من جوانبه فإن مقدار حبك لهذا الشيء سيكون عظيماً وكبيراً جدا، المعادلة هكذا بكل سهولة! ولأن مولانا الامام المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف هو سبب الفيض الالهي على هذا الوجود فأعظم واجب اتجاهه هو معرفته، طرق المعرفة - قال رسول الله (ص): (من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية)..
والاستعداد النفسي يكون في الصبر على البلاء وانتظار الفرج ولكن ما معنى انتظار الفرج المطلوب منا! أن المرء إذا كان ينتظر قدوم ضيوف أعزاء عليه فإنه يهيئ نفسه لهم بارتداء أحسن الملابس والتطيب بأفخر أنواع الطيب وغير ذلك من تنظيف البيت وتهيئة الطعام والشراب والضيافة وما ينبغي تقديمه للضيوف الأعزاء، وكذلك المزارع الذي ينوي زراعة شجرة ما وينتظر الحصول منها على أفضل الثمار فإنه يهيئ الأرض بحرثها وتسميدها وما تتطلب الزراعة من أمور قبل قيامه بعملية الزرع المنشودة..
ماذا يتطلب انتظار الفرج؟
يتطلب منا عمل ما يتوجب علينا القيام به وليس القعود في البيت فقط وانتظار خروج الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) كما يتوهم البعض، يتطلب منا:
- الانتظار القلبي: تهيئة النفس لقدوم الإمام المهدي وتوقع الظهور في أي وقت وبالتالي التسليم المطلق للإمام في حال ظهوره والاستعداد الكامل لتطبيق عدل الإمام على الشخص نفسه وتجهيز النفس لنصرته والجهاد بين يديه..
- المساهمة الفعالة: أي المساهمة في إيجاد شرائط الظهور والعمل لأجلها قدر الاستطاعة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأعمال الصالحة..
- إصلاح الشخص نفسه: أي الالتزام الكامل بتطبيق الأحكام الشرعية في سائر العلاقات والمعاملات والعبادات وهذا ما يتطلب منا عمل حثيث من أجل أن نصل لمرحلة (العمل لا القول فقط).
- الصبر على المحن والبلاء: عصر الغيبة الكبرى يتميز بتعاظم الجور والظلم والفساد بشكل ملحوظ..
- الدعاء للإمام المهدي (عجل الله فرجه) والدعاء بتعجيل الفرج:
- القيام بالأعمال الخيرية وإهداء ثوابها للإمام المهدي (عجل الله فرجه):
استحباب إعطاء الصدقة نيابة عنه أو بنية التقرب إلى الله.
- ملازمة الحزن على غيبة الإمام المهدي (عجل الله فرجه): في عصر الغيبة هذا نحن في زمن نفقد فيه لطفاً إلهياً كبيراً، المتمثل بوجود الإمام المعصوم بين الناس بحيث يمكنهم التواصل معه والانتفاع بشخصه الكريم..
- التوسل بالإمام المهدي (ع) وجعله شفيعا في قضاء الحوائج.
ثم ننتقل إلى فقرة السؤال والجواب ومحور النقاط المهمة التي ذكرتها في المحاضرة.
مفاهيم مهدوية
وبعد هذه الفقرة تأتي فقرة المفاهيم المهدوية من تقديم الكاتبة فهمية رضا حيث قالت في أول محطة لها عن ضرورة الهدف وكيف أن الانسان بلا هدف كجسم بلا رأس وضربت لهم مثالا بالنملة وعملها وشمل الدرس مقاطع فيديو تحفيزية، ثم انتقلت إلى أهمية الأشخاص في حياتنا وكيف نتعامل معهم.
وتابعت فهيمة رضا عن أهمية وجود الامام وانه لولاه لما ثبتت الأرض والسماء وإنه يتألم من جروحنا عندما نعاني.
فقد ورد عن مولانا أنيس النفوس المدفون بأرض طوس:
الْإِمَامُ الْأَنِيسُ الرَّفِيقُ وَالْوَالِدُ الشَّفِيقُ وَالْأَخُ الشَّقِيقُ وَالْأُمُّ الْبَرَّةُ بِالْوَلَدِ الصَّغِيرِ وَمَفْزَعُ الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ النَّآدِ.
إنه يجمع بين كل أنواع الحب وهي أسمى وأعلى مراتب الحب حيث يكون الأنيس الرفيق الذي يرفق بنا والوالد الشفيق الذي يضحي بنفسه لأجل العائلة كجميع الآباء بل أرحم وألطف بأبنائه، إنه الشفيق الذي يغمض جفونه عن خطايانا ويدعو لنا كي نرجع إلى الطريق الصحيح، إنه الأم البرّة بالولد الصغير، جميعنا نعرف بأن الولد الصغير محط الأنظار والاهتمام والجميع يرأفون به، ما بال الوالدة التي هي أحن وأرأف بولدها، كيف تراعي ولدها الصغير إنها تسهر كي ينام، تجوع كي يشبع، تضحي كي يعيش بسلام، ولكن الإمام أرواحنا له الفداء يجمع كل هذه الصفات بل أكثر فإنه أقرب إلينا مما نظن.
ومن النملة إلى الفراشة تطرقت المدربة في رحلتها مع المخيم المهدوي إلى قانون الفراشة وكيفية العمل بالهدف.
قانون الفراشة وهي تقول: «بأن رفَّة جناحِ الفَراشَةِ في مَكْانٍ مَا قَد تُسَبِّبُ إِعْصاراً في مَكانٍ آخَرَ مِنْ الأَرْضِ بَعْدَ عِدَّةِ سِنْين». أما أثر كارما الفراشة فهي بالمقابل تتحدث عن الآثار الأخلاقية، لكنها أيضاً تتوافق مع ما سبق ذكره قبل قليل، فالأثر لابد قادم، حسب المؤثِّر الذي تسبَّب به.
التسلية والترفيه
الجانب الترفيهي كان من تقديم مروة حسن حيث كانت الفقرات متنوعة وتشمل ذكر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ومختلفة منها كلمات متقاطعة، ولعبة المتاهة وحذف كلمة السر واخراج الكلمة من بين الكلمات، وأملاء الفراغات التالية، وفقرة المعلومات واخير كانت مع لعبة الزهرة وكتابة الأمور التي تدخل الفرح في قلب مولانا الامام المهدي بين اوراقها.
القصة المهدوية
ولكل قصة بداية فلابد من الاشارة إلى فقرة قصة المخيم المهدوي حيث كانت من تقديم القاصة رقية تاج وعرفت المشتركات من خلال القصة بالسمات الاخلاقية الاسلامية من خلال ربط القصة بالأخلاق وسؤالهم عن الموقف والحكمة من هذه القصة، فمرة يكون العلم والمعرفة سيدها وأخرى السماحة والعفو، وبين هذه الركائز الاخلاقية انطلقت القاصة إلى محور القصص التي قصتها بصوتها العذب، والشيء الذي جعل هذه الفقرة مميزة هو حبكة القصة مع المواقف التي تمر بحياتنا وكيف نكون بالقرب من الامام صاحب العصر والزمان.
ومن الجدير بالذكر أن المخيم تطرق إلى بعض الجوانب العقائدية التي تخص القضية المهدوية بروح عصرية متجددة وبحماس كبير، ويعتبر المخيم المهدوي من أنشطة الجمعية الأخيرة التي حظيت بإشادة وتفاعل كبير، والذي جمع بين غذاء الروح وغذاء العقل.
اضافةتعليق
التعليقات