كان فتى ولكنه تفكّر.. رأى والده وعشيرته يركعون لأصنامٍ قد تشيّدت من الطين وأخرى من الأحجار يعظمونها ويذبحون لها القرابين ويقدّمونها على أنفسهم بلا أية منطقية بل ربما كان تصرفهم لإحتياجهم الفطري إلى ربٍ وخالق ولكنهم فشلوا في البحث عنه وإنساقوا إلى محدودية تفكيرهم..
ولكنه مع صغر سنه إعترض على شريعتهم المتّسمة بالغباء وراح يبحث.. وحين رأى جمال القمر وبزوغه من قلب السماء أغراه المنظر وظنّ بأن وجد الإله وحين غاب، سرقت عينه الشمس بحجمها ونورها واعتقد بأنه وجد الرب فيها وحين أفلت إتّضح إليه الأمر من خلال هذا الترابط المحكم بأن المتحكم بهذه المنظومة وهذا العالم الشاسع لا يمكن ان يكون مرئي او معرض للأفول المؤقت والحضور اللحظي او أن يُشيّد بالأيدي والأحجار ويُكسر بأي لحظة وبسهولة، بل هو أعظم من كل هذه القشور السطحية المترائية للعين البشرية المحدودة..
وتلك القدرة العظيمة من الرب الرحيم لم تدع الحياة دون هُداةٍ إليها، فهي أرسلت إليهم الأنبياء ومنهم اولو العزم الذين أثرَوا العالم بالمعاجز والكرامات والرحمة وهذا ما لا يرفضه اي عاقل او متفكر، ولكن الثقافة العلمانية الحديثة المنبعثة من الغرب تحاول توجيه عدسة الشرك على عقول شبابنا بطرق عدّة ومنها الإلحاد والإقتناع بأن لا خالق لهذا الكون!! والمؤسف إنجراف البعض لهذا الفكر الضّال ودون ذرّة تفكّر!.
والغرض من ذلك هو الإنعتاق عن شرائع الدين والإنسياب الى التحرر المفرط الذي بدوره يسلب الإنسان أخلاقه وقيمه ومبادئه إلى أن يصبح إنسانا خاويا بلا قيمة روحية وهذا ما يرمي بعض الشباب في بوابات الإنتحار، الإكتئاب والضياع!.
الملحد من أشد الكاذبين لأنه يعلم كل العلم أن نفسه من الداخل ترفض هذا الفكر المعطوب، لأن الذات الإنسانية الفطرية جُبلت على التوحيد ووجود الرب الأوحد وعبادته التي تتمحور على حياتنا كأسلوب ونمط نَحيى على شريعتها آمنين..
ما هو واجبنا أمام حديثي الإلحاد؟!
عدم تذكيرهم بالعذاب والعقاب فقط، لأن هذا الأمر لن يجدي نفعاً مع من رفض الدين بحلاله وحرامه، الأفضل هو فتح باب النقاش المنطقي معه بعرض الأدلة والبراهين وتوضيح حاجته الفطرية والروحية لوجود ربٍ خالق ودين قيم..
فالدين منهج حياة تستقيم عليه افكارنا التي بدورها تؤثر على افعالنا ومبادئنا.
اضافةتعليق
التعليقات