شهدت ساحات الاعتصام استمرار وتوافد الجماهير المطالبة بالاعتصام السلمي البعيد كل البعد عن أي مظهر من مظاهر العنف والتخريب.
وحول هذا الموضوع حدثنا وجدي عبد العباس/ أستاذ جامعي:
"عمليا التظاهرات السلمية تمتلك أثر كبير جدا في نفوس الشارع وتؤثر على مستوى تحفيز الجماهير خاصة إذا كانت تخلق جو من العصيان المدني".
وأضاف عبد العباس إن "كل عمليات العنف التي يمكن أن تحدث هي بالحقيقة تصغر أمام العصيان المدني السلمي حيث إن العصيان المدني السلمي لا يعطي فرصة للقوى الحكومية لقمع التظاهرات وتفقدها فرصتها أو مبرراتها لعمليات الضرب والاعتقال والتنكيل بالمتظاهرين".
وبين إن الموضوع واضح لكن هل العصيان المدني يكفي أو يتحقق من خلال مناشدة الجماهير والنقابات، واضح إن عملية الضغط الحكومي والعقوبات والتهديدات الحكومية تلقي بأثرها على حجم الاعتصام السلمي والعصيان المدني وبالتالي لحد اليوم لا زال الإضراب والعصيان المدني بحدود متوسطة لا أقول ضيقة واضح أن طلبة الجامعات هم مضربين تماما عن الدوام فضلا عن مرور مدة من تعطيل الدوام بالنسبة لمدارس التربية الابتدائية والإعدادية، هذا كله يمثل الضغط الأكبر على السلطة ويضعها حائرة أمام مطالب الجماهير ورغبتها في أن تقمع الجماهير وترجع حقوقهم إلى الحد الأدنى.
وأضاف إن في بعض الأحيان العنف قد يكون مبرر يشعر المواطن إلى حد ما أنه أمام سلطة يعتبرها عدو له وبالتالي تمثل النوع العدائي بالتظاهر من خلال شعوره بالقهر والكبت وعدم الاستجابة وصمت الحكومة دائما يهيج المتظاهرين والرغبة بالعنف وهذا ناتج عن اضمحلال العقل الحكومي بالاستجابة لمتطلبات المتظاهرين، هذا لا يعني إن العنف مبرر لكن لا يمكن أن تفترض إن جميع المتظاهرين هم بنفس المستويات من الوعي والإدراك والعلمية ولا يحملون نفس النزعة وفكرة التغيير ذاتها فالبعض يفكر في إزاحة النظام كما حصل في 2003 والبعض يتراءى لبصره ذاكرة 1991 وانتفاضة آذار، والبعض يفكر باقتلاع السلطة من جذورها بطريقة ما.
في الحقيقة في بلد يخطو في مراحل الديمقراطية نحن ممسكين على جمرة الديمقراطية بقوة وأي تحول نحاول تحقيقه مهما صعد سقفه من خلال الدستور ومن خلال الديمقراطية كي لا نبعث فكرة سيبان الدولة وغياب مفاهيم الأمن ومصالح المجتمع التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار ومن جانب آخر بين عبد العباس إن حجم التضاد بين الفكرتين يمنح فرصة للمتصيدين باجترار أفكار العنف إلى سحب المتظاهرين إليها وقد تكون هناك عناصر مندسة تهدف بشكل أو بآخر إلى هذا العنف.
وأضاف: "على الرغم من إن تنظيم التظاهرات كانت بالمستوى الأدنى لكن مع هذا المستوى المتدني من التنظيم كان هناك مستوى عال من السلمية واضحة المعالم والأغلب يناشد بها
والهدوء في ذكر المطالب وشحن الجماهير باتجاه تحقيق مطالبه".
وقال حسين الإبراهيمي/ ناشط مدني: "علينا الآن أن نتعامل وفق ما قالته المرجعية وتوصياتها ووفق القوانين والتعامل بعصيان أو إعتصام سلمي لأن الأعمال التخريبية ستؤثر على بلدنا لأن تدمير البنى التحتية ستدمر بلدي وفي كل الأحوال الحكومة زائلة".
وأضاف الإبراهيمي "نحن نطالب بأن تكون تظاهراتنا سلمية لتسقيط هذه الحكومة الجائرة مع العلم إن معالم الأفق أصبحت واضحة المتمثلة بخطاب المرجعية ولقاء ممثلة الأمم المتحدة بالمرجعية وعليه يجب على الشارع العراقي أن يكون ملتزم بالسلمية".
ومن جانب آخر قال وليد الصالحي/ اعلامي: "إن استمرار التظاهرات والاحتجاجات الشعبية ليست بأعمال الشغب التي يقوم بها بعض المندسين وليست من المتظاهرين.
حيث أشار الصالحي إن "المتظاهرين براء من هذه الأعمال حيث أن الفاسدين يحاولون تخريب التظاهرات من خلال زج عناصرهم وقيامهم بأعمال تخريب للمدارس والبنايات الحكومية والحقيقة إن هذه البنايات هي ملك الشعب وليست ملك الحكومة ويجب على المتظاهرين التصدي لهؤلاء المخربين حتى تستمر هذه التظاهرات الشعبية السلمية المدنية".
وقال علي خالد/ صحفي: "إن ادامة الزخم لساحات الاعتصام أمر مهم جدا والابتعاد عن أعمال التخريب التي تحرف المظاهرات عن مسارها الصحيح ومطالبها الحقيقية".
وأشار خالد إلى أهمية فتوى سماحة السيد السيستاني بعدم الرجوع للمنازل حتى تحقيق المطالب حيث تعتبر دفعة معنوية كبيرة للمتظاهرين للبقاء في ساحات الاعتصام والثبات على المطالب إلى حين تحقيقها".
وبين أن "هناك توافد كبير لساحات الاعتصام من أجل الثبات على الموقف ونأمل أن تكون التظاهرات سلمية وتقويتها بالنقابات التي تدعم التظاهرات".
اضافةتعليق
التعليقات