من اجل تربية جيل مهدوي واعي اقامت مؤسسة المعصومين الأربعة عشر قسم النشاط الطلابي والجامعي الدورة التنموية المهدوية بعنوان (سنغدو رفاتا ويبقى الأثر) ولمدة ثلاثة أيام في مقر المؤسسة في كربلاء المقدسة. حيث شاركت مايقارب 90 طالبة من عدة جامعات عراقية.
وتضمنت الدورة مجموعة من المحاضرات في العقيدة والأخلاق والسلوك وبحوث في التنمية البشرية وقدمتها ثلة من الأساتذة الأفاضل.
وقدمت في خلال الدورة زينب صاحب حبيب (مديرة جمعية المودة ومدرسة لنهج البلاغة) على مدى يومين متتالين محاضرتين حول نهج البلاغة وأهمية الاهتمام به حيث بدأت كلامها: بمثال حول غواص غاص في البحر وعثر في اعماقه على صندوق مليء بالمجوهرات ثم اخرجه ووضعه في زاوية من زوايا بيته المهترىء والآيل الى السقوط بدون أن يستفيد منه في تحسين وضعه وحياته، وحالنا مثل هذا الغواص حيث لدينا كتاب باسم نهج البلاغة وصل بايدينا ولكننا لم نستفد منه علميا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا في سبيل تطوير وتحسين وضع مجتمعاتنا ثم طرحت عليهم مجموعة من الأسئلة لتحرك به ضمائرهم:
-كم واحدة لديها كتاب نهج البلاغة في بيتها؟
-كم واحدة من اللواتي لديها كتاب نهج البلاغة تقرأه يوميا أو أسبوعيا؟
-كم واحدة تدرس أو تبحث في نهج البلاغة؟
-كم واحدة تحاول أن تدخل هذه العلوم العلوية الى حياتها وتطبقها؟
ثم قامت بتعريف كتاب نهج البلاغة وانه من كلام أمير المؤمنين اقتطفها الشريف الرضي وجمعها في هذا الكتاب، وقدمت مجموعة من الشواهد التي تبين اهتمام الغرب بهذا الكتاب أكثر من المسلمين أنفسهم.
كما وذكرت مجموعة من مميزات نهج البلاغة والتي أهمها: جامعية شخصية أمير المؤمنين والخصال العديدة التي تجلت في كلامه، اضافة الى فصاحته وبلاغته التي اعترف بها الأدباء والفصحاء والخطباء تأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم، وكذلك يعتبر كتابا سياسيا وتاريخيا وثقافيا وعقائديا، ويضم علم النجوم والفلك، كما يعتبر كتابا اقتصاديا لأنه يعالج مشاكل الأمة وقضايا الدولة بموقف عملي ونظري في آنٍ واحد، فمن زاوية يُوجّه أنظار الناس والولاة وكلّ المعينين الى المشكلة ذاتّها، ثم يُبين الطرق ويضع الحلول المناسبة لها.
وفي اليوم الثاني ألقت الضوء على مقولة الامام (عليه السلام) في نهج البلاغة: اياك واتكالك على المنى فانها من بضائع الموتى. حيث تحث هذه المقطوعة على نبذ الكسل والابتعاد عنه والحث على العمل.
وبينت أهمية العمل في نهج البلاغة مع ذكر العديد من النصوص والشواهد، وماهي ابعاد العمل، فعلى البعد الفردي لابد من تنمية المهارات كالكتابة والالقاء وتعلم الفقه والعقائد، والمطالعة وحب الكتاب وتعزيز العادات الحسنة وتقليص بل قلع العادات السيئة.
وفي البعد الثقافي أعطت نماذج كثيرة عديدة وكيف ان المعصومين عليهم السلام والعلماء بنو ثقافة بدل ان يبنوا عمارات إذ ان لها دور مهم في قيادة ونهضة المجتمع وقدمت كمقرح في هذا المجال كإنشاء الملتقيات والمنتديات الثقافية وتأليف الكتب.
وفي البعد التطوعي بينت أهمية العمل التطوعي حيث أنه ينمي في الفرد حالة احترام الاخرين ويسهم في تقدم بلده ومجتمعه كما يكتسب الانسان راحة نفسية وسعادة معنوية كبيرة.
وختمت حديثها بهذا السؤال: كيف نشيع ثقافة العمل في المجتمع؟ وذلك عبر تعزيز الشعور بالمسؤولية عن طريق التربية اضافة الى غرس حب العمل في النفوس منذ الصغر وتأسيس المنظمات والجمعيات الجماهيرية لنشر حب العمل والقيام بمبادرات ميدانية ونشر الوعي عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل وتشجيع الابداع ومكافأة المبدعين.
اضافةتعليق
التعليقات