• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ألف دينار

نغم المسلماني / السبت 24 آب 2019 / ثقافة / 1692
شارك الموضوع :

فتشت حقيبتها وعدت نقودها على عجل، ثم راحت تبحث بارتباك عن خمارها الأسود فلم تجده، مع أنه معلق أمامها حيث تعودت أن تضعه على الدوام، كانت تلك ا

فتشت حقيبتها وعدت نقودها على عجل، ثم راحت تبحث بارتباك عن خمارها الأسود فلم تجده، مع أنه معلق أمامها حيث تعودت أن تضعه على الدوام، كانت تلك اللحظات حرجة جداً بالنسبة لها.

ـ حسين.. أنا قادمة.

عبارة لفظتها بنبرة أقرب إلى الصراخ، بينما نزلت سلم بيتها المتهاوي كروحها.

حملت حسين بمساعدة بعض جيرانها، فهي لا تقوى على حمل رجل، ثم ارتقت سيارة الاجرة التي سارت نحو المشفى، مسرعة كنبضات قلبها التي كادت تخرج من صدرها قلقاً.

لحظاتها تمضي كدهور، والأفكار المخيفة تراود قلبها لتدس فيه كل الاحتمالات والهواجس.

لكنها شجاعة.. ألفت الصبر وتجرعت أطناناً من الألم منذ أن صيرت نفسها زوجة لشهيد وأماً لمقاتل، لذا حاولت لملمة ذرات روحها مخاطبة الجزء الصغير الذي بقي واعياً من عقلها بعد حادثة الصباح الغريبة تلك، بقولها:

ـ حسين شاب قوي، بطل لم يعرف الخوف إلى قلبه منفذا، ولا ينفذ هوى قلبه الى غير المعارك ودحر العدو، كان أول الملبين لنداء الواجب، جندي باسل من أبطال الحشد الشعبي، وما حصل له هذا الصباح ما هو إلا ضعف تسلل الى جسده، فهو لا يأكل جيداً هناك، ففي الجبهة يفقدون شهية الطعام كفقدهم كل أنواع الحب في هذه الدنيا إلا حب الشهادة.

بهذه الكلمات همست لنفسها لتطمئنها ثم بدأت تسترجع ذاكرة ما حصل.

في ذلك الوقت من ليلة الجمعة وبينما كنتُ أتم سجدتي الأخيرة لصلاة المغرب دخل كأنه العيد ببذلته العسكرية وحقيبة ملابسه التي أسدلها على ظهره.

نعم كان وجهه شاحبا لكن ابتسامته رائقة وعيناه تغزل خيوط الشوق قبل أن تنسجها كلماته واحضانه الدافئة.

تناولتُ وإياه طعام العشاء، كان يخبئ حزنه على رفاقه، خلف بريق عينيه الذابلتين، فقدهم واحداً تلو الآخر في المداهمات والغارات، ولا انكر أن هذا الحزن خط على تقاطيع وجهه تعابير الهيبة والوقار، لكأنه منذ التحاقه بأقرانه أصبح أكثر نضجاً حتى أنه أصبح أكثر براً بي.

قضينا وقتاً رائعاً خاصة مع التعلل وشرب فناجين الشاي التي لا تمل مع المسامرة في ليالي اللقاء بعد غياب دام أشهراً طويلة.

أشرقت صباح وجوده في المنزل، والتي كانت أغلى امنية على قلبي، كانت الساعة التاسعة تحديداً استيقظت على صراخه:

-أمي ..أمي ..أمي

-خرجت من غرفتي وركضت مسرعة اليه لأجده مرمياً على الأرض.

-ما بكْ.. ما الذي اصابك يا ولدي؟!

- لا أدري.. نهضت كعادتي لكنني وجدت نفسي لا أقوى على الوقوف، لا اشعر بقدميّ.

توقفت السيارة فجأة وقطعت معها حبال أفكاري.

وصلتُ.. أخيراً

نزلتُ مسرعة.. وبمروءة السائق استطعت إيصال ولدي إلى الداخل، وأُجريت له كل التحاليل اللازمة، بدأت بتفقد حقيبتي مرة أخرى لأعرف إن كانت نقودي تكفي أم لا؟

ـ نعم تكفي، مائة وخمسة وعشرون ألف تكفي بالتأكيد (أحدث نفسي).

بعد اتمام الفحوصات وإجراء اللازم.. الطبيب:

ـ لا تقلقي سيدتي مجرد ضعف عام في بدنه، بسبب اهماله الطعام وقلة النوم والاجهاد المستمر.

- شكراً لك دكتور.. هل بإمكاني اخراجه من المشفى الآن؟

ـ ليس قبل أن تدفعي 1000 دينار ثمن الحقنة..

- لكنني دفعتُ مائة وخمسة وعشرين ألف ولم يتبق لي دينار حتى لأجرة العودة.

- آسف.. هذه هي التعليمات.. انتِ محتجزة.

أرفع سماعة الهاتف:

ـ أخي هل بإمكانكَ أن تأتي إلى مشفى الرحمة لدفع كفالتي كي أخرج بسلام؟!

العراق
قصة
المرأة
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    لماذا تنتحر النساء؟

    النشر : الأثنين 07 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أنا موظفة ولكنني لست مذنبة

    النشر : الأحد 13 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    فرح لم يتم..

    النشر : السبت 11 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ابصروا النور فلم يبصروا

    النشر : الأثنين 15 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش كتاب: قيادة التغيير

    النشر : السبت 12 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    القلوب خدّاعة!

    النشر : السبت 09 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3739 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 454 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 359 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 312 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3739 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1344 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 865 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 2 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 2 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 2 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة