• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ألف دينار

نغم المسلماني / السبت 24 آب 2019 / ثقافة / 1745
شارك الموضوع :

فتشت حقيبتها وعدت نقودها على عجل، ثم راحت تبحث بارتباك عن خمارها الأسود فلم تجده، مع أنه معلق أمامها حيث تعودت أن تضعه على الدوام، كانت تلك ا

فتشت حقيبتها وعدت نقودها على عجل، ثم راحت تبحث بارتباك عن خمارها الأسود فلم تجده، مع أنه معلق أمامها حيث تعودت أن تضعه على الدوام، كانت تلك اللحظات حرجة جداً بالنسبة لها.

ـ حسين.. أنا قادمة.

عبارة لفظتها بنبرة أقرب إلى الصراخ، بينما نزلت سلم بيتها المتهاوي كروحها.

حملت حسين بمساعدة بعض جيرانها، فهي لا تقوى على حمل رجل، ثم ارتقت سيارة الاجرة التي سارت نحو المشفى، مسرعة كنبضات قلبها التي كادت تخرج من صدرها قلقاً.

لحظاتها تمضي كدهور، والأفكار المخيفة تراود قلبها لتدس فيه كل الاحتمالات والهواجس.

لكنها شجاعة.. ألفت الصبر وتجرعت أطناناً من الألم منذ أن صيرت نفسها زوجة لشهيد وأماً لمقاتل، لذا حاولت لملمة ذرات روحها مخاطبة الجزء الصغير الذي بقي واعياً من عقلها بعد حادثة الصباح الغريبة تلك، بقولها:

ـ حسين شاب قوي، بطل لم يعرف الخوف إلى قلبه منفذا، ولا ينفذ هوى قلبه الى غير المعارك ودحر العدو، كان أول الملبين لنداء الواجب، جندي باسل من أبطال الحشد الشعبي، وما حصل له هذا الصباح ما هو إلا ضعف تسلل الى جسده، فهو لا يأكل جيداً هناك، ففي الجبهة يفقدون شهية الطعام كفقدهم كل أنواع الحب في هذه الدنيا إلا حب الشهادة.

بهذه الكلمات همست لنفسها لتطمئنها ثم بدأت تسترجع ذاكرة ما حصل.

في ذلك الوقت من ليلة الجمعة وبينما كنتُ أتم سجدتي الأخيرة لصلاة المغرب دخل كأنه العيد ببذلته العسكرية وحقيبة ملابسه التي أسدلها على ظهره.

نعم كان وجهه شاحبا لكن ابتسامته رائقة وعيناه تغزل خيوط الشوق قبل أن تنسجها كلماته واحضانه الدافئة.

تناولتُ وإياه طعام العشاء، كان يخبئ حزنه على رفاقه، خلف بريق عينيه الذابلتين، فقدهم واحداً تلو الآخر في المداهمات والغارات، ولا انكر أن هذا الحزن خط على تقاطيع وجهه تعابير الهيبة والوقار، لكأنه منذ التحاقه بأقرانه أصبح أكثر نضجاً حتى أنه أصبح أكثر براً بي.

قضينا وقتاً رائعاً خاصة مع التعلل وشرب فناجين الشاي التي لا تمل مع المسامرة في ليالي اللقاء بعد غياب دام أشهراً طويلة.

أشرقت صباح وجوده في المنزل، والتي كانت أغلى امنية على قلبي، كانت الساعة التاسعة تحديداً استيقظت على صراخه:

-أمي ..أمي ..أمي

-خرجت من غرفتي وركضت مسرعة اليه لأجده مرمياً على الأرض.

-ما بكْ.. ما الذي اصابك يا ولدي؟!

- لا أدري.. نهضت كعادتي لكنني وجدت نفسي لا أقوى على الوقوف، لا اشعر بقدميّ.

توقفت السيارة فجأة وقطعت معها حبال أفكاري.

وصلتُ.. أخيراً

نزلتُ مسرعة.. وبمروءة السائق استطعت إيصال ولدي إلى الداخل، وأُجريت له كل التحاليل اللازمة، بدأت بتفقد حقيبتي مرة أخرى لأعرف إن كانت نقودي تكفي أم لا؟

ـ نعم تكفي، مائة وخمسة وعشرون ألف تكفي بالتأكيد (أحدث نفسي).

بعد اتمام الفحوصات وإجراء اللازم.. الطبيب:

ـ لا تقلقي سيدتي مجرد ضعف عام في بدنه، بسبب اهماله الطعام وقلة النوم والاجهاد المستمر.

- شكراً لك دكتور.. هل بإمكاني اخراجه من المشفى الآن؟

ـ ليس قبل أن تدفعي 1000 دينار ثمن الحقنة..

- لكنني دفعتُ مائة وخمسة وعشرين ألف ولم يتبق لي دينار حتى لأجرة العودة.

- آسف.. هذه هي التعليمات.. انتِ محتجزة.

أرفع سماعة الهاتف:

ـ أخي هل بإمكانكَ أن تأتي إلى مشفى الرحمة لدفع كفالتي كي أخرج بسلام؟!

العراق
قصة
المرأة
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    كيف يمكن لمريض القلب الصيام بشكل آمن؟

    النشر : الخميس 22 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    نظريات تأثير وسائل الإعلام

    النشر : السبت 03 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    نتائج مقلقة بشأن اعتماد زائد عن الحد أو نقص حاد في الرعاية الطبية

    النشر : الأثنين 06 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    كيف رفضت نساء من الهند تنميط المرأة المحجبة؟

    النشر : الثلاثاء 01 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    منظمة الصحة العالمية تعلن عن انخفاض أعداد المدخنين في العالم

    النشر : الأربعاء 07 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    سرالله الاعظم.. بين الرسالة والإمامة

    النشر : الأربعاء 07 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 448 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 443 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 432 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 413 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 404 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1596 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1322 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1178 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة