بحسب المقولة المتداولة دائما: (الأعشاب إذا لم تنفع لا تضر) ابتاعت أمل أعشاب خاصة لعلاج الدوالي, إلا أن الخلطة العشبية التي تناولتها مع المرهم أظهرت آثارا وحساسية في جسدها, وبعد تفاقم الحالة اضطرت أمل إلى معاينة طبيب مختص حيث أكد لها أن الخلطة العشبية التي تعاطتها هي سبب تلك الحساسية!.
كان ومازال لطب الأعشاب حضور لافت في التداوي إذ يعد كطب بديل، غير أن الدخلاء على هذه المهنة تسببوا بزعزعة ثقة الكثير ممن يفضلون التداوي بها كما حصل مع أمل.
وهذا ما يثير امتعاض أصحاب المحال والمراكز من ذوي الخبرة العريقة الذين يمتهنون هذا العمل كإرث من أسلافهم.
(بشرى حياة) أجرت هذه الجولة الاستطلاعية حول هذا الموضوع:
استجابة بطيئة
أجابتنا خالدة حنون حين سؤالنا لها عن رأيها بالتداوي بالأعشاب قائلة: "إن طب الأعشاب طب معروف وقد استخدمته في عدة وصفات حيث لاقيت تحسنا كبير وملموسا من خلاله, إلا إنه بطيء الاستجابة".
وأضافت: "في كل مجال عمل يجتمع به نقيضان طالما هناك مكسب مالي, لهذا نجد الكثير امتهن هذه المهنة وهو لا يمت لها بصلة".
ومن جانب آخر أبدى سالم خضير رأيه بهذا الجانب قائلا: "أرى أن العمل بالأعشاب أصبحت مهنة من لا مهنة له بسبب غياب القانون, فأصبح بإمكان أي أحد خلط عدد من النباتات وتغليفها وبيعها للمرضى على أنها العلاج الشافي, فيقع ضحية لها".
ثقة متبادلة
وتسرد لنا أم مصطفى تجربتها في طب الأعشاب قائلة: "قبل عشرين عاما كان ابني البكر يعاني من الديدان فقصدت معشب صغير في التل الزينبي آنذاك ليناولني وصفة خاصة للقضاء عليها تماما, وبالفعل فقد شفي ولدي تدريجيا".
وتابعت بقولها: "أرى أن في تلك الفترة كانت الثقة متبادلة بين الزبون والأعشاب أما الآن أصبحت تتلاشى, فالبعض لا يعرف شيء عن عالم الأعشاب وهو يتبع وصفات خاصة من الانترنت لقضاء طلبات الزبائن وإما تصيب أو تخيب".
الأعشاب والقانون
إن القانون لا يحمي المغفلين, لذلك يجب على المواطن أن لا يقوم بشراء الأعشاب من محل عطارة غير معروف, كما عليه التأكد بأن يكون مجازا من قبل رقابة الصحة لضمان سلامته, فهناك قانونا يحاسبهم مثلما يحاسب الصيدليات الوهمية والمذاخر غير الرسمية، لذا يتوجب توعية المواطنين وحثهم على الحذر.
الأعشاب إذا لم تنفع لا تضر!
وحدثنا عبد الأمير الجبوري/ صاحب مركز للأعشاب عن بدايته في عالم الأعشاب قائلا: "في مرحلة الخامس الاعدادي الفرع العلمي أحببت منهج مبادئ علم النبات وهو أول من زرع البذرة الأولى لحب النباتات في نفسي.
ومنذ ذلك الحين صار جل اهتمامي بالبحث عنها في مراجع وكتب عدة عن كيفية تعامل القدماء مع النباتات الطبية, ومنها مؤلفات وبحوث حديثة".
مضيفا: "وبعد افتتاح مركز طب الأعشاب في وزارة الصحة, انطلقت بالتواصل العلمي حيث الدورات العلمية المتخصصة, حصدت من خلالها على اجازة افتتاح مركز خاص بي للأعشاب لاستقطاب الزبائن الذين يفضلون التداوي بها.
ثم ازداد نشاطي والتطور حتى شاركت في مؤتمرات وندوات علمية عديدة, إضافة إلى المشاركة في البحوث التي تم نشرها في مجلات علمية معتمدة لدى وزارة التعليم العالي".
وتابع قائلا: "وقد تمكنت من الحصول على دبلوم في النباتات الطبية وشهادات تقديرية ومشاركة في المؤتمرات والبحوث العلمية التي أقيمت في كليات وجامعات متعددة في البلاد.
كما كانت لي تجربة خاصة في مجال التجميل بالفواكه والعسل والزيوت الطبيعية, حيث طرحتها كبديل ومنافس قوي للمنتجات الصناعية التي لا تخلو من الآثار الجانبية".
وواصل قائلا: "هناك منتجات نباتية تكون خاضعة للرقابة الصحية وهي ذات فائدة إن كانت من منشأ جيد, ومنها المضرة إذ يتم خلطها بمواد كيماوية تؤثر سلبا على بشرة المستهلك, وذلك يعود لقلة خبرة العشاب, أو لعدمها على الاطلاق, وهذا ما يثير امتعاضنا نحن أصحاب الاختصاص, وبما يخص مقولة إن الأعشاب إذا لم تنفع في العلاج لا تضر, فهذا غير صحيح, فهناك أعشاب تكون ضارة وخطرة, كالحلبة أو الحناء اذ تناولتها الحامل يسبب لها اجهاضا, وهناك أعشاب تكون حارة الطعم كالزنجبيل وغيرها تسبب ارتفاع ضغط الدم, والكثير من الأعشاب تعطي نتائج سلبية لا يسع المقام ذكرها.
ولا أستطيع نكران بأن هناك الكثير من العشابون تسللوا إلى هذه المهنة خلسة، لجني المزيد من الأرباح على حساب صحة المواطن, فالمتعارف عليه أن لكل مهنة دخلاء وعلى السلطات الرقابية متابعتهم للحد من هذه الظاهرة".
اضافةتعليق
التعليقات