• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عبّارة الموت ومجس الاختبار

نجاح الجيزاني / الأربعاء 27 آذار 2019 / ثقافة / 2380
شارك الموضوع :

ببراءته المعهودة سأل الطفل معلمته قائلا: هل تشتاقين إلى مكان قديم كنت تسكنين فيه؟ أجابته: نعم بالتأكيد ياعزيزي خصوصا إذا كنتُ أحبُّ المكان.

ببراءته المعهودة سأل الطفل معلمته قائلا: هل تشتاقين إلى مكان قديم كنت تسكنين فيه؟ أجابته: نعم بالتأكيد ياعزيزي خصوصا إذا كنتُ أحبُّ المكان.

فردّ عليها وقد اغرورقت عيناه بالدموع: وأنا أيضا مشتاق لبيتنا في الموصل! فأنا أحبه كثيرا.

فقالت: ولمَ لا تعود أنت وأهلك إليه؟ فأكثر المهجّرين عادوا إلى بيوتهم.

فأجابها: ولمن نعود ياست؟ أبونا قد توفي وبيتنا هدّمه داعش!!

إنه طفل تركماني من بلدي، من أهالي الموصل.. المدينة التي استوطن بها الارهاب، وبنى الموت بها أعشاشه.

وتستمر الحياة رغم قسوتها ومرارتها في الموصل الحدباء، بين سبي وتهجير وداعش بالأمس وبين اهمال وغرق وحوادث تدع الحليم حيرانا.. وما حادث عبّارة الموت هذه الأيام إلا حلقة واحدة في مسلسل الموت المجاني والذي أبتليت به الأمة.

موعد مع الموت لا يمكن تخطئته أو تجاوزه، فقد كان الضحايا يتوافدون على العبّارة بفرح وسرور وهم لا يعلمون ما يخبأه لهم الدهر من نهاية مأساوية في يوم عيد، الجميع مندفع وقد قطعوا تذاكر العبور لعبّارة (الموت) في مكان ترفيهي على سطح جزيرة.. أرادوا أن يعيشوا لحظات الفرح بكل تفاصيلها، بعد أن مرّوا بالنكبات المتتالية على مدينتهم الجميلة، ولكن هيهات.. فالفرح لم يطل عليهم من بوابّاته المألوفة، بل جاءهم الموت مسرعا ليأخذ كل أحلامهم عبر مياه النهر الجاري فيغرقها مع أجسادهم، وتحقق الموعد الذي لابد منه.

وسواء كان الغرقى ضحايا أم شهداء، فالمسميات لا تعنينا كثيرا في بلد يوزع الموت فيه بالمجان، وسواء كانت نتيجة جشع وسوء ادارة وفساد وتقصير أو لم تكن، لكنها تبقى في النهاية فاجعة كبرى بحجم الوطن.

إن حادثة العبّارة في الجزيرة الموصلية هي كارثة بكل المقاييس.. وبالتالي هي مجس اختبار لكل الوطن الذي يصبح ويمسي على ايقاعات الحزن، إنه يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الفساد ليس له وجه واحد بل أوجه متعددة.. وإذا استشرى الفساد في أمة من الأمم فإن لون الحياة فيها يتحول إلى لوحة سوداء قاتمة، لأن الفساد المستشري لا يدع حجرا على حجر، بل إنه سيخلق فوضى عارمة تلف المكان ويتعذر العيش في وطن ينخر الفساد في كل مفاصله. 

لقد عُرف شعب العراق منذ القدم بأنه الأول وفي المقدمة عالمياً في الغيرة والحمية والكرم والشجاعة واغاثة الملهوف ومد جسور التواصل والتعاون..

لكن كل ذلك لن يُخرج عاصمتهم بغداد الحبيبة وأخواتها من المدن الأخرى من ذيل قائمة أسوأ المدن في العالم فسادا ومحسوبيات.

(فالمدينة التي لا يُغرّم فيها من يتجاوز السرعة المحددة بغرامة فورية تُؤدِبه وتثنيه عن الاستخفاف بأرواح الناس، لا تُعد مدينةً بل هي عبارة عن محفل موتٍ مجاني بامتياز).

ونحن  _ أيها الأخوة  _ قبل أن نلعن متعهد العبّارة، ونلقي اللوم والمسؤولية على زيد وعبيد لننظر إلى أنفسنا أولا، فلا نساهم في نشر الفوضى في بلدنا وفي مناطقنا، ونسيء إليها من حيث لا نشعر.. لأننا حينئذ لن نتخيل أولادنا في المستقبل سيعرفون شيئا في قاموسهم اسمه

(النظام).

فلننشر على مواقع التواصل الإجتماعي كل المبادرات الايجابية التي نراها أمامنا، ولنكن المبادرين دوما لنشر كل ما هو جميل ونافع وفي الصالح العام، لكي تسود ثقافة التغيير على المستوى الفردي ومن ثم على المستوى المجتمعي.

ولنعلم جيدا أن سبب مأساة الموصل وغيرها، أكبر من أن يكون جشع متعهد أو تقصير مسؤول هنا أو هناك، بل هي نتاج ثقافة مجتمعية، وما المتعهد والمسؤول إلا نتاج التربية التي تلقيّاها منذ الصغر.. فلنبدأ بانفسنا أولا ولنكن قدوة للاخرين، ولتكن مأساة الموصل مجس اختبار لنا جميعا كأبناء لهذا الوطن الصابر المُمتَحن... وسببا لتغيير كل قواعد البنيان التي بنيناها على أسس خاطئة، فأدت إلى نتائج كارثية مريعة.

العراق
الموت
الوطن
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    العلاج الطبيعي للأطفال

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    دراسة جديدة تكشف فوائد مذهلة للبطيخ الأحمر

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    مقومات التزكية عند الإمام الباقر

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    آخر القراءات

    الاستغفار وآثاره علی ضوء نهج البلاغة

    النشر : السبت 23 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    دروس إنتاجية تعلُّمها من ألبرت أينشتاين

    النشر : الأربعاء 14 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    كيف يشكل تنوع الذكاء قيمة؟

    النشر : الخميس 06 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    السلوك الأحمر

    النشر : الأحد 15 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 58 ثانية

    أدوات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على تعزيز الرفاه النفسي

    النشر : الأربعاء 16 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 58 ثانية

    كيف تبني عاشوراء ثقافة المسؤولية تجاه المجتمع؟

    النشر : الأحد 29 آب 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3162 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 610 مشاهدات

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    • 571 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 509 مشاهدات

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    • 406 مشاهدات

    عقل المستقبل

    • 352 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3861 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3162 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 994 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 925 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 610 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 584 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العلاج الطبيعي للأطفال
    • الخميس 05 حزيران 2025
    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟
    • الخميس 05 حزيران 2025
    دراسة جديدة تكشف فوائد مذهلة للبطيخ الأحمر
    • الخميس 05 حزيران 2025
    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر
    • الأربعاء 04 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة