وجودنا على هذه المعمورة ليس عبثاً، إنما وجدنا لنعمّر الأرض ولا نرحل إلا وخلفنا تأريخ حافل بالإنجاز والعمل الذي يستفيد منه القادمون من بعدنا، إذن علينا أن نترك بصمة أو أثر في هذه الأرض التي جعلنا الله فيها خلفاء إذ يقول "إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة"، نعم عزيزي القارئ أنت اليوم خليفة الله في الأرض، فعليك أن تثابر وتجتهد من أجل أن ترتقي وتصل إلى الهدف الذي ترنو إليه، وأهم نقطة لتحقيق الهدف هو الاهتمام بالوقت.
البشر على مر السنين والعصور لديهم حرص كبير على استثمار الوقت واستغلاله؛ لأن بتوفيره يتمكن المرء من إنجاز الكثير من الأعمال التي تقع على عاتقه، من الأهم إلى المهم.
كما أن الدين الإسلامي قد أعطى أهتماما كبيراً للوقت وحث على استغلال الفرص التي يمر بها الإنسان والأهتمام بها وعدم ضياعها، قال الإمام علي "عليه السلام": {إضاعة الفرصة غصة}، وفي حديث آخر لنبي الرحمة محمد "صلى الله عليه وآله" في أهمية العمر إذ يقول: (اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ)، فالوقت جوهرة في هذه الحياة، فلا نضيعه في اللهو واللعب والأمور التي لا فائدة فيها.
بعد ازدياد عدد السكان والتضخم السكاني الذي يشهده العالم وجدت دراسات وبحوث حول إدراة الوقت وكيفية استغلاله وإليك عزيزي القارئ الطريقة التي قدمها العلماء:
_ الاستيقاظ باكراً كلّ صباح؛ حيث يهيِّئ الإنسان نفسه جسدياً، ونفسياً قبل بدء العمل، وذلك بممارسة بعض التمارين الرياضيّة، أو شُرْب أيّ مشروب صباحي.
_ وضع خطة يوميّة وتدوينها؛ لتحديد المهام الرئيسيّة، وتخصيص وقت مناسب لكلِّ مهمة على حِدة، حيث يتم تجديد الخطة كلّ فترة باختلاف المهامِّ، والاحتياجات، وبما يناسب الإنسان.
_ أَخْذُ قسطٍ من الراحة والهدوء بين كلِّ عملٍ وآخر؛ وذلك للترفيه عن النفس، دون أن يحمِّل الإنسان نفسه ضغوطاتٍ إضافيّة.
_ تقييم الأداء في إنجاز الأعمال التي تم تدوينها في المُخطَّط، وذلك بالاطِّلاع عليها بين الحين والآخر؛ للتأكُّد من نجاح البرنامج.
_ عند الانتهاء من أيِّ عمل تمّ تدوينه في المخطط، يمكن وضع إشارة بجانبه دليلاً على إنجازه؛ وهذا من شأنه أن يبعث النشاط في نفس الإنسان لإنجاز بقيّة الأعمال الأخرى.
_تجنُّب المشاكل ومحاولة حلِّها بطريقة سليمة؛ وذلك لأنَّ الطاقة السلبية تعمل على قتل الوقت، وتدمير الإنجازات.
وفي الختام عزيزي القارئ إن الوقت قطار بلا وعودة والحياة محطة واحدة فقط ! إعمل وثابر
وانجح ليكن لك وجود في هذا الكون، ولا تأجل عملك لوقت آخر؛ لأن عاقبته وخيمة والوقت لن يعود..
اضافةتعليق
التعليقات