صعوبة المهام مبنية على أساس تأثيرها في المجتمع وفعالياتها فيه ومدى مردودها على شخصية الفرد بشكل أساس وعائداتها عليه، وأيضا مدى خطورتها وكم الجهد فيها.
التعامل مع الأموال يجعل من المحاسب دقيقا جدا في مراجعة حساباته أكثر من مرة حتى لا يخطأ وبالتالي يطلق عليه فاشل، كذلك الطبيب من المفترض أن يحاول قدر الإمكان أن يحافظ على صحته مريضه ويتوصل إلى علاج له حتى لا يُقال عنه طبيب فاشل، كذلك المعلم يجب أن يعمل على تقديم كم ونوع من المعلومات والسلوكيات حتى يُقال عنه معلم ناجح.
المحاسب يمكن قياس إخفاقه في غضون لحظات، وكذلك الطبيب يمكن معرفة تشخيصه الخاطئ للمرض خلال أيام وقد تطول المدة، لكن المعلم قياس إخفاقه عندما ينتج مجموعة من المتعلمين الكارهين للدراسة مع عدم إمتلاكهم لأي ثقافة تضاف لهم من قبل المعلم، ولم يُعّدل فيهم سلوك فتغدو صحراء فكرهم خالية من أي بذرة.
عندما يبدأ الطالب بأولى خطواته الدراسية خارج إطار محيط عائلته فأنه يكون على أهبة الاستعداد لتقبل هذا العالم بما فيه من شخصيات ويواجه الشخصية الأولى ألا وهي المعلم ويكون في بيئة جديدة يتعلم فيها العديد من الخبرات ويكتسب مجوعة من السلوكيات فضلا عن قابليته لتغيير مجموعة من السلوك، كونه في هذا العمر قابل لأخذ ما يُطرح أمامه سواء فعلا أو قول، هذه القابليات تستدعي أن يتوفر معلم قائد يستطيع السيطرة على زمام فكرهم وسلوكياتهم وأيضا لديه مهارة اكتشاف بعض العادات الخاطئة ومعالجتها قبل تفاقم الحالة لدى الطالب، هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي من الممكن أن يستخدمها المعلم لمعالجة بعض السلوك الخاطئ منها:
الإقصاء: إجراء يعمل على تقليل أو إيقاف السلوك غير المرغوب فيه من خلال أقصاء الفرد من البيئة المعززة للسلوك وهي على نوعين اقصاء الفرد من البيئة المعززة، اقصاء المعززات من بيئة الفرد، أي عند مشاهدة سلوك معين عند الطالب يقوم المدرس بإبعاده عن زملائه المشتركين معه في نفس السلوك وعند تفريقهم تلقائيا سيخفف من وطئ ذلك السلوك شيئا فشيئا.
العقد السلوكي: تحديد السلوك (المهمة السلوكية) والمعزز بعقد مكتوب واضح للطرفين (المعلم والطالب – المعالج والطفل) يتفقان فيه على جميع بنوده وله تاريخ محدد في حال تغير سلوك هذا الطالب فأنه سيحصل على هدية ذلك سيجعل منه مكتسب لسلوك جديد دون أن يشعر.
التشكيل: هو أحد أساليب تعديل السلوك التي تستخدم لتكوين عادات سلوكية جديدة، أو إضافة سلوكيات جديدة إلى خبرة الفرد السلوكية التي يحتاجها لاتمام عملية التكيف، ويشتمل على التعزيز الايجابي المنظم للاستجابات التي تقترب شيئاً فشيئاً من السلوك النهائي بهدف إحداث سلوك جديد، فيبدأ مع الطالب خطوة خطوة إلى أن يتغير هذا السلوك.
التسلسل: إجراء لتعليم سلوكيات جديدة يشتمل على تعزيز الاستجابات البسيطة الموجودة في ذخيرة الفرد السلوكية بهدف تطويرها إلى سلوكيات معقدة، والعنصر الأساس في هذا الإجراء هو تحليل المهارات (أي تجزئة السلسلة السلوكية إلى الحلقات التي تتكون منها)، وهذا يستخدم مع الطالب الخجول والذي يعاني من التواصل الاجتماعي حيث يبدأ المدرس بتعريفه على أحد الطلاب ثم يجعله يختلط بثلاث ثم يواجه المجموعة ليتغلب على هذا السلوك.
النمذجة: هو أحد أساليب تعديل السلوك التي تستخدم لتكوين عادات سلوكية جديدة، أو إضافة سلوكيات جديدة إلى خبرة الفرد السلوكية، من خلال تقديم نموذج ايجابي يكون قدوة لسلوك الاخرين.
تتعدد الأساليب التي وضعها علماء النفس في هذا المجال وهذه الأساليب البسيطة التي طُرحت في المقال يمكن للمعلم استخدامها مع المتعلمين وحسب سلوك الطالب، إذا توفر لنا في كل مدرسة معلم ملم بمجموعة من الأساليب لا نحتاج لأن نعاني من المتعلمين لاحقا وسيكون لدينا جيل منظم موجه مستعد لمواجهة المجتمع بصورة صحيحة فالمدرسة تربية قبل أن تكون تعليم.
اضافةتعليق
التعليقات