يتصور البعض خطئاً أن الشجاعة خلق لا يناسب الفتيات, وكأنها خلق رجالي, يربطون بين الشجاعة والخشونة, ويخلطون بينها وبين التهور وقلة الحياء والمراعاة, ويظنون أنها مرتبطة بالقوة البدنية والعدوان, ولكن.. الشجاعة بريئة من هذه المغالطات.
الشجاعة هي خلق, هي شيء معنوي, ليست عضلات منفوخة ولا صوت عالِ, يعرفها علماء اللغة بأنها: شدة القلب عند اليأس, وهو قريب من معناها في علم الأخلاق والاجتماع: الثبات عن المخاوف.
إن المرأة الشجاعة هي المرأة التي استطاعت أن تثبت ذاتها من خلال تحليها وتمسكها بالمبادئ والقيم كقول الحق والبعد عن الضلال مهما كانت الظروف والمواقف, والمرأة الشجاعة تظهر وتتجلى شجاعتها في تصرفاتها وأسلوبها وطريقة تعاملها مع الأخرين فهي التي تستطيع أن تجتاز الصعاب بمنتهى الهدوء والشجاعة لتصل إلى بر الأمان.
ومن هنا يمكننا أن نقول أن المرأة التي تتسم بالشجاعة ما هي إلا إمرأة وليست رجل كما يطلق عليها البعض.
والشجاع يا صديقتي العزيزة يخاف.. نعم, فالشجاعة ليست عدم الخوف, فالخوف انفعال طبيعي, والذي لا يخاف هو مختل عقلياً, ولكن الشجاع هو الذي يواجه خوفه, هو الذي يصبر ويُحسن الظن بالله فيقدم على الأمر مستعيناً بالله ولا يهرب.
ربما سمعتِ في حياتكِ كثيراً من ينصحكِ لأن تنتبهي وتأخذي حذركِ, لمن خوفكِ من أمور كثيرة سيئة في الحياة, لمن أحبطكِ عن تحقيق طموحاتكِ الكبيرة بأنها تحتاج إلى قدرات وإمكانات أكبر منكِ.. ولكنني اليوم أقول لكِ شيئاً جديداً:
"تشجعي" نعم يا عزيزتي.. كوني شجاعة, فقمم الجبال ليست للجبناء.
كوني شجاعة.. فالشجاعة تليق بكِ كفتاة مسلمة تثق في ربها وتستمد نوراً من الصالحات, من الزهراء فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام), ومن ابنتها السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) وقفت بوجه الطاغية يزيد وقالت كلمة الحق وردت عليه بشجاعة نادرة.
كوني شجاعة, فحياؤكِ يحتاج إلى حماية, يحتاج أن تقولي: لا.. لكل ما يخدشه, أو يستهين بكرامتكِ.
كوني شجاعة, فأحلامكِ تحتاج إلى عزيمة, إلى صبر وثقة, وكلها من مكونات الشجاعة.
كوني شجاعة, فطريق الحياة أمامكِ يحتاج إلى قلب قوي, قد يخاف ولكنه لا يستسلم وينهزم.
اضافةتعليق
التعليقات