الشكوى هو فن لعرض الحقوق والمطالبة بتحقيقها بأسلوب يضمن له استرداد ذلك الحق دون ظلم وبطريقة تلائمه، حيث أصبحنا نرى كثيراً من الناس اليوم تشتكي وتتذمر وتحاول بشتى الطرق لجذب الانتباه لشكواه وإنه لا يقوى على شيء وأن يبتعدوا الناس عنه كأن يكون خوفاً من الحسد أو تهرباً من مسؤولية أو يعبر عن حالته التي فعلا هو يعاني منها أو لأنها فقط تعودت أن تشكو لأن بهذه الطريقة استطاعت ان تصل الى ماتريد فتعددت اوجه الشكاية لتخلق جدارا يمنع تسرب الحقيقة من خلفها فضاعت الحقيقة بين أقنعتها المصطنعة وأخذت هذه الظاهرة تتكاثر في المجتمع لتصبح من سمات الناس الشكوى دون توقف حتى باتت الناس اليوم تشكو من ابسط ما تواجهه في حياتها فأخذ الموضوع بالانتشار الواضح مما استدعى الى اخذه بعين الاعتبار والالتفات اليه فقمنا بعمل استطلاع رأي لمعرفة اراء الناس حول هذا الموضوع وكان السؤال كالتالي:
برأيكم هل اصبحت الشكوى اليوم تعبيراً عن الحقيقة؟!
فأجابت الأخت ام جود/ موظفة:
ليس شرطاً أن تعبر عن الحقيقة احيانا تعبر عن مابداخل الانسان اي تنفيس عما كان مكبوتا بداخله وبعض الاحيان يصل الى مرحلة الملل فيضطر الى الفضفضة والتذمر من حاله لتصل الى اسماع غيره شكوى دون جدوى ليدخل في دوامة لا يعرف الى اين تأخذه فيشعر المتلقي بالضجر والنفور من الشخص المتشكي لكثرة كلامه الغير مجدي.
أما ام زينب عند اخذ رأيها عن الموضوع كان جوابها:
عندما يصاب الانسان بمرض الشكوى تختلف لديه اوجه الشكاية فمرة يشتكي في ماله ومرة في اولاده واخرى في صحته واحيانا كل شيء فيحدث أن يكون مريضاً في الشكوى لوجه اخر واحيانا يكون ناتجا عن مرور الانسان بحالة سلبية فيكون بحاجة الى من يستمع اليه فيكون اشبه بالسد الفاصل للسيطرة على المياه المتفجرة فبمجرد ان نزيل ذلك السد نفقد السيطرة على تدفق المياه السريع هذا مثلا على اولئك الذين بمجرد ان تلقي عليهم تحية الاسلام اخذوا يسردون مشاكلهم ويبثون شكواهم، أما الصنف الاخر الذين يكونون فعلا هم من يمرون بحالة تستحق ان يشتكي منها للوصول الى مبتغاه كأن يشكي وضعه المتردي وبالتالي فإنه يعد من الحالات السلبية.
أما بالنسبة الى انه يعبر عن الحقيقة ام لا فانها لا تعبر عن الحقيقة ابداً لاننا ايضاً نمر بحالة مماثلة فنكتفي بقول الحمد لله على كل حال ونسلم امورنا لله عسى ولعل ان تتحسن في يوم من الايام حيث هناك اية في كتاب الله الحكيم تذكر قضية الشكوى وتبين الشكوى الحقيقية هي لله سبحانه وتعالى وليست الى احداً من خلقه.(انما اشكو بثي وحزني لله).
اما ام سيد حسين ابدت رأيها وقالت:
الشكوى بمفردها لا تجدي نفعا ابداً لأنها فقط كلام لا يغير حالا كالانتقاص والاعتراض والانتقاد فإن من يكون شأنه ذلك سوف لن يجدون نفعاً دون عمل على ارض الواقع، لتصبح شكوى فعالة ذات رسالة تصل الى الجهة المعنية التى اصدرت الشكوى ضدها لتكون رسالة كاملة مثلا التظاهرات التي باتت تحدث اليوم إن لم تكن واضحة وتتم بفعل يغير الحال فلا فائدة في حدوثها، لنكن اصحاب رسالة ليس فقط اصحاب شكوى.
وكان للكاتبة ضمياء العوادي رأيا في ذلك فقالت: إن الشكوى ماهي إلا عنصر تفريغ يتخذ منه الانسان ملجأ للتخلص من ثقل يعتريه، فإما هذا الثقل حقيقي فيفرغه عند أشخاص ثقات يستطيعون إيجاد حلول لتلك المشكلة التي يعاني منها الفرد وهذا نوع يمكن أن نطلق عليه ايجابي، وأما أن يكون ثقل مزيف ينم عن مرض داخلي ولأسباب واهية كالحسد أو لإظهار صفات لا تنتمي الى واقعهم فضلا عن اضفاء صبغة مزيفة للعيش تحتها، وهذا الأخير أصبح يستشري في المجتمع بشدة بحيث لاتخلو جلسة نسائية أو رجالية عن الشكاية.
اضافةتعليق
التعليقات