حقاً وبعد كل هذا الوقت كان حرياً بكل قواميس المفردات أن تعرب عن عجزها وتبدي الكتب اعتذاراتها اذ باءت كل محاولاتهن بالفشل لتفسير ماهية ومعنى (الحب) الذي هو أقدسُ شيء في الوجود!.
لو نظرنا الى العالم نظرةً بعمق لوجدناه برمته يُقاد ويُسير من قبل الحب ومع بالغ الأسف وكل الألم جهلوه الناس ومارسوه او بالأحرى إستشعروا الحب بطريقة خاطئة فرموا بكل مآسيهم ومعاناتهم على تبعاته.
إذا أحببت شخصاً ستتعلق تفاصيله في تفكيرك وخيالك وينسج من احلامك ثوباً له لا تطالب بسواه ستتملك قوى خفية خارقة تسيرك كيف تشاء_وإذا أحببت شيئاً ستذلل كل الصعاب امامك للوصول اليه وستسعى جاهداً كي تملكه_واذا احببت القادم ستترقبه على نار من الانتظار!.
ماهو الحب؟!
هو شعور فطري يولد مع الإنسان ولغة تواصل بين بعضنا البعض بل هو أسلوب حياة ومنهج ودين للبشرية كافة فالعلاقات الاجتماعية كلها قائمة على اساسه، فعاطفة الأم لأولادها هي من مصاديق الحب، والعلاقة الزوجية لبنتها المودة وهي احدى صور الحب وباقي العلاقات التي تربط الناس ببعضهم البعض كلها هي عائدة الى الحب.
الحب أجر الرسالة
نرى أن النبي الأكرم (ص) كان يؤكد إنه لا يطلب منا جزاء وأجر لدعوته إيانا للإسلام وهدايتنا الى الحق غير المودة في القربى فقال "قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى" ويُعتبر الحب من الصفات النفسيّة العاطفيّة القلبيّة، بينما تُعتبر المودّة من الصفات العمليّة وهي أثرٌ سلوكيٌّ متفرّع من الحبّ، فمن أحبّ شخصاً ما سيظهر له المودة بالتأكيد، فالحبّ هو المؤثّر والسبب والمودة هي الأثر الناتج عن الحبّ وكلّ حبّ وراؤه مودة".
الحب حسنة
واحياناً يعد شعور الحب بحد ذاته حسنة يثاب عليها العبد فلقد جاء في الحديث "حب علي حسنة لاتضر معها سيئة" او "حب علي عبادة"!.
الحب مظهر من مظاهر الخير
قال الصادق (ع): من أراد الله به الخير، قذف في قلبه حب الحسين (ع) وحب زيارته، ومن أراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين (ع) وبغض زيارته. ص76. كامل الزيارات ص142.
فلنفحص قلوبنا ونبضها ونبحث فيها عن الخير إن كنا في توق للحسين وزيارته فبمجرد حبك لزيارة الحسين (ع) ستتيقن أنك محفوف بالخير من الله عز وجل لأنه من قذف ذلك الحب فيك.
وورد أيضاً "من احب قوم حشر معهم ومن احب عمل قوم اشرك معهم"!.
وغيرها الكثير من دلائل الحب العظيمة التي تخفى عنا ونجهلها, فالفهم الخاطئ لفلسفة الحب خطرٌ حتماً يهدد مصير الانسان فعلينا أن نعلم ان للحب مسؤولية عظيمة يتحملها مالك القلب وما يهوى إليه حتى في حب الجمادات والأعمال فهو حرم الله فلا تسكنوا فيه غير ما يؤدي بكم الى الخير والنعيم.
اضافةتعليق
التعليقات