الشاعرة والمبدعة أمل البابلي لغز حير العقول، هلا أعطيتنا شيفرة ولو بسيطة عنك علنا نتعرف عنكِ أكثر؟
أسماء عايد السعيدي، المعروفة والملقبة بأمل عايد البابلي منذ الصغر معروفة به.. معلمة علوم رياضيات وعلم النفس التربوي.. في نهاية العقد الثالث من العمر، من عائلة ريفية متعلمة ومثقفة في بابل، والدي محام ومشاور قانوني، ولدت في بابل ومازلت أسكنها لحد الآن .
_ما هي الألوان الأدبية القريبة الى قلمك وتفضلين كتابتها وتبدعين بها؟
كل ألوان الأدب العربي رائعة تستحق أن نغوص بها فهي تروقني واحبها، لكن الأقرب إلى ذاتي وإلى روحي هو الشعر النثري والومضة والخاطرة.
_لقراء ماتكتب أمل أين نجد اشعارك ونصوصك، اين تنشريها؟
انشر بعضها على صفحات المجموعات الأدبية والثقافية وعلى صفحتي الشخصية التي أسميها واحتي الصغيرة أغرس حروفي لتنبت أزهار أشعاري، والأغلبية انثرها على مكتبتي فأجمع ما بعثر في منجز كهذا الذي بين يديكم.
_ما الذي يلهمك ويجعلك تنثرين هذه الكلمات الراقية؟
كل شيء في الوجود أراه يعطيني "الهاما" وتعبيرا كي يجعل قلمي وقلبي وكياني يكتب وينثر عبق الكلمات كأنها حقول زهر لتسعد نفوس من حولي كيفما كانت .
_بمن تأثر أسلوبك من الشعراء او الكتاب؟
تأثرت كثيرا بشعراء العراق وشعراء العرب الذين لهم الفضل بلمستي ممن زرعوا نواة الشعر والأدب والثقافة داخلي أبرزهم؛ بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، نزار قباني، ايليا أبو ماضي.
_الابداع الادبي كأرث نرثه من ابائنا واحيانا يكون مكتسبا، ماقولك تجاه هذا الرأي واي الحالتين توافق شاعرتنا؟
من وجهة نظري البسيطة الأدب هو زرع إلهي يبذر بدوام النفس منذ الخليقة الأولى وان كان هنالك كثير من شعرائنا لديهم الشعر بعيدا عن الموروث العائلي وانا منهم ولكنه غير مكتسب لأنني منذ نعومة أناملي وانا اكتب .
_ماعمر موهبتك وكيف تسلحت بالطموح واظهرتيها بعيدا عن الاخفاء والاسم المستعار؟
موهبتي التي أعطاها الله لي منذ الصغر من قبل دخولي المدرسة كنت أكتب وعالمي الحرف والأدب وعند الصغر كنت اشارك بمسابقات دينية صغيرة في منطقتي ومدرستي وبعدها بالقضاء وعندما كبرت ابتعدت فترة لأسباب شخصية ولا أحب الخفاء الكثير، المقربون مني يعرفون وضوحي وصراحتي .
_هلا حدثتنا عن اصدار اول كتاب لك وماذا لو اردنا نص منك هلا زودتنا به؟
منجزي حاليا تحت التنقيح والطبع يتألف من نصوص شعرية متنوعة بين الطويلة والقصيرة، تقريبا 33 نصا شعريا جمعتها من كتابات سنوات وأتمنى أن تكون بالمستوى الذي اصبو له وتروق للجميع وأما النص فسوف يكون مني لكم ...
ولادة.. في زمن الحرب
فرح ٌمطعون ٌتحضنُهُ بنتُ الشهيد
تضعهُ ورداً ابيضاً عند مثواهُ الندي
وتنهمر... ساخنةً دمعتُها
تنادي... أينكَ أبي ....
وأمٌّ حبلى بالحزن.. لاتعرفُ الوِلادة
سنوات.. مرّت على رضيعٍ
أطلقَ الكلمةَ الأولى.. أبي
الضحكةَ الأولى.. أبي
السؤالَ الأول.. أبي
والاجابات..
آهات..
وبكاءُ شرفات
كم رفرفت بالأمس فيها
عصافيرُ الضحكات
قبل الحرب ..
لم تعرف
أنّ النومَ بين ذراعيه
من الله
أجملُ قدرٍ
وأروعُ هدية ..
بعدَ الحرب ..
صارت تبحثُ
عمّن يُعطي
لنبضِها المنفيَّ
بوصلةَ الرجوع
لضحكةِ قلبِه
ويوصلُ لمرافئِ عينَيهِ
زوارقَ هالةِ شوقِها
للجريِ وراءَه
في حدائقِ المطر..
ولا... أثر.. لا أثر
ظلالُ الخطوات
تتعانقُ مرتجفةً
في دفاترِ الزمنِ.. الآتي
فمن يُعلّمُ المنجل
لغةَ السنابل..؟
ولتمُتْ كلُّ الأيادي
العمياء
فكم حصدتْ
من حياتنا الشفاه
وبذرتِ جمرَ الصمت
في أحشاءِ الرجاء
في زمن الحرب..
مخاضُ ولادةٍ عسراء
للأملِ بالبقاء..
_من وقف بوجهك ومن كان لك عونا وإلا لاتظهر هكذا موهبة دون صقل وتحد؟؟
الوقوف بوجهي لا يوجد رغم أن عائلتي بعيدة جدا عن الأدب لكن لم يعارضوا حبي وشغفي بالأدب ومن كان لي عونا أولهم الله عز وجل وأشكر فضله... وأيضا عائلتي والأساتذة الذين أبقى مدينة لهم أولهم الأستاذ سعد المظفر والأستاذ باسم عبد الكريم الفضلي اللذان اعتبرهما ابواي الروحيان والأستاذ نبيل الشرع الصديق والأخ كانوا جميعا معي منذ البدايات ودوما يشدون على يدي .
_لو كنت بمحطة تحكيم وكان عليك الحكم على جودة نصوص لشباب بأول المشوار ما الذي سيكون حكمك هل ستشجعيهم وان كانوا دون المستوى ام لا؟
بصراحة لا اجامل في الأدب والنتاج الأدبي، لكن أشد على أيديهم واوجههم نحو نقاط الضعف وكيفية تجاوزها ونقاط القوة وكيفية تعزيزها ليبدعوا ويعطوا أفضل ماعندهم ليضعوا أقدامهم على سلم النجاح والكلمة الصادقة النقية التي ترفع من رقي الأدب والثقافة وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها بلدنا الحبيب.
_ما الذي ينقص الشاعر ليلاقي كل التقدير لموهبته في بلدنا العراق الجريح منبع الخير؟
ينقصه الكثير أولها عدم التحابي والابتعاد عن المحسوبيات في الأدب، أن توجد له منتديات حقيقية وليست صورية لرفع قدرات موهبته وعدم التقليل من قيمة الشاعر اذ ان الشاعر صاحب رسالة هي الكلمة يرفع أمة أو يمحيها من الوجود بكلمة.
_لمن تتذخرين اجمل كلماتك؟
للوطن، للأم لكل نبضات تعلو معها أهازيج حب، ترفعها رايات انتصار، تحملها أكف بارك الله بها.
_لحظة لو عادت، ما الذي سيكون قرارك فيها هل كنت حققت حلم ينتظر؟
كل اللحظات هي من الله وانا راضية بها لكنني لو عادت ولو جزء منها كنت وقفت في ذلك المكان المقدس أمام قبة الإمام علي عليه السلام وقلت فيه بتلك اللحظة التي اطبق الصمت على شفاهي وقتها وبأعلى صوتي ...
جئتك وعين الله حولي
فعشقك قد أحيا مماتي
علي ومن العلى أسمك
وأنا ببابك أتوسم الخير..
لن أنساك ما حييت فالحب فيك قد حرموه
أنت باب العلم وأبا القاسم (ص) مدينة..
_كلماتك تلامس الوجدان ولا يصل المرء الكاتب او القاص وحتى الشاعر لهذه المكانة إلا عندما يتخطى الكثير من الالم ليتمكن من تجسيد الاحساس؟
الحمد لله على كل حال فالحياة في وطني حزينة، الأوراق كل يوم تتساقط والأطفال تحاكي ظلها فأي سعادة نرجو، كل شيء في العراق موجع حتى ضحكاته تتوجع، جراحه كل يوم تفتح ونزيف الدم لا يتوقف هذا ما أراه أنا.. رحماك ربي أي البلايا أرفع.
_لو صممنا برنامج شبيه لفكرة شاعر المليون ماهو رأيك بنجاحه وماتوقعاتك لنجاحه مع العلم باتساع اعداد الموهوبين في العراق باختياره الدولة الاكثر ابداعا ادبيا؟
فكرة جميلة جدا وفي العراق شعراء لهم وزن وحراك وأحرف، سيكون لهكذا برنامج نجاح لا مثيل له لأن العراق هو أول بلدان الحرف والتدوين.
_شيء عالق ببالك؟
ذكريات معلمتي الجميلة التي جعلتني أحب العلوم والرياضيات.. وتلك الزاوية أو الركن الذي تعودت أن اجلس به كي اكتب واكتب الى ما لانهاية، ووجه الأطفال الذين كبروا أمامي، كلها أحداث عالقة، وكلمة لن أنساها ابدا: من يريد العلا سهر الليالي.. حاك خيوط الشمس.. انا اقولها طموحا حتى أصبحت حقيقة بكل فخر.
_كلمة اخيرة لك؟
شكرا لكل من كان معي طوال هذه السنوات وكل مفاصل حياتي وشكرا لكِ عزيزتي الراقية، أسعدني حوارك وجمال حروفك.
اضافةتعليق
التعليقات