انا واحدى اخواتي لسنا على علاقة وطيدة، تفكيرنا يختلف، مبادئنا معتقداتنا محبتنا مختلفة.. كأننا اخوات بالأسمِ فقط!.
من المعتاد ان الاخوات يتشابهن كثيرا في عقليتهن وعاطفتهن حتى وان وجد اختلاف او عدم تفاهم يكون هذا الامر ضيق ومحدود ويرتكز على مواضيع معينة، لكن الاختلاف الجذري بيني وبين اختي غير معقول ويفوق الخيال والتصوّر.
حيث لو حاولنا ان نتناقش حول موضوع ما سنجد اننا نتصارع فكريا في حلبة مصارعة وفي النهاية نختم الموضوع بعدم الرضى بعد معركة من الافكار تستنزف كل طاقتنا.
احيانا من شدّة التعب في محاولة اقناع بعضنا يصيبنا صداعا على اثره نغرق في نوم عميق! اتذكر انها حين تريد ان تكلمني بشيء ما تحضّر الفكرة التي سأقتنع بها فقط لتحقق غايتها، وانا افعل ذلك ايضا.
رغم اننا نعرف بعضنا جيدا الا اننا لا نستطيع ان نكون مثل بعض، هي تخبرني دوما انها لا تحب سلوكي واسلوبي في الحياة والامر لا يقتصر على ذلك فقط بل يتعداه حتى في طريقة الحب! وحين سألتها مرّة كيف حتى في الحب؟!
اخبرتني انها تحبني، تحب عينَي وضحكتي وجنوني الذي يعتبر شبه نقطة مشتركة مع بعضنا.. تحب طريقة تعاملي حين لا اتفق معها مع أمر، وما ان اكملت اخبرتها انني احبها لانها اختي الصغيرة والفتاة التي لن تُكبر بعيني يوما وحين دهشت من كلامي قالت: تحبيني لأنني كباق اخواتنا ولديَّ داخلكِ مكانة تشبه مكانة الشمس الحارقة.
انا واختي من عالمين وهذين العالمين ينتميان كل الانتماء لعالم عائلتنا، اذن كيف كل هذا الاختلاف بيننا؟.
في الحقيقة ان اقتناع الشخص كونه على حق لن يستطيع احد تغييره، ونحن الاثنتان على حق في نمط حياتنا لكننا بتيار معاكس للأخرى..
ان ابتعدنا قليلا عن هذا الكلام سأخبركم عن الحب؛ فأنا وأختي ان شعرنا ان احدانا في مأزق سنفعل ما بوسعنا لانقاذ الاخرى وان فشلنا في ذلك سنجلس معا ونتشارك الخيبة وان اضطر الامر للبكاء سنعين بعضنا ونبكي ثم نبدأ بشتم الحظ سوية وننعت الحياة بما يخطر على بالنا وهذا بمساعدة باقي اخواتنا اللاتي ان تكلمنا عنهن سيتعدى الكلام مئة ورقة.
رغم كل شيء هنالك روح في الاخوة ومحبة كامنة تظهر ما ان نكون بحاجتها، فالأخوات ربما غريبات بعض الشيء في اسلوبهن لكن الحياة بِلا اخوات كصحراء مقفرة لا يسكنها سوى صوت الهواء وموت الحياة.
تقديس الحب ونبض القلب وخوف المواجهة والسير تجاه المجهول والمجازفة في اللامعقول يحتاج الى دعم قوي جدا كي لا نقع في حفرة الخطأ وهذا يأتي من الاهل وبالأخص الاخوات لأن خوفهن المشترك على بعضهن يجعل عملهن كإستشارية المريض عند الطبيب، فالحفاظ على هذه العلاقة تحتاج الى حب فقط وليس الى سلوك واسلوب وطريقة حياة متشابهة لأن هذه الامور استثنائية، فالبعد بيني وبين اختي يتحول الى معانقة ارواحنا قبل اجسادنا ولا نحس بنظرة خيبة او انكسار او حتى خذلان بعيون بعضنا.
الاخوات هنَّ نعمة ومحظوظة من حظيت بها واكتشفت جمالية ما بكينونية هذه الكلمة (الاخوات) من فيض الحب والراحة المعنوية، إضافة الى العشق الحقيقي الذي لن يمحق ولن يستطيع احد ان ينال منه، هنيئا لكل من وهبها الله تعالى اختا.
اضافةتعليق
التعليقات