لعل العنوان يجعل البعض يظن بأن حديثي سيكون مديحا وعند الاسترسال فيه يرون العكس.. إلا أنني بعيدة عن هذا كله.. وإنما هي ظاهرة أردت فيها إظهار أشياء ربما تكون خافية عن الأذهان لا أكثر ولا أقل.. ففي الأيام القادمة والأيام التي تليها سوف نرى تنوع في صرخات الموضة على حسب مايسميها البعض منهم.. وكأنها سلعة قـيّـمة تنزل للأسواق فيسارع بعضهم لأقتناءها قبل أن يسبقه الاخر إليها.. فهي تصور للبعض منهم بأنهم يواكبون التطور حيث تعمد على تغيير عدة اشياء للكثير، فماذا يدور في عقول شبابنا من العالي إلى الداني.. حيث تنحصر اهتماماتهم بأشياء لا تمت بصلة إلى العقل الرزين!.
وإني لأرى أحد الشباب وهو يرتدي ملابس توحي إليّ لأول وهلة لما في داخله.. فكم من مظهر وملبس يحدد شخصية صاحبه.!! فمنها إرتداء الملابس المزركشة ذات الأقمشة المكرمشة ناهيك عن الألوان الصارخة كالاحمر الناري والوردي والأصفر.. الــخ، وهذه على ماأعتقد ومايعرف عند الناس بأنها خاصة بالنساء..!
فأي رجل يريد التشبه بالنساء!؟ سؤال يطرحه الناس عندما يرون تلك الظاهرة.. وكما قال الشاعر:
عجبي أن النساء ترجلت
ولكن تأنيث الرجال عجيب
وأضف إلى ذلك تسريحات الشعر فمنها الطويل من الأمام أو من الخلف ومعظمهم يطليه بـدهان يكاد يسيل على الأذنين في الشمس الحارة..!! وأيضاً إرتداء البنطلونات الضيقة الغير لائقة. وطريقة الياخات والاكمام المفتوحة وسلاسل الذهب وغيرها التي يتقلدها أولئك الذين يظنون بأن تلك الأشياء على حد اعتقادهم تبرز رجولتهم..!! وعلى ضوء ذلك تصاحبه اللبانة (العلكة) التي يمضغونها في كل الأوقات وكأنها مدعاة للتسلية وغير مخلة بالذوق أو الأدب.
وأرجع وأقول.. إذا سنحت لك الفرصة وجلست مع أحد منهم فلا تراه يصغي لما يقول عن الواقع والحياة وإنما تراهم مشغولين بأشياء تكاد تكون بعيدة كل البعد عن الثقافة والفهم والإدراك الذي يجب ان يتوفر في عقول تلك الأعمار..
وهنا لأتوقف لحظة مع القارئ ويرى معي هذه الظاهرة لعلهُ يطابقني الرأي فيما أقول بأن تلك الفئة ماهي إلا ذوات عقول فارغة واجسام خاوية من الداخل تريد إبراز الشيء المثير بنظرها بالمظهر حتى يغض الاخرين عن مافي داخلهم من خواء وعدم إهتمام ولا مبالاة.!! فهل من الجدير حقاً ان نطلق عليهم رجال المستقبل؟؟!!
اضافةتعليق
التعليقات