• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا تكن ورقةً في مهبِّ الريح: حصانةُ الفكر طريقك نحو الثبات

زينب كاظم التميمي / السبت 26 نيسان 2025 / ثقافة / 477
شارك الموضوع :

تعزيز حصانة الفكر والدين في عالمنا المعاصر ليس مجرد هدفٍ نبيل، بل هو ضرورة حتمية

حصانةُ الفكر والدين في الزمن الحاضر، والصراع مع النفس في خضمّ عالمٍ يموج بالتغيرات والتحوّلات العميقة، ركيزةٌ أساسية وجهادٌ عالٍ. ففي قلق العصر الحديث وتحدياته، على الإنسان أن يحاول تحصين نفسه من المنزلقات التي لا مفر منها؛ فالمواجهة حتمية، ولا بدّ منها، ومهما حاولتَ تغيير المسار، فالمغريات لا تقف ولا حدّ لها.

ربما تجرفك وأنت في القمة، كل ظنك أنك نجوتَ ولا ضرر عليك، فتصبح كمن لم يُمسِك بالوتد البسيط حتى! لهذا، من يدخل في هذا الزمان فعليه أن يخرج بقلبٍ سليم، فلا يفقد خُلُقه، ولا يُمدَّن عينيه، ولا يعوي ذئبُ الشهوة فيه، وألا يُسرع في الحكم، فيقع بين أنياب الهلاك المؤجَّل.

ثم عليه ألا يعبّئ صدره بالبارود، ليصبح جنديًا في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، فيتحوّل حضوره اليومي إلى انزلاقٍ مستتر نحو فقدان الذات. هذا التّيه الذي يكون فيه الإنسان من الصعب جدًّا العودة فيه إلى فطرته السليمة حينها.

هنا نحن لا نقول: علينا بقمع النفس، ولكن بترويضها. ففي حديث ما مضمونه: "إن لكل شيء شهوة، وشهوة النفس الحلال، فإذا أصابت الحلال اشتاقت إلى الحرام."

كما قيل: "من أكثر من المباح، جرّه ذلك إلى الحرام." الفكرة الأساسية التي تدور حولها هذه الأقوال هي أن النفس قد تتدرج من الاستمتاع بالملذات المباحة إلى التجرؤ على المحرّمات إذا لم يتم ضبطها وتقييدها بضوابط الشرع. فالتوسّع في المباح قد يُضعف الوازع الديني، ويفتح الأبواب للوقوع في الشبهات، ثم المحرّمات.

وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: "جاهد شهوتك، وغالب غضبك، وخالف سوء عادتك، تزكُ نفسك، ويكمل عقلك، وتستكمل ثواب ربك."

وقد نواجه تحديات جمّة في عالمنا المعاصر، حيث تتصادم أفكارك مع أفكارٍ مضادة، ناتجة عن التعصّب والتطرّف والجهل. تتجلّى هذه الأفكار في صور شتى، بدءًا من استنكار شخصك، وصولًا إلى التحريض من خلال ما تشاهد عبر وسائل الإعلام المختلفة، في الحثّ على إعطاء النفس كل ما تشتهي، هذه الأفكار التي يغذيها ذوو الحروب الناعمة دون علمٍ منا!

فقد تتجلّى أمامنا المغريات والشهوات المتنوعة، ببريقٍ وجاذبية، مع رغبة النفس الجامحة، كما أن الانجراف وراءها يكون بسهولة بالغة، ومَن لا يعي أو يتروّى قليلاً، قد يُقاد إلى مساراتٍ مظلمة، بعيدة كل البعد عن السعادة الحقيقية والراحة النفسية.

إن أهمية عدم الانجراف مع هذه المغريات تكمن في الحفاظ على الذات وقيمها. فالإنسان الذي يستسلم لشهواته العارمة قد يتنازل عن مبادئه وأخلاقه، ويقع في براثن سلوكياتٍ تضرّ به وبأسرته وبمجتمعه. يصبح أسيرًا لرغباته اللحظية، ويفقد القدرة على التفكير الرشيد، واتخاذ القرارات الصائبة التي تخدم مصلحته على المدى الطويل.

علاوة على ذلك، فإن الانغماس في الشهوات قد يؤدي إلى إهمال جوانب أخرى مهمة في الحياة. فالوقت والطاقة التي تُستثمر في إشباع الرغبات العابرة، يمكن توجيهها نحو تحقيق أهداف سامية، وتنمية الذات، وبناء علاقاتٍ صحيةٍ ومستدامة.

إن الحياة ليست مجرد إشباعٍ للغرائز، بل هي رحلة نمو وتطور، تتطلب توازنًا بين مختلف جوانبها. كما أن القدرة على التحكم في النفس ومقاومة الإغراءات هي علامة قوةٍ وإرادةٍ صلبة. فالشخص الذي يمتلك هذه الصفة يكون قادرًا على توجيه طاقاته نحو ما ينفعه ويفيده، ويحافظ على سلامه الداخلي واستقراره النفسي. إنه يختار طريقه بوعيٍ وبصيرة، ولا يدع الأهواء تقوده كيفما شاءت.

ويجب أن نُدرك أن عدم الانجراف مع مغريات الحياة ليس حرمانًا أو تقييدًا، بل هو صيانةٌ وحصانةٌ للذات، وحماية لها من الضياع.

إنه دعوة إلى التفكير العميق في عواقب الأفعال، وإلى إعطاء الأولوية للقيم والمبادئ التي تسمو بالإنسان وترتقي بحياته. إنها حكمة تمنحنا الحرية الحقيقية، حرية الاختيار الواعي والمسؤول.

إن تعزيز حصانة الفكر والدين في عالمنا المعاصر ليس مجرد هدفٍ نبيل، بل هو ضرورة حتمية لبناء مجتمعاتٍ أكثر سلامًا وازدهارًا ونفعًا، وأرواحٍ أكثر نقاءً وطهرًا وصدقًا.

ويتطلب تحقيق هذا الهدف توكلًا دائمًا، وتركيزًا تامًّا على الهدف، الذي نَتج ليس عن خوف، بل حُبًّا وقُربًا لله.

الاخلاق
الفكر
الدين
الانسان
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم

    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟

    ما بعد الرحيل

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    آخر القراءات

    منهجية التعلم الذاتي وفق الدراسات الحديثة

    النشر : الخميس 05 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    وكفى ب(ليت) عائقا!!

    النشر : الأحد 12 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    ليتني أصبحت رجلاً

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    ولادة من رحم الظلامات

    النشر : السبت 17 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    عشائر بني اسد.. تُجدد الولاء لشهداء واقعة الطف

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    من نساء الطف: أم سعيد بن مرة التميمي

    النشر : الأحد 20 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1100 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1021 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 901 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 508 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 396 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1422 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1100 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1082 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1069 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1021 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية
    • منذ 23 ساعة
    نور المحبة وميزان القلوب
    • منذ 23 ساعة
    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم
    • منذ 23 ساعة
    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة