• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وصايا أمير المؤمنين لكميل بن زياد: منهج حياة

فاطمة حسن / السبت 05 نيسان 2025 / ثقافة / 479
شارك الموضوع :

يضع أمامنا خارطة طريق للحياة المتزنة والناجحة، إنها دعوة إلى العلم، وإلى التقوى، وإلى التمسك بالأخلاق العالية

تزخر سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالحكمة والبصيرة النافذة، فقد كان إمامًا في العلم والعمل، وملهمًا للأجيال في ميادين التقوى والعدل والمعرفة، لم تكن تعاليمه مجرد نصائح عابرة، بل كانت منارات تهدي السائرين في دروب الحياة، وتضع لهم منهجًا متكاملًا يوازن بين حاجات الدنيا وغايات الآخرة، ومن بين هذه التعاليم الخالدة، تبرز وصيته العظيمة لكميل بن زياد، ذلك الصحابي الجليل الذي كان من خلص أصحابه، ومن التابعين المخلصين لسيرته. هذه الوصية ليست مجرد كلمات تُروى، بل هي دستور للحياة، ومفتاح لفهم أعمق لمعنى الإيمان الحقيقي.

حين نتمعن في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل، نجدها ترتكز على أسس متينة تشكل الإطار العام لحياة الإنسان المؤمن، أولها وأهمها قيمة العلم ودوره في بناء الإنسان والمجتمع.

يقول الإمام في كلماته العميقة: "يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق." بهذا التوجيه البليغ، يوضح الإمام (عليه السلام) أن العلم ليس مجرد أداة للمعرفة، بل هو حارس للإنسان، يحميه من الضلال، ويوجهه إلى طريق الصواب، بينما المال مهما كثر، يظل زائلًا وقابلًا للنقصان. هذه الرؤية تعكس الفارق الجوهري بين القيم المادية والقيم المعرفية، حيث أن الأخيرة تمنح الإنسان قوة دائمة وثباتًا في وجه التقلبات.

لا يقف الإمام (عليه السلام) عند حدود العلم كوسيلة للنجاح الدنيوي، بل يربطه بالتقوى والإيمان، فالمعرفة الحقيقية لا تكتمل إلا عندما تكون مقرونة بالخوف من الله والعمل الصالح. يحث أمير المؤمنين كميلًا على أن يكون من أهل البصيرة، لا ممن يكتفون بحفظ المعلومات دون تدبر، فالعلم النافع هو الذي يُترجم إلى سلوك وأخلاق، وإلا فإنه يتحول إلى مجرد حجة على صاحبه.

كما يلفت الإمام (عليه السلام) النظر إلى خطورة اتباع الهوى والانجرار وراء الأهواء الشخصية، محذرًا من أن الميل إلى الرغبات العابرة والانحراف عن طريق الحق يؤدي إلى الفساد والضياع. فالإنسان الحكيم هو الذي يجعل العقل قائدًا له، لا أن يكون عبدًا لشهواته أو متأثرًا بالمغريات الزائلة، هذه النظرة المتزنة للحياة تعكس الفهم العميق لطبيعة النفس البشرية، وما تحتاجه من توازن بين الروح والجسد، بين الطموح والانضباط، وبين الحرية والمسؤولية.

ومما يميز وصية الإمام (عليه السلام) أنها لا تقتصر على التوجيه الفردي، بل تمتد إلى كيفية التعامل مع الآخرين واختيار الصحبة الصالحة، فالحياة رحلة طويلة تحتاج إلى رفاق يؤمنون بنفس القيم والمبادئ، ولذلك ينصح الإمام بضرورة مصاحبة أهل العلم والحكمة، والابتعاد عن أهل الجهل والضلال، لأن البيئة تؤثر في الإنسان أكثر مما يتخيل. فكما أن الماء يتأثر بالوعاء الذي يوضع فيه، فإن الإنسان يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه.

أما الصبر فهو من الصفات التي يشدد عليها الإمام (عليه السلام) في وصيته، مبينًا أن الثبات أمام المحن والشدائد هو مفتاح الفرج، وأن الإنسان الذي يتحلى بالصبر يستطيع تجاوز المحن بأقل الخسائر، بل قد تتحول هذه المحن إلى فرص للنمو الروحي والنفسي.

إن تأمل وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لكميل بن زياد يكشف لنا عن كنز من الحكمة والمعرفة، يضع أمامنا خارطة طريق للحياة المتزنة والناجحة، إنها دعوة إلى العلم، وإلى التقوى، وإلى التمسك بالأخلاق العالية، وإلى بناء الشخصية القوية التي لا تهتز أمام الفتن ولا تضعف أمام المغريات. إنها وصية تصلح لكل زمان ومكان، لكل من يسعى إلى حياة كريمة قائمة على الحق والعدل والإيمان، فحري بنا أن ننهل من معين هذه الكلمات، ونجعلها منهجًا نقتدي به في مسيرتنا، لأن في ذلك الفوز الحقيقي في الدنيا والآخرة.

الامام علي
العلم
الاخلاق
الوعي
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    استطلاع رأي: مصباح علاء الدين والأمنيات الثلاث

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    عــودة

    "طبيبة الفرح" تكشف جانبًا خفيًا للاكتئاب يصعب تشخيصه وتقدّم وصفة للتعافي

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق

    آخر القراءات

    نظرة وحدوية

    النشر : الجمعة 16 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف يؤثر النشاط البدني في تقليل خطر سرطان الثدي؟

    النشر : السبت 10 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الفطور الصباحي أهم وجبة في اليوم.. لهذه الأسباب

    النشر : الأثنين 28 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    من مدرسة الباقر الى الثريا

    النشر : السبت 10 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    حساسية الفول السوداني وعلاج جديد للأطفال

    النشر : الأثنين 03 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    لأول مرة.. المرأة تقتحم مجالا يحتكره الرجال

    النشر : السبت 27 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 411 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 387 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 374 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 354 مشاهدات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    • 350 مشاهدات

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    • 345 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1422 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1361 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1235 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1084 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1079 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    استطلاع رأي: مصباح علاء الدين والأمنيات الثلاث
    • منذ 6 ساعة
    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها
    • منذ 6 ساعة
    عــودة
    • منذ 6 ساعة
    "طبيبة الفرح" تكشف جانبًا خفيًا للاكتئاب يصعب تشخيصه وتقدّم وصفة للتعافي
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة