نمت أنامله على حب الفن فأبحر بعالمه الخلاب بين الفرشاة والألوان لينفرد بفن يبهر المتذوقين لما يتقنه في صنع أشكال الشخصيات الكارتونية المصغرة التي كان يخطها على الورق منذ صغره ليحول حلمه إلى حقيقة ملموسة.
إنه الفنان غسان سعد كريم كان لـ (بشرى حياة) هذه الوقفة معه ليحدثنا عن تجربته الفنية قائلا:
لقد كان الرسم مجرد هواية للتسلية أجد به ضالتي المنشودة أغرق في تفاصيل ذلك العالم الثاني الزاخر بالألوان بعيدا عن صخب الحياة، لم أتوقع أن يتحول حلمي إلى عمل ويكون مصدراً لمردود مادي ـعتاش منه.
عالم جديد
كم جميل أن يكون عملك باختصاص تحبه، الشاب غسان في عقده العشرين استثمر هوايته المحببة إلى قلبه وحولها إلى عمل تكلل بالنجاح فقد كان يهوى رسوم الشخصيات الكارتونية القديمة منذ طفولته ويتوق لتحويلها إلى ألعاب مشكلة باحترافية كما يراها في المتاجر الخاصة والتي تكون غالبا مستوردة، الأمر الذي جعله يتقصى حول كيفية تصنيعها عبر برامج مختصة من خلال منصات التواصل الاجتماعي ليجد نفسه في عالم جديد أكثر تطورا، ليبدأ بتعلم خطوات هذا الفن الأخّاذ.
التجربة الأولى
وحول بداية تصنيعه للأشكال الكارتونية قال:
كانت تساؤلات تدور في رأسي حول المواد المستخدمة وقسوتها إذ يجب أن تكون غير قابلة للكسر أو التلف أو على الأقل يمكن المحافظة عليها لمدة أطول وعن نوع الألوان وثباتها ورسم التفاصيل واستخدام الاكسسوار، جميع هذه الأسئلة كانت تثير بداخلي الفضول والشغف الى تصنيع قطعة مشابهة للقطع المستوردة لتكون نفس مستوى الاحترافية في الدقة والتصنيع، وبعدما خضت العديد من التجارب بين الجيد والسيء ومتابعة برامج تعليمية استطعت ان انتج اول قطعة لشخصية الكارتون الشهير (نيلز) وقد كانت لابأس بها لكونها التجربة الاولى وعلى الرغم من ذلك نالت اعجاب المتذوقين لهذا الفن.
امتعاض الزبائن
كانت معظم الشخصيات التي يجسدها غسان في أعماله من بنات أفكاره حيث شكل أكثر من خمسين شخصية كارتونية من العقود الماضية مثل المسلسل الكارتوني (نيلز، ساسوكي، الاحلام الذهبية، بسيط، مغامرات السندباد) وهناك طلبات خاصة لبعض الشخصيات الأخرى.
وأكد لنا غسان أن أغلب الزبائن من خارج العراق ويكون من داخله فئة قليلة لأن سعر القطعة مكلفة اذ يمتعض الزبون لارتفاع ثمنها وذلك يعود لصعوبة تصنيعها ودقة العمل وتتراوح الأسعار ما بين مئة ألف إلى مئتان وخمسين ألف دينار عراقي للقطعة الواحدة، والطريف بالأمر أن القطع يبتاعها الكبار وليس الأطفال لربما تذكرهم بطفولتهم الجميلة.
وعن مدة انجاز عمله والمواد المستخدمة تابع قائلا:
يستغرق عمل القطعة الواحدة ما يقارب خمسة عشر يوما أو بحسب تفاصيلها وحجمها، كما أستخدم مادة الريزن في تصنيع الأشكال ويكون عملي يدوي بحت اضافة لذلك أستخدم ألوان خاصة تكون عالية الجودة لثبات اللون وأضيف أحيانا للعمل قطع أخرى كالمغناطيس وبعض الإكسسوار إن تطلب الأمر.
صاحب السعادة
بدأ غسان نشاطه الفني من الصفر، وكان لمواقع التواصل النصيب الأكبر في تسويق منتجاته عبر حساب خاص معبرا بذلك عن مدى سعادته وهو يصنع ذكريات الطفولة للآخرين ليرسم على محياهم سعادة أخرى وهم يقتنون ألعاب طفولتهم التي عاشت معهم لعقود عبر شاشات التلفاز وكان يزاد تألقا بما تصنعه أنامله حينما يبدي الزبائن إعجابهم الكبير بأعماله.
ختم حديثه متمنياً أن يسعى كل شخص بتحقيق ما يتمناه دون وجل، فإن كان طريق الحلم صعباً لكنه حتما ليس مستحيلاً.
اضافةتعليق
التعليقات