تعرف الهوية لغة حسب ما جاء في لسان العرب: قال: قال ابن الأعرابي: هوية أراد أهوية وهي جمع هوة وهي الحفرة والمطمئن من الأرض.
أما المواضيع المثيرة للجدل، في الاصطلاح فيعد موضوع مفهوم الهوية من حيث يذهب عدد من الباحثين في هذا المجال، إلى أن الهوية تخضع في تعريفها للعلم الذي يحقق فيها، وأن لكل علم تعريفه الخاص للهوية يختلف عن تعريفها في العلم الآخر، كعلم النفس وعلم الفلسفة والاجتماع والسياسة وعلم الكلام وغيرها من العلوم الإنسانية.
أما مفهوم الهوية من المنظور الاسلامي، فيمكن القول أن تحديد المفاهيم من الوسائل المهمة في البحث العلمي، وذلك لأنها تنشأ اللبنة الأولى في الأساس الذي تبنى عليه الحجج والبراهين التي تدعم الآراء والأفكار المطروحة في البحث.
ومفهوم الهوية الإسلامية لا يخرج عن هذا النطاق، فإذا أردنا أن نعطي تعريفا عاما لهذه الهوية، فإننا نستطيع أن نقول أنها تعني: الإيمان بعقيدة هذه الأمة، والاعتزاز بالانتماء إليها، واحترام قيمها الحضارية والثقافية، وإبراز الشعائر الإسلامية والاعتزاز والتمسك بها، والشعور بالتميز والاستقلالية الفردية والجماعية، والقيام بحق الرسالة وواجب البلاغ والشهادة على الناس وأيضا محصلة ونتاج التجربة التاريخية لأمة من الأمم وهي تحاول إثبات نجاحها في هذه الحياة.
وبما أن لكل هوية سماتها ومقوماتها، فإن من أهم سمات الهوية الإسلامية، أنها هوية متميزة عن غيرها من الهويات، وهذا التميز هو الذي يعطي كل جماعة أو أمة مقومات بقائها ويحفظ لها ثقافتها وخصوصيتها، فلا ينوبون في ثقافات أو هويات غيرهم من الأمم.
هذا فيما يخص الهوية الاسلامية، أما عن مفهوم الهوية الثقافية فيمكن تعريفه على أنه: وعي الناس بأنفسهم وبما يميزهم عن الآخرين وشعور الشخص بالانتماء إلى جماعة أو إطار إنساني أكبر يشاركه في منظومة من القيم والمشاعر والاتجاهات والمكونات الأساسية والسمات المشتركة التي تحدد مفهوم الهوية تتمثل فيما يلي:
۱ - المشابهة والمماثلة في كل شيء.
۲ - انعكاس فلسفي حول طبيعة التغيير، فالهوية كمعنى للثبات يهدف إلى التغيير كوحدة تهدف إلى التنوع.
٣- البحث عن كينونة الإنسان باعتبار هويته متفردة متميزة عن هويات الآخرين عنه.
٤- الإنسان لا يعي ذاته إلا بعد أن يعي أن العالم الخارجي منفصل عنه مختلف.
٥- الاحساس بماضينا ومستقبلنا والإحساس بالفردية.
٦ - وعي الناس بأنفسهم وبالآخرين.
إذن يمكن القول إن الهوية الثقافية الجماعة بشرية معينة، هو جوهر الهوية الجماعية وهو مفهوم الثقافة، وبذلك فإن الهوية الجماعية تستمد ملامح مقوماتها من ثقافة المجتمع على اعتبار أن الثقافة تشكل المجموع المنسجم والمستمر للمعان والرموز المكتسبة المشتركة التي تعمل الجماعة على توصيلها وإعادة إنتاجها من خلال مختلف القنوات التي تنسجها من أجل هذه الغاية وقد عرف مفهوم الهوية الثقافية انتشارا واسعا، حيث اكتسح في وقت قصير العلوم الإنسانية وخاصة الاجتماعية، وفرض في تحليل حقائق متنوعة، وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الصعب أن تجد تعريفا متوافقا عليه لمفهوم الهوية، وقد أثبتت الدراسات السوسيولوجية من أن لكل جماعة أو أمة مجموعة من الخصائص والمميزات الاجتماعية والنفسية والمعيشية والتاريخية المتماثلة التي تعبر عن كيان ينصهر فيه قوم منسجمون ومتشابهون بتأثير هذه الخصائص والميزات التي تجمعهم.
والهوية تتيح للفرد التعرف على نفسه في المنظومة الاجتماعية وتمكن المجتمع من التعرف عليه، وتشير إلى طريقتا في التفكير في أنفسنا مع الأخرين بالاعتماد على المجموعة التي ننتمي إليها لكن الهوية الاجتماعية لا ترتبط بالأفراد فحسب فكل جماعة تتمتع بهوية تتعلق بتعريفها الاجتماعى وهو تعريف يسمح بتحديد موقعها في المجموع الاجتماعي.
والهوية الاجتماعية هي احتواء وإبعاد في الوقت نفسه، إنها تحدد هوية المجموعة التي تضم أعضاء متشابهين فيما بينهم بشكل من الأشكال، وفي هذا المنظور تبرز الهوية الثقافية باعتبارها صيغة تحديد فتوي للتمييز بين نحن وهم وهو تمييز قائم على الاختلاف الثقافي.
وفي حقيقة الأمر، يعاني مفهوم الهوية من مشاكل عديدة، فمن صعوبة الحديث عن الهوية مثلا، أنه حديث الذات عن نفسها، لذا فإن مشاعر الهوية مشاعر دفاعية ضد إرادة السحق التي يبديها الآخر، كذلك لا يمكن فصل الهوية عن الحركية الاجتماعية، وما يجري فيها من تدافع وصراع. وهنا تتداخل حدود الهوية والسلطة والإيديولوجيا.
وإذا كانت الهوية تعني شعور الشخص بالانتماء لجماعة أو لإطار انساني أكبر يشاركه في منظومة من القيم والمشاعر والاتجاهات فهي بذلك ترتبط بالثقافة السائدة لعملية التنشئة الاجتماعية والهوية الثقافية مفهوم اجتماعي يشير إلى كيفية إدراك شعب لذاته وكيفية تميزه عن الآخرين وهي تستند إلى مسلمات ثقافية عامة مرتبطة تاريخياً بقيمة اجتماعية وسياسية واقتصادية للمجتمع وعن أبعاها فالهوية الثقافية أبعاد منها :
-الثوابت الجغرافية من أرض ووطن وكيان مادي.
- التأكيد الثقافي للذات من خلال التمسك باللغة والتراث.
- التراث الروحي وشعور الفرد أنه جزء من هذا المكون الروحي.
- الانتماء للثقافة يعني شعور الفرد بالوجود ضمن إطارها والاتحاد.
- إحساس داخلي للفرد بالمشاركة والاندماج مع ثقافة معينة والمشاركة بما يملكه من ثقافة لدى الشاب تظهر للمتأمل صراحة أثار غياب الهوية الثقافية على حال البلاد الاسلامية العربية التي تمتلك مخزونا ثقافيا إسلاميا جعل منها إمبراطورية عالمية إبان تخلف الغرب في العصور الوسطى حيث امتلكت الإمبراطورية الإسلامية القوة السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وكانت مصدر النور الحضاري للعالم أجمع في ذلك الزمان وما كان ذلك إلا من اعتزاز المسلم بهويته وشعوره بأنه الأفضل والأجمل لأنه يحمل راية العلم ويتحكم فى الاقتصاد ويمتلك من القوة ما لم تستطع دول العالم المفتوح مقاومته فانتشرت الثقافة الإسلامية في بلدان العالم لقرون عدة كان فيها المسلم يشعر بالتفوق ويتمنى الغربي لو ينتمي لهذه الأمة القوية ذات القيم والمبادئ.
حيث نجد في الفترة الأخيرة من القرن العشرين الكثير من شباب الأمة العربية والاسلامية قد تحللوا من هويتهم الثقافية وتخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم التي هي أصل ومنبع الإسلام والعروبة واتجهوا يلهثون وراء تقليد الغرب في أشياء غير مفيدة وعادات وتقاليد مختلفة وبعيدة كل البعد عن أخلاقنا وعاداتنا لنجد الشباب العربي والمسلم غارقاً قي بحر في بحر الأفكار الخاطئة والتقليد الأعمى والانبهار المغلوط بالغرب وتعد دراسة الهوية الثقافية لشباب الأمة أمراً بالغ الأهمية لما يشاهد من سلوكيات بعض الشباب الرافضة لثقافة المجتمع والمتمردة عليها، ومحاولة تقمص ثقافات أخرى لإشباع طموحات معينة، ومن ثم نجد بين الشباب من يتنكرون لهويتهم الثقافية ويتمردون على خصائصها، وقد يحتقرون عاداتهم وقيمهم وأصالتهم.
فنجد من بين الشباب من يتشبث بالغربة لهجة، ومن يشارك الغرب عاداتهم في الطعام والشراب والزي ونمط التفكير وأسلوب المعيشة بوجه عام، وقد اخذ هذا التقليد أشكالا مختلفة كسراويل الشباب ذوات الخصر المنخفض الساقطة إلى أسفل الوسط وقصات الشعر والتسريحات العجيبة والتفنن القذر لقصات اللحية الشاذة والغريبة ودق الوشم وارتدائهم للإكسسوارات الغريبة والعجيبة والحركات النسائية خاصة عندما تجدهم في أروقة الشوارع والأرصفة يتمايلون ويرقصون رقصات عجيبة تدعو للاشمئزاز والحيرة إلى آخر ما هنالك من تلك الصرعات المشاهدة في الشوارع والحدائق والمراكز التجارية التي أصبحت واقعا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
اضافةتعليق
التعليقات