• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على أعتاب الرحيل

زينب شاكر السماك / الأثنين 26 آب 2024 / ثقافة / 1278
شارك الموضوع :

تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب

ها هي الأيام تمر سريعًا، كسحابة صيف في سماء كربلاء، زوار الإمام الحسين (عليه السلام) كانوا كأسراب الحمام، يحلقون في سماء المدينة، ينشرون الفرح والبهجة في كل زاوية، ويمدون جسرًا من المحبة والولاء بين قلوبهم وقلوب أهل البيت (عليهم السلام). كربلاء احتضنتهم بحب، وهم أضفوا عليها سحرًا خاصًا، فمنذ بداية شهر محرم وحتى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، تتحول هذه المدينة المقدسة إلى مرقد ينبض بالحياة، حيث يعيش الزائرون أجمل أيامهم بين أحضانها.

وتحديداً أيام زيارة الأربعين يمر الزوار بتجارب مليئة بالفرح والتحدي، حلوها ومرها، ويتشاركون في كل شيء، من الطعام والشراب إلى قصص الحياة لا تكاد تمر ساعة إلا وتجد قلبًا جديدًا يتصل بقلب آخر، فيتعرف الزائرون على بعضهم البعض، يجمعهم حب الإمام الحسين (عليه السلام) والرغبة في القرب منه. وفي كل لحظة يتعمق الشعور بالروحانية، ويتسرب إلى النفوس ذلك الشعور الفريد الذي لا يمكن وصفه بكلمات.

لكن، كما لكل بداية نهاية، تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب، ويملأ العيون بالدموع، فبعد أيام وليالٍ قضوها بالقرب من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، يأتي الوقت الذي يجب فيه على الزائرين العودة إلى ديارهم، تاركين وراءهم تلك اللحظات التي لن تُنسى.

في كل عام، نشهد مشهدًا يتكرر، لكنه لا يفقد أثره على القلب؛ مشهد الوداع. في آخر يوم من الأربعينية، تتصاعد آهات الفراق بين جموع الموالين، الذين كانوا يبنون المواكب بكل حب وهمّة، والآن يجدون أنفسهم يضطرون لحمل أمتعتهم والعودة إلى منازلهم. هذا المشهد يجسد عمق العلاقة التي تربط الزائرين بكربلاء، فهم لم يأتوا فقط لأداء طقوس دينية، بل جاءوا ليعيشوا قصة عشق أبدية مع الإمام الحسين (عليه السلام).

ورغم انتهاء الطريق إلى كربلاء مؤقتًا، يترك الزائرون جزءًا من أرواحهم في هذه الأرض المقدسة. لا يبقى منهم سوى صدى أصواتهم التي كانت تردد: "لبيك يا حسين"، وأثر خطواتهم التي نقشوها على دروب الولاء. تمهل أيها الزائر، فلا تعجل بالرحيل؛ "قلوبنا ما زالت تتوهج بشوقك، وألم فراق العام الماضي لم يلتئم بعد."

إن الفراق ليس نهاية الحكاية، بل هو بداية لانتظار لقاء جديد. كل عام، يعود الزائرون، محملين بأثقال من الشوق، ليجددوا عهدهم مع الإمام الحسين (عليه السلام) وليعيشوا تلك اللحظات الروحانية مرة أخرى. ومع ذلك، يظل الوداع دائمًا مؤلمًا، لأنهم يتركون خلفهم جزءًا من قلوبهم في كربلاء.

إن زيارة الأربعين ليست مجرد رحلة، بل هي تجربة تعيد تشكيل الروح وتملؤها بالطاقة والإيمان. هذه التجربة تجعل الزائر يشعر بأنه أقرب إلى الله، وأنه جزء من قصة أكبر، قصة لا تنتهي عند حدود الزمن والمكان. هي رحلة إلى الذات، حيث يكتشف الإنسان قوته وضعفه، ويجد في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) ما يملأ قلبه بالسكينة والسلام.

تمهل أيها الزائر، فما زالت أرواحنا تحترق شوقًا لك. توقف لحظة، وانظر إلى كربلاء نظرة أخيرة، لعلها تخفف من ألم الفراق، ولعلها تمنحك القوة لتحمل شوق الانتظار حتى تعود مجددًا في العام المقبل. نحن هنا، ننتظرك، بقلوب مليئة بالأمل، وبأرواح مستعدة للقاء جديد، نجدد فيه حبنا وولاءنا للإمام الحسين (عليه السلام).

زيارة الاربعين
الامام الحسين
الشيعة
كربلاء
الحب
عاشوراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    عرس الدم

    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح

    الأمان الزائف: نجمة باهتة في سماء الحقيقة

    بين فردانية الثواب وجماعية الوعي... حيث الحسين

    آخر القراءات

    آية الله السيد مرتضى الشيرازي في جمع من المؤمنات: المؤمن جوال الفكر جوهري الذكر

    النشر : الخميس 23 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الثقافة في العصر الحديث: ملعقتين قراءة وفنجان قهوة ورشة من الدبلوماسية!

    النشر : الثلاثاء 07 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    النشر : الأربعاء 02 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ابق على اتصال

    النشر : السبت 13 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    البقيع.. قضية غدر تناشد أصحاب الحق

    النشر : الأثنين 07 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    النشر : منذ 2 ساعة
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 859 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 473 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 458 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 426 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 372 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 349 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1271 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1124 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 859 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 680 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 666 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 647 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة
    • منذ 2 ساعة
    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء
    • منذ 2 ساعة
    عرس الدم
    • منذ 3 ساعة
    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة