• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على أعتاب الرحيل

زينب شاكر السماك / الأثنين 26 آب 2024 / ثقافة / 1243
شارك الموضوع :

تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب

ها هي الأيام تمر سريعًا، كسحابة صيف في سماء كربلاء، زوار الإمام الحسين (عليه السلام) كانوا كأسراب الحمام، يحلقون في سماء المدينة، ينشرون الفرح والبهجة في كل زاوية، ويمدون جسرًا من المحبة والولاء بين قلوبهم وقلوب أهل البيت (عليهم السلام). كربلاء احتضنتهم بحب، وهم أضفوا عليها سحرًا خاصًا، فمنذ بداية شهر محرم وحتى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، تتحول هذه المدينة المقدسة إلى مرقد ينبض بالحياة، حيث يعيش الزائرون أجمل أيامهم بين أحضانها.

وتحديداً أيام زيارة الأربعين يمر الزوار بتجارب مليئة بالفرح والتحدي، حلوها ومرها، ويتشاركون في كل شيء، من الطعام والشراب إلى قصص الحياة لا تكاد تمر ساعة إلا وتجد قلبًا جديدًا يتصل بقلب آخر، فيتعرف الزائرون على بعضهم البعض، يجمعهم حب الإمام الحسين (عليه السلام) والرغبة في القرب منه. وفي كل لحظة يتعمق الشعور بالروحانية، ويتسرب إلى النفوس ذلك الشعور الفريد الذي لا يمكن وصفه بكلمات.

لكن، كما لكل بداية نهاية، تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب، ويملأ العيون بالدموع، فبعد أيام وليالٍ قضوها بالقرب من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، يأتي الوقت الذي يجب فيه على الزائرين العودة إلى ديارهم، تاركين وراءهم تلك اللحظات التي لن تُنسى.

في كل عام، نشهد مشهدًا يتكرر، لكنه لا يفقد أثره على القلب؛ مشهد الوداع. في آخر يوم من الأربعينية، تتصاعد آهات الفراق بين جموع الموالين، الذين كانوا يبنون المواكب بكل حب وهمّة، والآن يجدون أنفسهم يضطرون لحمل أمتعتهم والعودة إلى منازلهم. هذا المشهد يجسد عمق العلاقة التي تربط الزائرين بكربلاء، فهم لم يأتوا فقط لأداء طقوس دينية، بل جاءوا ليعيشوا قصة عشق أبدية مع الإمام الحسين (عليه السلام).

ورغم انتهاء الطريق إلى كربلاء مؤقتًا، يترك الزائرون جزءًا من أرواحهم في هذه الأرض المقدسة. لا يبقى منهم سوى صدى أصواتهم التي كانت تردد: "لبيك يا حسين"، وأثر خطواتهم التي نقشوها على دروب الولاء. تمهل أيها الزائر، فلا تعجل بالرحيل؛ "قلوبنا ما زالت تتوهج بشوقك، وألم فراق العام الماضي لم يلتئم بعد."

إن الفراق ليس نهاية الحكاية، بل هو بداية لانتظار لقاء جديد. كل عام، يعود الزائرون، محملين بأثقال من الشوق، ليجددوا عهدهم مع الإمام الحسين (عليه السلام) وليعيشوا تلك اللحظات الروحانية مرة أخرى. ومع ذلك، يظل الوداع دائمًا مؤلمًا، لأنهم يتركون خلفهم جزءًا من قلوبهم في كربلاء.

إن زيارة الأربعين ليست مجرد رحلة، بل هي تجربة تعيد تشكيل الروح وتملؤها بالطاقة والإيمان. هذه التجربة تجعل الزائر يشعر بأنه أقرب إلى الله، وأنه جزء من قصة أكبر، قصة لا تنتهي عند حدود الزمن والمكان. هي رحلة إلى الذات، حيث يكتشف الإنسان قوته وضعفه، ويجد في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) ما يملأ قلبه بالسكينة والسلام.

تمهل أيها الزائر، فما زالت أرواحنا تحترق شوقًا لك. توقف لحظة، وانظر إلى كربلاء نظرة أخيرة، لعلها تخفف من ألم الفراق، ولعلها تمنحك القوة لتحمل شوق الانتظار حتى تعود مجددًا في العام المقبل. نحن هنا، ننتظرك، بقلوب مليئة بالأمل، وبأرواح مستعدة للقاء جديد، نجدد فيه حبنا وولاءنا للإمام الحسين (عليه السلام).

زيارة الاربعين
الامام الحسين
الشيعة
كربلاء
الحب
عاشوراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    بناء المؤسسات.. بين القيادة الفكرية واحترام قانون العمال

    النشر : الأربعاء 09 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    ماعلاقة عدم التركيز بالاكتئاب؟

    النشر : الثلاثاء 09 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    علاج كسر البثور المحترقة

    النشر : الأحد 14 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    مرض الحصبة.. الأعراض والعلاج

    النشر : الأربعاء 17 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الشهداء أولاً: اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1041 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 414 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 355 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 344 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 340 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3477 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1111 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1088 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1086 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1041 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1010 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • الخميس 19 حزيران 2025
    الإستجارة في عائلتي
    • الخميس 19 حزيران 2025
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • الخميس 19 حزيران 2025
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • الخميس 19 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة