• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على أعتاب الرحيل

زينب شاكر السماك / الأثنين 26 آب 2024 / ثقافة / 1370
شارك الموضوع :

تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب

ها هي الأيام تمر سريعًا، كسحابة صيف في سماء كربلاء، زوار الإمام الحسين (عليه السلام) كانوا كأسراب الحمام، يحلقون في سماء المدينة، ينشرون الفرح والبهجة في كل زاوية، ويمدون جسرًا من المحبة والولاء بين قلوبهم وقلوب أهل البيت (عليهم السلام). كربلاء احتضنتهم بحب، وهم أضفوا عليها سحرًا خاصًا، فمنذ بداية شهر محرم وحتى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، تتحول هذه المدينة المقدسة إلى مرقد ينبض بالحياة، حيث يعيش الزائرون أجمل أيامهم بين أحضانها.

وتحديداً أيام زيارة الأربعين يمر الزوار بتجارب مليئة بالفرح والتحدي، حلوها ومرها، ويتشاركون في كل شيء، من الطعام والشراب إلى قصص الحياة لا تكاد تمر ساعة إلا وتجد قلبًا جديدًا يتصل بقلب آخر، فيتعرف الزائرون على بعضهم البعض، يجمعهم حب الإمام الحسين (عليه السلام) والرغبة في القرب منه. وفي كل لحظة يتعمق الشعور بالروحانية، ويتسرب إلى النفوس ذلك الشعور الفريد الذي لا يمكن وصفه بكلمات.

لكن، كما لكل بداية نهاية، تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب، ويملأ العيون بالدموع، فبعد أيام وليالٍ قضوها بالقرب من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، يأتي الوقت الذي يجب فيه على الزائرين العودة إلى ديارهم، تاركين وراءهم تلك اللحظات التي لن تُنسى.

في كل عام، نشهد مشهدًا يتكرر، لكنه لا يفقد أثره على القلب؛ مشهد الوداع. في آخر يوم من الأربعينية، تتصاعد آهات الفراق بين جموع الموالين، الذين كانوا يبنون المواكب بكل حب وهمّة، والآن يجدون أنفسهم يضطرون لحمل أمتعتهم والعودة إلى منازلهم. هذا المشهد يجسد عمق العلاقة التي تربط الزائرين بكربلاء، فهم لم يأتوا فقط لأداء طقوس دينية، بل جاءوا ليعيشوا قصة عشق أبدية مع الإمام الحسين (عليه السلام).

ورغم انتهاء الطريق إلى كربلاء مؤقتًا، يترك الزائرون جزءًا من أرواحهم في هذه الأرض المقدسة. لا يبقى منهم سوى صدى أصواتهم التي كانت تردد: "لبيك يا حسين"، وأثر خطواتهم التي نقشوها على دروب الولاء. تمهل أيها الزائر، فلا تعجل بالرحيل؛ "قلوبنا ما زالت تتوهج بشوقك، وألم فراق العام الماضي لم يلتئم بعد."

إن الفراق ليس نهاية الحكاية، بل هو بداية لانتظار لقاء جديد. كل عام، يعود الزائرون، محملين بأثقال من الشوق، ليجددوا عهدهم مع الإمام الحسين (عليه السلام) وليعيشوا تلك اللحظات الروحانية مرة أخرى. ومع ذلك، يظل الوداع دائمًا مؤلمًا، لأنهم يتركون خلفهم جزءًا من قلوبهم في كربلاء.

إن زيارة الأربعين ليست مجرد رحلة، بل هي تجربة تعيد تشكيل الروح وتملؤها بالطاقة والإيمان. هذه التجربة تجعل الزائر يشعر بأنه أقرب إلى الله، وأنه جزء من قصة أكبر، قصة لا تنتهي عند حدود الزمن والمكان. هي رحلة إلى الذات، حيث يكتشف الإنسان قوته وضعفه، ويجد في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) ما يملأ قلبه بالسكينة والسلام.

تمهل أيها الزائر، فما زالت أرواحنا تحترق شوقًا لك. توقف لحظة، وانظر إلى كربلاء نظرة أخيرة، لعلها تخفف من ألم الفراق، ولعلها تمنحك القوة لتحمل شوق الانتظار حتى تعود مجددًا في العام المقبل. نحن هنا، ننتظرك، بقلوب مليئة بالأمل، وبأرواح مستعدة للقاء جديد، نجدد فيه حبنا وولاءنا للإمام الحسين (عليه السلام).

زيارة الاربعين
الامام الحسين
الشيعة
كربلاء
الحب
عاشوراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    آخر القراءات

    دراسة تربط بين تناول أحماض أوميجا_3 وتقليل الإصابة بأمراض القلب

    النشر : الأحد 08 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    فوائد صحية لليانسون.. تعرف عليها

    النشر : السبت 21 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    غانم المفتاح: المعجزة

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    النشر : السبت 26 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    قصص من رحلة الأربعين: ينقلها الاعلام

    النشر : الثلاثاء 13 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الشفق القطبي، لوحة السماء الساحرة!

    النشر : السبت 18 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 524 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 456 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 418 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 414 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 401 مشاهدات

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    • 358 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1438 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1378 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1255 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1060 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه
    • منذ 12 ساعة
    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟
    • منذ 12 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 12 ساعة
    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة