• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رحلة النعم: دروس من قلب الألم

زينب شاكر السماك / الأربعاء 03 تموز 2024 / ثقافة / 1370
شارك الموضوع :

الندم على ما فات لن يعيد لنا ما فقدناه، ولكن الامتنان يمكن أن يغير نظرتنا للحياة

كانت حياتها محاطة دائمًا بنظرتها السوداء للأحداث والأشخاص من حولها. لم ترَ سوى ما تفتقده، سواء كان ذلك بيتًا خاصًا بها، أو ولدًا ذكرًا، أو حتى تقديرًا في عملها. كانت تلك الأفكار السلبية تعمُّ مخيلتها وتحجب عنها رؤية النعم التي تمتلكها. كانت تستغرق ساعات في التأمل في ما لم تحققه، بدلاً من الاستمتاع بما لديها.

تقضي أيامها في العمل، وتعود إلى بيتها حيث كانت بناتها ينتظرنها بفرح، وزوجها الذي كان يسعى دائمًا لتوفير حياة كريمة لهم. لكنها كانت تتذمر دائمًا، وتشعر بأن العالم كله ضدها. كانت ترى في كل حدث غير مرغوب فيه تأكيدًا على حظها العاثر.

رغم ذلك، كانت هناك لحظات من السعادة الحقيقية التي تشعر من خلالها بالدفء والأمان عندما تحتضن بناتها، وتضحك مع زوجها على مواقف الحياة اليومية. لكنها لم تكن تقدر تلك اللحظات، وكانت تفضل التذمر والنظر إلى ما تفتقده.

في وظيفتها، كانت تشعر دائمًا بعدم التقدير. كانت تعتقد أنها تستحق مكانة أكبر وتظن أن الحياة ليست عادلة معها. كانت هذه المشاعر تسيطر على حياتها، مما جعلها غير قادرة على رؤية الجوانب الإيجابية في حياتها. كانت تستغرق ساعات في التأمل فيما لم تحققه، بدلاً من الاستمتاع بما لديها. تفكر بالمعوقات بدلاً من العمل على ذوبانها لنيل ما تستحق.

وفي يوم من الأيام، بينما كانت عائدة من وظيفتها إلى بيتها، حيث كان ينتظرها بناتها وزوجها، استغربت من تجمهر الناس أمام بيتها. دقات قلبها كانت تسبق خطواتها للوصول، وعندما وصلت كانت الصاعقة بانتظارها. بيتها قد صار رمادًا، وأخرجت منه خمس جثث، لبناتها وزوجها.

وقفت منهارة، تصرخ بأعلى صوتها، ولا تعرف ماذا تفعل. تمنت أن تكون في كابوس، فثقل اللحظات كان لا يحتمل. أدركت أنها كانت في قمة سعادتها، والآن قد سلبت منها متعة الحياة. كان الندم أكبر من استيعاب المصيبة، شعرت أنها لم تعطِ استحقاقًا لسعادتها، ولم تشعر بجمال نعمها، ولم تستمتع مع عائلتها. كانت محظوظة بعائلتها الجميلة التي لن تراها بعد اليوم، لكنها اكتشفت ذلك بعد فوات الأوان.

من خلال هذه القصة، نتعلم درسًا عميقًا عن قيمة الامتنان والتقدير لما نملكه. الحياة مليئة بالتحديات، ولكنها أيضًا مليئة بالنعم التي يجب أن نحتفي بها. عندما نركز على ما نفتقده، نفقد القدرة على رؤية ما نملكه. يجب علينا أن نتذكر دائمًا أن ننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، وأن نقدر اللحظات الجميلة التي نعيشها مع أحبائنا.

فالندم على ما فات لن يعيد لنا ما فقدناه، ولكن الامتنان يمكن أن يغير نظرتنا للحياة ويجعلنا نعيش بسعادة ورضا. قد تكون اللحظات الصعبة تذكيرًا لنا بأهمية التقدير والامتنان، وأن ننتهز كل فرصة لنعيش حياتنا بفرح وسعادة مع من نحب. قال تعالى في كتابه الحكيم: "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" [النحل: 18].

الحياة تحمل في طياتها مجموعة متنوعة من التجارب والمواقف، فليس من المفترض أن ننظر إلى الجانب الأسود فقط، بل ينبغي لنا أن نمدح النعم التي نتمتع بها، كبيرة كانت أو صغيرة. الندم على ما فات لن يعيد لنا ما فقدناه، لذا علينا أن نعيش كل لحظة بوعي وامتنان.

قد تكون اللحظات الصعبة تذكيرًا لنا بأهمية التقدير والامتنان، وأن نستغل كل فرصة لنعبر عن حبنا وتقديرنا لأحبائنا. إن السعادة ليست في الأشياء الكبيرة وحدها، بل في قدرتنا على رؤية الجمال في الأشياء الصغيرة، وفي اللحظات البسيطة التي نقضيها مع أولئك الذين نحبهم.

لذا، دعونا نستمتع بكل لحظة ونحتفظ بها في ذاكرتنا كنعمة نعيشها، ولنكن دائمًا ممتنين لما نملكه، سواء كانت صحة جيدة، عائلة محبة، أو لحظات فرح بسيطة. إن التقدير للنعم الموجودة في حياتنا يمنحنا القدرة على مواجهة التحديات بروح إيجابية وقلب ممتلئ بالسعادة والرضا. فلنعش بامتنان، ولنحتفظ بالذكريات الجميلة كنعمة نغفل عنها في أوقاتنا الصعبة، فقد تكون هذه الذكريات الضوء الذي ينير دربنا في أظلم الأوقات.

في النهاية، الحياة هي مجموعة من اللحظات، الجيدة والسيئة، ولكن كيف نعيشها وكيف نراها هو ما يصنع الفارق. فلنحرص على أن نكون ممتنين لكل نعمة، كبيرة كانت أو صغيرة، ولنستمتع بكل لحظة مع من نحب قبل أن يفوت الأوان.

الحياة
قصة
الحب
الموت
التفكير
السلوك
السعادة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    الإمام الصادق والحرية الفكرية

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    آخر القراءات

    انفصال الدال والمدلول

    النشر : الأثنين 03 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    لبث روح التعاون: ناشطو كربلاء يساندون الملاكات الطبية

    النشر : الأحد 10 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    كيف تعزز مهارات القراءة عند الأطفال؟

    النشر : الثلاثاء 19 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

     محرم الحرام.. صيحة الوتر في كربلاء

    النشر : السبت 22 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    تأثير مشاهد العنف في الميديا وتعزيز السلوك العدواني لدى الطفل

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الصحة العقلية وتأثير التغذية عليها

    النشر : الثلاثاء 27 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 580 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 449 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 364 مشاهدات

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان

    • 359 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 327 مشاهدات

    اليوم العالمي لمحو الأمية.. رحلة علم تكشف الظلمة عن عيون الدارسين

    • 324 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1173 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1134 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1058 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1042 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1011 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 880 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"
    • منذ 10 ساعة
    الإمام الصادق والحرية الفكرية
    • منذ 11 ساعة
    محاولة الانتقال إلى الأفضل..
    • منذ 11 ساعة
    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة