يطل علينا شهر رجب الاصب حاملا في طياته ذكرى ميلاد الامام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ذلك النور العاشر الذي اضاء للبشرية دروب الحق والفضيلة ومثل للمؤمنين في كل زمان ومكان قدوة لا تضاهى في العلم والعمل والثبات.
ان هذه المناسبة العظيمة تمثل وقفة تأملية عميقة لكل شاب ينشد النجاح الحقيقي ويبحث عن التميز في بناء شخصيته، فلقد تجلت في سيرة الامام الهادي معاني القوة والعزيمة والقدرة على مواجهة الصعاب بقلب مطمئن وعقل راجح وهو ما يحتاجه شبابنا اليوم في عالم يموج بالتغيرات والضغوط الفكرية والاجتماعية حيث كان الامام رمزا للشباب الواعي الذي لم تمنعه الظروف القاسية من اداء رسالته في تعليم الناس ونشر القيم السامية وارساء قواعد التفكير السليم القائم على الحجة والبرهان.
إن الدرس الاكبر الذي يستخلصه الشباب من سيرة الامام الهادي في هذا الشهر المبارك هو اهمية الاستقلال الفكري والتمسك بالهوية الاصيلة مع الانفتاح الواعي على علوم العصر فقد استطاع الامام ان يكون مرجعا فكريا وعلميا تهفو اليه القلوب وتستنير به العقول مما يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق الجيل الصاعد في ضرورة السعي نحو التفوق المعرفي والارتقاء بالاخلاق والترفع عن سفاسف الامور.
ان بناء المجتمع يبدأ من بناء الفرد القوي في دينه والمتميز في علمه والمبادر في خدمة الاخرين وهذا هو الجوهر الحقيقي للاحتفاء بميلاد الهادي عليه السلام الذي علمنا ان الحياة الحقيقية هي حياة الروح بالعلم وحياة القلب بالتقوى وحياة المجتمع بالعدل والمساواة.
وفي رحاب هذه الولادة الميمونة ندعو الشباب الى تجديد العهد مع الذات ومع القيم التي ضحى من اجلها ائمة الهدى عبر استثمار طاقاتهم في الابداع والابتكار والمساهمة الفعالة في نهضة بلادهم مقتدين بسيرة امامهم الذي كان يمثل القمة في الصبر والحكمة والادارة الناجحة لشؤون الامة في احلك الظروف.
إن الاقتداء بالامام الهادي يعني ان يكون الشاب منارة للخير وانموذجا للعطاء وصوتا للحق في كل ميدان يتواجد فيه مستلهما من عبق هذا الشهر الفضيل ومن سيرة هذا الامام العظيم كل ما يعينه على تخطي العقبات وتحقيق الطموحات الكبرى التي تخدم الانسانية وترفع راية العلم والفضيلة عاليا في سماء المجد والكرامة.








اضافةتعليق
التعليقات