ما الذي يجعل الارتباط ببعض الناس غاية في السهولة وببعضهم الآخر ضرباً من المستحيل؟
إننا نزعم أن الصراع في العلاقات يحدث عندما يكون التركيز على الاختلافات بدلاً من أن يكون منصباً على التشابهات. فكر في الأمر على أنه أشبه بعبارة: "نحن متحدون، وإذا تفرقنا لا نستطيع احتمال بعضنا البعض".
لذا فإن تقليل الاختلافات ضروري عند التعامل مع الأشخاص الذين لا تستطيع احتمالهم. ويعتمد النجاح في التواصل على العثور على أرضية مشتركة، ثم محاولة إعادة توجيه التفاعل نحو نتيجة جديدة.
وهناك مهارتان أساسيتان من مهارات التواصل يمكن أن تساعدك على تقليل الاختلافات:
التآلف وإعادة التوجيه.
التآلف: هو سلوك تستطيع بواسطته تقليل الاختلافات بينك شخصياً وبين شخص آخر.
وإعادة التوجيه: هو أي سلوك تستخدم بواسطته شعوراً متنامياً بالمودة لتغيير مسار تفاعلاتكما، هاتان المهارتان ليستا جديدتين بالطبع، إنهما جزء من التفاعل البشري الطبيعي. وفي الواقع، أنت تستخدمهما بالفعل، إلى حد ما.
إنك تستطيع والأرجح أنك تقوم فعلاً بممارسة التآلف مع الناس بطرق عديدة بصرياً، ربما كنت تقوم بالتآلف عن طريق تغيير تعبيرات وجهك، ودرجة حركتك، ووضع جسدك لمحاكاة الطرف الآخر. ولفظياً، يحدث التآلف عندما تحاول جعل طبقة صوتك وسرعة حديثك منسجمة مع طبقة صوت وسرعة حديث الطرف الآخر. كما أنك تقوم بالتآلف بواسطة الكلمات التي تستخدمها. وعندما يشعر الناس أنك قد أنصت إليهم وتفهم مشاعرهم، تكون هذه هي نتيجة التآلف.
ومن الطبيعي أن تتآلف مع الأشخاص الذين تحبهم، أو مع الأشخاص الذين يشاركونك هدفاً ما. وعلى العكس، فمن الطبيعي أيضاً ألا تتآلف جيداً مع الأشخاص الذين ترى أنهم ذوو طباع صعبة ولا تستطيع احتمالهم. ولكن الفشل في التآلف له عواقب وخيمة، لأنه بدون التآلف تصبح الاختلافات بينك وبين الآخرين هي أساس الصراع.
ثلاث نقاط أساسية:
تذكر أنه لا أحد يتعاون مع أي شخص يبدو أنه ضده في العلاقات الإنسانية، ليست هناك منطقة وسط. إن الناس - بوعي أو بدون وعي يرغبون في أن يعرفوا إجابة للسؤال: هل أنت معي أم ضدي؟ إنهم إما ينظرون لك على أنك معهم وإما على أنك ضدهم؛ إما على أرضية مشتركة وإما بعيد كل البعد.
قلّل الاختلافات بينك وبين الطرف الآخر يمكنك التآلف عن طريق تعديل تعبيرات وجهك، وإشاراتك، وإيماءاتك، ووضع جسدك، وحجم صوتك وسرعة تحدثك، وكلماتك.
قم بالتآلف قبل إعادة التوجيه سواء كنت تنصت لتفهم، أو تتحدث لكي يفهمك الآخرون فقط بعد بناء بعض الحميمية والمودة مع الطرف الآخر ذي الطباع الصعبة من خلال التآلف معه، تستطيع إعادة توجيه التفاعل وتغيير المسار نحو نتيجة إيجابية، وليس قبل ذلك. وعند التعامل مع شخص شديد الإزعاج، حاول أن تتذكر المناسبات التي استطعت فيها التآلف مع هذا الشخص أو إعادة توجيهه في الماضي، وحاول أن تتخيل ظروفاً تستطيع فيها القيام بهذا مجدداً.
"يحدث الصراع عندما يكون التركيز منصباً على الاختلافات وتقليل الصراعات يمكن أن يحول الصراع إلى تعاون".
اضافةتعليق
التعليقات