أردتُ أن أكتب موضوعا عن عمل المرأة، إحترتُ ماذا أختار من مهن، هل أكتب مقالا عن الدكتورة أو المهندسة أو المحامية؟، لا، أريد شيئا أكبر وأعظم، فكرتُ في داخلي، قد تكون سياسية أو رئيسة دولة، أخبرت نفسي بأني سوف أسرق الأضواء وأبدع في كتابة هذا الموضوع، وبينما رحتُ أهمّ بالكتابة، لملمت دفتري، وضعت فيه قلمي، ولم أحب أن أكمل!.
فإني لم أجد فيهم شيئا مميزاً وكله مكرر، فكل عمل لن أرى فيه شيئا مكتملا لأنني لست في مكانهن! فلماذا أكتب عن شيء لم أعشه، وإنني ك كاتبة أحب إيصال الفكرة بصدق إلى داخل الإنسان ليأخذ مني العبرة.
أخذتُ إستراحة، شعرت بالنعاس، أخبرت نفسي لأنوّم طفلي ثم أذهب للنوم، وبينما أنا أضعه على الوسادة فوق أرجلي، إبتسمت ضاحكةً! ها أنا وجدتُ شيئا أعيشه غافلةً عنه، لماذا لا أكتب عن عمل أمي الذي سعت فيه جاهدة لتربيتنا وبحب وعطف، فهو أجمل عمل والأكثر شرفاً.
ربة المنزل، عمل يستهين به الناس ولكنه بداية وأساس حياة لكل إنسان، فمن لايملك أم تربيه في طفولته كالموظفة، وترضيه في جميع الأوقات وليست بمزاجها كمديرة رأس العمل، تحضّر الغذاء في كل وقتٌ محدد كأوراق المحامية لقاضي المحكمة. وتنتظر هل هو لذيذ أم فيه سوء كالدكتورة التي تعالج مريضها!.
وهي تنهض في الصباح وتحارب نعاسها لتودع أطفالها، كل فرد إلى مكانه ولاتسبب لهم موقفا محرجا، وكما قال الأمام الصادق (عليه السلام): "أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار.. وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيهما شاءت".
إن أمي وأمك وأمكِ ربة منزل سواء كانت موظفة أو غيرها من المهن التي تمارسها كادحةً، فهي في منزلها ربة منزل تحاول جاهدةً لكي ترضي عائلتها.
أُنظر إليها مبتسما، إجعلها فخورة بما تقدمه لك، لاتلومها ولاتعبس في وجهها فهي تعزك، هي لاتستطيع أن تعاتبك دائما لأنك فلذة كبدها، لأنك شيء أخذ منها تسعة أشهر، حرمها من نوم وأفراح وعدة أمور وهي مبتسمة لأنها تفعل شيئا مقدسا، كن لها شاكرا وأعطها ماتستطيع من دعم وابتسم أمامها فعندما تراكَ مبتسما ستبدأ نهارها الجديد بتفائل.
إهداء مني لكل ربة منزل إستهانت بنفسها وظنت أنها ليست موظفة أو تزاول عمل ما، فليس كل من تعمل خارج منزلها سعيدة مثلك أيتها الأم المضحية، لقد قدسك الله لمكانتك وكرّمك في كتابه بذكرك وذُكرتِ على الأرض مشرفةً بما تقدميه من عمل.
اضافةتعليق
التعليقات