مرّت فترة في الولايات المتحدة لم تكن هنالك سيدة لم تسمع بإسم "ج.ل.برسون" ملك الأحذية النسوية. واجه برسون في البداية أزمة خانقة، وتنبأ بإفلاسه الذين رأوه يتخبط في مصاعب لا حصر لها. ولكن تاجر الأحذية هذا استنجد بالأخلاق، فإستطاع الخروج من المأزق، وأخذ يربح نصف مليون دولار في السنة.
فماذا فعل برسون للتغلب على أزمة سببت إفلاس المئات من تجار الأحذية في الولايات المتحدة الأمريكية؟
كل ما فعله أنه اختص زائرات محله بمزيد من العناية والإحترام، فالأمر الذي لم يخطر ببال سائر التجار. كان برسون في حدود السبعين، ابيض الشعر، مهيب الطلعة. ومع ذلك لم تكن سيدة تدخل محله حتى يهرع الى الترحيب بمقدمها ويحرص على خدمتها بنفسه، وسواء اشترت حذاء ام لم تشترِ، فأنه يشكر لها زيارتها لمحله، وقبل إنصرافها يطلب منها أن تسميّ له ثلاثاً من صديقاتها ليعرض عليهن خدماته ويدعوهن إلى زيارة محله.
وبديهي أن طلبه كان يستجاب بسرور، فليس أحب إلى المرء، رجلاً كان او سيدة، من أن يطلب إليه الآخرون أداء خدمة من هذا النوع. وبعد حصوله على الأسماء كان يكتب إلى السيدات الثلاث داعياً إياهن إلى زيارة محله لمشاهدة نماذج جديدة من منتوجاته، فتقبل الدعوة واحدة من ثلاث على الأقل، وتتكرر المراسيم نفسها مع الزائرات بحيث يزداد عدد المشتريات.
وبفضل هذه الطريقة اللبقة والأخلاق الحسنة إستطاع برسون التغلب على الأزمة. انه لم يفعل أكثر من الالتزام بمفردة واحدة من المفردات الأخلاقية. وهي أن يكون لطيفاً مع الناس.
والحق أن التهذيب هو أحد المفاتيح التي تسهل غزو قلوب الناس. فلقد سُئل "روميلو أوريانتي" صاحب مخزن "الف صنف" في بيونس أيرس كيف توصل إلى جعل متجره الكبير محط أنظار الناس؟، فأجاب أنه مدين بهذه النتيجة لتهذيب مستخدميه. وقال إنه لا يستخدم في متجره إلاّ كل شاب مهذب، حسن الأخلاق، فالناس يسرّهم أن يحسن صاحب المتجر وفادتهم، ويأسرهم لطف صاحبه ومعاونيه، إذ ليس أحب إلى الإنسان من أن يجد نفسه موضع التقدير، وان يشعر بأن ثمة من يعامله المعاملة التي يشتهي، والتي تضن عليه بها بيئته أو محيطه.
من أراد النجاح فلا بدّ من أن يسير على سنة الله تعالى، ونواميسه، ويلتزم بالصدق مع النفس والنزاهة مع الناس.. ويكون شريفاً في معاملاته وعادلاً في أحكامه، ومتواضعاً في علاقاته..
فقد أثبت التاريخ ان الصادقين هم الناجحون، وإن الكذّابين في النهاية مفضوحون، وأن ما يعتقده البعض بأن الناجحين عادة هم عديمو الذمة والضمير، غير صحيح.. فلا يربح في النهاية إلاّ من يستطيع أن يبني جسراً من الثقة بينه وبين الناس، وليست مواد ذلك الجسر إلاّ الإلتزام بالأصول الأخلاقية.
اضافةتعليق
التعليقات