بين هتافات المتظاهرين في مدينة كربلاء المقدسة, علت راية الحق ترفعها سواعد النساء لترفرف بين الجموع الغفيرة معلنة مؤازرة أخيها الرجل, إذ سيخلد التاريخ وقفتها تلك في كل تفاصيلها, ابتداء من تحضير الطعام وغسل الأواني والثياب, إلى تفعيل دور الناشطات المدنيات وذلك من خلال بذل جهودهن في الجانب الثقافي والتنموي في سرادق خاصة لكل نشاط.
(بشرى حياة) سلطت الضوء على جانب من مشاركات تلك النسوة:
نريد وطن
زارت أم مؤمل موقع ساحة الأحرار كما أطلق عليها مؤخرا فنقلت لنا جانب مما شاهدته قائلة: كل شيء كان ينذر بالهدوء والطمأنينة الكل سواسية مواكبهم تلك أشبه بمواكب عاشوراء من حيث التعاون والمساندة بين بعضهم, هي فعلا كذلك إذ شهدت بعيني أن القضية واحدة لا فرق بينها وبين قضية الحسين (عليه السلام) حينما خرج للإصلاح, فهؤلاء الشباب وما بينهم من نساء وأطفال خرجوا اليوم ليكملوا رسالة سيد الشهداء الأبية.
وأضافت: لقد رصدت سرادق مختلفة لكل المشاركين من مختلف الشرائح من بينهم الاعلامين والفنانين ومفارز طبية, اضافة إلى حضور الطلبة لجميع المراحل لمساندة أخوانهم, وأخرى خاصة للصلاة, وهناك أيضا للجانب الثقافي حيث ضمت مجموعة من الكتب لمن يرغب بالقراءة.
فضلا عن نساء كبيرات في السن إذ كانت اقامتهن بين أولادهن مستمرة لمساعدتهم في تجهيز الخبز وغسل الثياب وما إلى ذلك من الأمور الأخرى, كما تساهم بعض الناشطات الشابات في تجهيز ما يلزم, كل ذلك يصب في قضيتهم الموحدة وهي.. نريد وطن.
أما أم صلاح المرأة التي تجاوزت عقدها الخمسيني كانت تفترش الأرض لتحضر وجبات متنوعة من الطعام, حيث كان لها دورا فعالا في ساحة الأحرار, التي لم تبرحها منذ انطلاقة الثورة إلى يومنا هذا, تحملت أعباء كل ذلك رغم كبر سنها, إذ تركت دفء بيتها لتكون قرب أبنائها.
فيما شاركتنا الناشطة المدنية منار قاسم قائلة: لا أعلم عن ماذا أتحدث وعن أي دور أتكلم, منذ اليوم الأول للتظاهرات ولهذه اللحظة متواجدة أنا مع أبنائي في ساحة الأحرار كما اطلق عليها مؤخرا, مع المتظاهرين والقوات الأمنية, شهدت الكثير من الاعتداءات على المتظاهرين المطالبين بحقوقهم التي سلبت منهم لأعوام, ولهذه اللحظة وأنا أرى قوتي بهم ومنهم, يد أساعدهم بها, والأخرى أرفع راية الحق.
وأضافت: بعد أيام من الثورة قمنا بالمساعدة من قبل القائمين في الساحة بتنظيم مخيم لاعتصام النساء, لإقامة جلسات لهن من أجل تثقيفهن ودعمهن لمعرفة تصحيح المسار ومشاركتهن في الثورة وتسجيلها وبثها عبر التطبيقات الالكترونية في مجاميع خاصة بالنساء لتستمع إليها من لم تتمكن بتواجدها معنا في ساحة المظاهرة, وذلك باعتبار أن المرأة العراقية مستمرة بدعمها للتظاهرات السلمية من أول يوم الثورة سواء في بيتها أو في ساحة الاعتصام.
فيما كانت للمصورة هبة علي مشاركة خاصة وهي توثيق أحداث تشرين بكامرتها حدثتنا قائلة: عمدت إلى التقاط الكثير من الصور لتكون ذكرى يخلدها التاريخ, أرى أن كل مشاركة هنا في ساحة الأحرار تكون بحسب اختصاص الشخص المشارك, ولكوني مصورة كانت مشاركتي بكامرتي, أمنيتي أن التقط في المرة القادمة وجوه باسمة اعتلى محياها الفرح حينما ينالوا امانيهم المنشودة التي خرجوا من أجلها بدل شموعهم الذائبة على أرصفة الطرقات.
وكانت لنا هذه الوقفة مع الممرضة صفاء عبد الحسين حدثتنا قائلة: اعتبر نفسي ناشطة فيسبوكية, فانا لم ازر ساحة المتظاهرين غير اني من المتابعين بحرص شديد عن كل مستجدات الثورة منذ يوم انطلاقتها إلى هذه اللحظة.
وأضافت: سعيدة بالشجاعة التي رأيتها بقلوب الشباب والنساء وعلى رغم ما قدمناه من قربان لاستمرار هذه الثورة من الأرواح التي زهقت بالشهادة التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم, إلا إني شعرت بفخر كبير حينما استقبل أبناء المحافظات الشهداء بالأهازيج وصوت هتافات الله اكبر تصل عنان السمان, كل ما اتمناه أن ترتفع أفراحنا فوق أحزاننا وأن تبصر النور أمانينا بعد ظلمة ما واكبه الجميع, فأنا أخشى النهاية وأن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
ثورة امل
أجل إنها كذلك.. كل من كان في ساحة المظاهرات كان يحمل في ثنايا قلبه الأمل في غد مشرق وأجمل, إذ ساهم كل أبناء المدينة بغية نجاح تلك الثورة للوصول إلى مبتغاهم المرتقب.
فكان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية حضور في الدعم اللوجستي, كما كانت هناك مشاركة في محفل قرآني أقيم على أرواح شهداء الثورة, فضلا عن مشاركات واسعة من قبل الشباب في رفع الشعارات والبالونات السوداء وتشييد قبور رمزية وايقاد الشموع بينها كمحفل تأبيني على كل من سقط شهيد في ثورة تشرين, كما ساهم الكثير في تنظيف الشوارع من اثار التخريب للمندسين معلنين بذلك أن ثورتهم سلمية لا يسعون بها للدمار بل لنشر المودة والسلام.
اضافةتعليق
التعليقات