• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فتاة من اطراف المدينة..

آلاء هاشم القطب / الأثنين 21 تشرين الثاني 2016 / منوعات / 2093
شارك الموضوع :

الساعة الخامسة من صباح احد ايام الشتاء القارصة... النجوم غائرة... الظلام دامس... ضباب متكثف خارج حجرة المنزل... النوافذ تتصبب عرقا وكأنها منهكة

الساعة الخامسة من صباح احد ايام الشتاء القارصة... النجوم غائرة... الظلام دامس... ضباب متكثف خارج حجرة المنزل... النوافذ تتصبب عرقا وكأنها منهكة من عمل مجهد...

تمسح عيناها قليلا محاولة التأكد من الوقت عله يخبئ لها خمس دقائق اخرى اضافية تكمل فيها ما تبقى من نومها في فراشها الذي وان كان اقل برودة كثيرا من خارج المنزل... لكنه ليس دافئا بما يكفي لكي يمنحها ما تبتغي من راحة..

لكن الوقت هو الوقت والساعة مسرعة وكأنها مجنونة..

ابتدأت الاصوات بالمنزل تعلو شيئا فشيئا... صرخات ابيها المنبعثة لإفاقتهم...

واصوات اواني الشاي والاطباق التي تصدر من حجرة المطبخ.

استندت على حافة النافذة ونهضت مسرعة... صلّت الفريضة.. ثم تناولت فطورها وهي واقفة واخذت عدّتها وخرجت من المنزل...

نادتها والدتها: انتظري اختك...

لكنها رفضت الانتظار مجيبة: فلتلحق بي عند "الترعة"..

ترى الى اين ذهبت فاطمة؟ وعن اي ترعة تتحدث؟ هل ذهبت الى مدرستها منذ الصباح الباكر؟ ام الى اين تذهب في هذا الوقت المبكر؟

 امي اين فاطمة؟ تسال اختها عنها لتجيبها امها: سبقتك بالخروج وستنتظرك قرب الترعة.

تنادي الام خلف ابنتها: لا تتأخرا في جز الحشيش واحضاره للحيوانات.. ها قد علمنا اين تذهب فاطمة التي ستروي لنا قصتها باختصار...

اسمي فاطمة....

عمري ثلاثة عشر عاما، اعيش في كنف والديّ.. وانا ابنتهم الكبرى.

اسكن في مزرعة على اطراف المدينة...

انا في الصف الثاني المتوسط..

استيقظ مبكرا.. اجز الحشيش وأتي به طعاما لحيواناتنا ..

واحصد المحصول اليومي من الخضار والفواكه مع اختي التي تصغرني بعامين، ونضعه في صناديق واكياس لتأخذه امي وتبيعه مع ما ينتج من بيض وحليب وما اعددته من مشتقاته... اسقي الزرع بعد الشروق بقليل.. ثم اعود للمنزل لأعد الطعام قبل ان تأتي امي من السوق، بينما تقوم اختي بترتيب المنزل.

قبل ان تحين الظهيرة نذهب انا واختي الى المدرسة التي تبعد اكثر من ساعة ونصف عن منزلنا سيرا على الاقدام.

المدرسة دوامها مسائي لأننا لا نستطيع ان نذهب صباحا بسبب انشغالنا في مساعدة امي...

ابي كباقي رجال القرية يعمل شيئا واحدا، فقط يلقي الاوامر علينا...

يذهب صباحا ليتناول الافطار خارج المنزل مع اصدقائه بينما تعود امي ليأخذ ما جنته من ارباح في السوق.. يشارك اصدقائه في رحلات الصيد، مصارعة الديوك، الولائم..

لا يهتم لأي شيء سوى انه يريد ان يعيش حياته وهو في اقصى درجات الراحة، بينما تقوم امي بجميع الاعمال.

عندما اعود من المدرسة يكون الليل قد جنّ، واكون متعبة ومحتاجة للراحة لكن والدتي بالرغم من يومها المتعب، كانت تسهر بجانبي الى ان اكمل اغلب التحضيرات المدرسية التي في الغالب لا يكفي الوقت لإتمامها بالكامل ورفضت دوما ان نترك المدرسة على الرغم من ان اغلب سكان القرية محدودي التعليم.

استمرت حالتي على ما انا عليه لفترة طويلة لكن لا يضيع الله تعب احد ابدا..

 تخرجت من الجامعة  وانا الان اعمل مدّرسة في المدرسة التي كنت ارتادها، انا سعيدة لأني اعتبر نفسي مكافحة للظروف العصيبة التي كنت امر بها.

على الرغم من ان والدتي كانت انسانة بسيطة الا انها قالت لي يوما: دعواتي لكِ سترافقك طيلة عمرك وستوفقين يوما ما وترين السعادة وهذا ما جنيته فعلا، شكرا لكِ يا امي  فآخر الصبر كان حلو المذاق.

المرأة
الأمل
العمل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    نساء عربيات.. بين الجدارة والقيادة

    النشر : الأحد 06 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التأثيرات الحتمية والعشوائية للإشعاعات المؤينة

    النشر : السبت 02 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الصحفية جوانا فرانسيس للمرأة المسلمة: نحن من يتعرض للاضطهاد لا أنتن

    النشر : السبت 16 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    يوم الصيام طويل وحار.. لكن يمكنك استكمال نشاطك الرياضي باتباع هذه النصائح

    النشر : السبت 09 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مهر ملكوتي!

    النشر : الأحد 14 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    اليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال: الطفولة المهددة

    النشر : الأحد 11 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3318 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3318 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2323 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 23 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 23 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 23 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة